- التفاعل مع أشخاص متلازمة داون اجتماعياً له تأثير إيجابي على سلوكهم ونفسياتهم
- ضاهر: تفعيل منصة إلكترونية لمتابعة التطور السلوكي والنفسي للطفل المعاق
- إبراهيم: توفير مستقبل آمن لذوي الإعاقة سيطور قدراتهم ومواهبهم ويخدم المجتمع
- العلي: صقل أولياء الأمور لمواهب أبنائهم من الاحتياجات الخاصة يعزز كيانهم
ألين البيطار - العلاقات العامة
ذوو الاحتياجات الخاصة شريحة غالية على الجميع وتمثل قطاعا مهما من الطاقات المجتمعية التي يمكن الاستفادة منها في جعل المجتمع أفضل وأبهى وأكثر تكاملا.
للوقوف على احتياجات ذوي الإعاقة وفي القلب منهم أطفال متلازمة الداون عملت «الأنباء» على استمزاج آراء عدد من أولياء الأمور والمتخصصين في هذا الشأن لإيضاح السبيل أمام كيفية الاهتمام بهذه الفئة المهمة وصقل مهاراتها والإفادة من إمكاناتها، فكان منهم أن أجمعوا على ضرورة منح أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة لاسيما فئة متلازمة الداون حقوقهم الكاملة في مجال التعليم والحصول على فرص العمل المناسبة بعد التخرج، مؤكدين أن ذلك يجعل منهم قياديين في المجتمع.. التفاصيل في السطور التالية:
في البداية قالت د.عالية إبراهيم (أم يوسف) إن أطفال متلازمة داون وذوي الإعاقة بشكل عام لهم كامل الحق في تطوير مستواهم العلمي وتحقيق رغباتهم المهنية لأنهم يمتلكون الذكاء الاجتماعي والقدرة على الاستيعاب والتعلم وحب التعاون والتعامل مع الآخرين، وعليه مطالبة الحكومة والجهات المعنية بالنظر جديا في موضوع توفير جامعات واختصاصات مختلفة ووظائف عمل لشباب ذوي الإعاقة بعد بلوغهم سن الرشد وانتهائهم من تعليمهم المدرسي وتوفير مستقبل آمن لهم، فذلك سيساهم في تنمية وتطوير وتفعيل قدراتهم ومواهبهم لتحقيق ذاتهم وخدمة المجتمع.
وأشادت بالمميزات التي يمتلكها أطفال متلازمة داون كونها أم لطفل منهم فهم يتمتعون بقلوب صافية محبة واجتماعيين يملؤهم التفاؤل والفرح وحب الحياة، ولديهم مهارات مميزة يجب التركيز عليها من قبل أولياء الأمور، حيث يقع العبء والمسؤولية الأكبر عليهم بشكل خاص في تربيتهم لتأسيسهم بالشكل الصحيح لينعكس على تفكيرهم وسلوكهم وانتاجيتهم وحياتهم المستقبلية.
وعن رسالتها التوعوية لمن لديه ابن أو ابنة من ذوي الإعاقة وتحديدا من متلازمة داون، قالت إبراهيم إنه عليهم تقبل وجودهم في حياتهم بكل إيجابية وحب وامتنان لله عز وجل لأنهم يعلمون آباءهم وامهاتهم معنى الصبر وامتلاك صحة جيدة والكثير من المشاعر الإيجابية التي يجهلها الآخرون.
بيئة آمنة
من جهته، قال نائب مدير مركز الخرافي لأنشطة الأطفال المعاقين رعد ضاهر إن مركز الخرافي متخصص لذوي الاحتياجات الخاصة ويركز على الجزء الاجتماعي والنفسي في مجال الإعاقة، فهو يستقبل جميع حالات الإعاقة من غير استثناء، حيث يضم 75 فتاة فوق سن الـ 18 و75 طفلا وطفلة، ويهدف الى توفير بيئة ترفيهية آمنة ومتخصصة تكفل حق اللعب الحر بالتفاعل الاجتماعي والأنشطة الاجتماعية لجميع الأطفال من ذوي الإعاقة، حيث يعتبر اللعب اللغة المشتركة بين الأطفال، مما يؤدي إلى دمج أطفال الاحتياجات الخاصة بجميع حالاتهم مع بعضهم البعض.
وأضاف أنه تم تطوير الجانب الاجتماعي لهؤلاء الأطفال كونهم بحاجة للتفاعل والدمج الاجتماعي تحت مظلة جمعية سند الطفل المعاق الكويتية التي تهتم بكل شؤون وقضايا الأطفال المعاقين في دولة الكويت، حيث تم العمل من قبل المركز وبالتعاون مع الجهات الحكومية على توجيه وإرشاد أولياء الأمور لمساعدتهم في الخطوات الأولى في التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال توفير برنامج تأهيلي ترفيهي اجتماعي لذوي الإعاقة، وتفعيل منصة الكترونية لمتابعة التطور السلوكي والنفسي للطفل المعاق، يحتوي على أشغال فنية ورياضة ومهارات الطبخ ومسابقات ورسائل توعية بالخدمات النفسية وتقديم الدعم المعنوي لأولياء الأمور أيضا عبر توفير خط ساخن للتواصل معهم ومعاونتهم في التعامل مع أبنائهم من مختلف حالات الإعاقة، حيث تقوم كل مؤسسة بتطبيقه وفق أهدافها وتوجهاتها بالتعاون مع الجهات الحكومية لتوفير بيئة متعاونة إيجابية مساندة للجمعيات والمؤسسات التي تتعامل مع ذوي الإعاقة، حيث يعتبر هذا التعاون من أهم المعايير التي يقاس فيها العمل التطوعي المبني على التكاتف بين أفراد المجتمع الذي ينعكس بشكل مباشر وغير مباشر على الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ووجه رسالة للمجتمع بضرورة التركيز على الجانب الاجتماعي العاطفي القيادي لأطفال متلازمة داون المميزين فيه وتنميته لما فيه من تحقيق قفزات في تطور سلوكهم الاجتماعي والنفسي.
كونهم قابلين للتعلم وللتفاعل الاجتماعي، فمنهم نتعلم الحب الصادق والابتسامة بوجه الآخر وحب الحياة، فرؤية المجتمع لهم بهذا المنظور يمكنهم من ان يكونوا منتجين بالصفوف الأولى فيه.
وأشار الى أهمية إيجاد حلول وابتكار أنظمة جديدة ومعتمدة من قبل الجهات الحكومية لتفعيل دور ذوي الإعاقة من متلازمة داون خاصة بعد بلوغ سن الـ 18 مما يمكنه من تحديد مصيره وتنمية قدراته وتطوير انتاجيته في المجتمع من خلال توفير وظائف عمل وتخصيص مكانة ودور فعال لهم في المجتمع بهدف تعزيز فكرة نشر الوعي بين أفراد المجتمع بالتعامل مع ذوي الإعاقة بتكيف ومحبة بثقافة تطوير العلاقات الاجتماعية مع الآخر، فالدمج هو عملية وطنية متكاملة بطرفين الطرف الأول ذوي الإعاقة ومن بينهم أطفال متلازمة داون والطرف الثاني المجتمع بكل اطيافه وأطفال متلازمة داون تحديدا من أسهل ما يمكن دمجهم في المجتمع.
دمج ذوي الإعاقة
من جهة أخرى، أعربت نائب رئيس جمعية متابعة قضية المعاقين خلود العلي عن مدى حرصها على توعية أولياء أمور ذوي الإعاقة بمعاملتهم بإيجابية وتفهم كبير وعدم التفريق بينهم وبين اخوتهم او الأطفال الآخرين، معتبرة أن الداعم الأساسي والفعال لتحسين وتطوير عقلية ونفسية ذوي الإعاقة وخاصة الأطفال هم آباؤهم وأمهاتهم لأنهم يعرفون مميزات أبنائهم ويرون فيهم ما لا يراه المجتمع الخارجي، مشددة على أهمية صقل أولياء الأمور لمواهب أبنائهم من الاحتياجات الخاصة ان وجدوا أحدها والتركيز عليها بهدف تعزيز كيانهم ووجودهم بين أفراد المجتمع.
وأكدت العلي على أهمية وضرورة دمج أطفال ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم من الأطفال العاديين لما فيه من خبرات مكتسبة من بعضهم البعض، حيث يؤدي الدمج سواء كان تعليميا او اجتماعيا او مهنيا الى زيادة وعي وتفتح المجتمع لأسلوب متقدم من التعامل والتكاتف الاجتماعي بين أفراده بدون تمييز أو تفرقة مما سيلعب دورا فعالا في زيادة إنتاجيته وجعله بيئة سليمة للتعايش والنمو وتقبل الآخر مهما كان اختلافه الذهني أو النفسي أو الاجتماعي.
وفي رسالتها كولية أمر لأبناء من متلازمة داون للأولياء الأمور، قالت العلي إن الدور الرئيسي في الاهتمام بشؤون ذوي الإعاقة هم الأهل بالدرجة الأولى وعليهم أن ينظروا لأبنائهم أنهم هبة من الله وجودهم خير ونعمة بينهم، فهم أيضا يعلمون غيرهم الحب الصادق والتعاون العفوي وسعة الصدر في تقبل من حولهم، وللمجتمع بشكل عام أن يتقبل فكرة تعايشه مع هذه الفئة المميزة من الأشخاص حولهم والتعاون معهم في العديد من المجالات وفقا لقدراتهم العقلية والجسدية والنفسية.