- الخالدي: اختبار الصلابة النفسية في 2020 نجح فيه من لديهم مرونة في التفكير
- السلطان: لننظر للأمور بإيجابية ونركز على النقاط المضيئة لنكمل الحياة بقوة وإيمان
- الحشاش: الفيروس أربكنا لكن على الشخص أن يجد حلولاً بين الصعاب والعقبات
- السالم: «كورونا» أعطتنا الكثير من الدروس فأصبح الناس أكثر وعياً بتطوير الذات
- مواطنون ومقيمون لـ «الأنباء»: 2020 سنة الخسائر.. والأمل في القادم
ندى أبونصر
بتنا على وشك توديع 2020 بكل ما حملته لنا من أحداث وتحديات في أغلبها لم تكن سعيدة، ورغم أن فيروس «كورونا» كان الحدث الأبرز والأكثر هيمنة على المشهد على مدى الأشهر الطويلة الماضية، إلا أنه كانت هناك أيضا أحداث وكوارث كثيرة في الخلفية أثرت علينا بشكل أو بآخر، وأدت إلى زيادة الضغوط التي تعرضنا لها.
«الأنباء» استعرضت مع عدد من المتخصصين تأثير أحداث سنة 2020 على عامة الناس، ومدى تفاعلهم مع تحدياتها والأهم الدروس المستفادة منها، كما تطرقنا إلى بعض التبعات التي خلفتها أحداث هذه السنة، وهل سيكون لها تأثير على مستقبلنا، وكانت أهم رسالة لهم هي أن الدروس المستفادة مما شهدناه خلال هذا العام لا يجب أن تمر مرور الكرام، وعلى كل شخص أن يبادر إلى التكيف وترتيب أولوياته من جديد، مؤكدين أن تلك الأحداث اختبرت صلابة الناس وقدرتهم على التكيف، وقد نجح الأكثر مرونة في الخروج من الأزمة بأقل الخسائر، فإلى التفاصيل:
بداية، قالت المتخصصة في الإرشاد النفسي والصحة النفسية د.نادية الخالدي ان سنة 2020 اختبرت الصلابة النفسية والمرونة في التغير عند الناس ونجح فيها من لديهم مرونة في التفكير والقادرون على التأقلم مع أي ظرف، وفشل فيها الذين تهزهم أي ضائقة فهي التقاء مع الحقيقة ومع النفس وجها لوجه وهذا ليس من السهل.
وأضافت أن التعامل مع هذه السنة أبرز بعض الإيجابيات، منها أن نعرف أنفسنا ونهتم بالداخل قبل الخارج وبالمحيط القريب قبل المحيط البعيد، بينما كان من مساوئها أنها علمتنا أن فيروسا لا يرى بالعين المجردة قادر على أن يقلب حياتنا رأسا على عقب، وأن هناك أمورا كثيرة في الحياة خارجة عن سيطرتنا ولكن ردة فعلنا في الحياة هي التي تتحكم إذا هي يمكن أن تسيطر علينا أو لا.
وأضافت د.الخالدي: على الصعيد الشخصي، 2020 من أنجح السنوات التي مرت عليّ، تعرفت كثيرا على جوانب شخصيتي وطورتها وكان لدي الكثير من الدراسات والنجاحات، مشيرة إلى أن هناك الكثير من الناس تعرفوا على أنفسهم وقدراتهم، والبعض اخفقوا في البداية ومن ثم استطاعوا أن يسيطروا على الوضع وعدلوا أخطاءهم، ولكن البعض وقعوا في الفخ، إيجابياتها وسلبياتها ليس شيئا عاما بل خاص، كل شخص حسب استعداده النفسي والفكري ونضوجه العقلي. وأضافت أن ثلاثة معايير تحدد هذه السنة جيدة أم لا الاستعداد النفسي وقابلية استعدادك للتدمير الذاتي والنضج العقلي والصلابة والوعي المجتمعي وطريقة التفكير الصحية البعيدة عن التشوهات.
تغيرات كثيرة
من جهتها، قالت سيدة الأعمال د.بسمة السلطان: الحمد لله على كل لحظة ويوم عشناه، فسنة 2020 لا شك كانت سنة تحديات مليئة بالصعوبات ولكن علمتنا الكثير، فالبداية لم تكن سيئة بقدر ما حدث فيها وحتى بعدما ظهرت جائحة كورونا، بالتأكيد كانت هناك بعض اللحظات الصعبة هنا وهناك، وسمعنا مصطلحات جديدة علينا كالتباعد الاجتماعي والدراسة عن بُعد والتعقيم وغيرها من الكلمات الجديدة ولكن كان الأمر جيدا.. فلقد أدركنا قيمة الكثير من الأمور وشعرنا بالترابط العائلي والأسري، وأهمية الصحة والعافية، لقد أصبح يومنا السابق والذي كان يعتبر عاديا بعد عام 2020 أفضل ما يكون.
وأضافت أن الدعوات الإنسانية زادت في هذا العام، وبذلنا الجهود وقدمنا كل ما لدينا من أجل تخفيف العبء عن بعض الأفراد والأسر، لذا لن أقول إنها كانت سنة عادية ولن أصفها بالسوء، فكل يوم من رب العالمين هو يوم خير وبركة ربما هي فترة استثنائية.. واجهنا فيها كثيرا من المواقف الصعبة على المستويين الاجتماعي والنفسي، ولكن لننظر للأمر من الناحية الإيجابية ماذا تعلمنا وماذا استفدنا وما الذي آلت إليه الأمور الآن، دعونا نرصد النقاط المضيئة في هذا العام ونستظل بها لنكمل الحياة في قوة وإيمان، ولندعو الله عز وجل ان يرفع عنا هذا الوباء والبلاء، ويمن علينا وعلى بلادنا وسائر بلاد المسلمين بالخير والسلام.
حلول بين الصعاب
بدورها، قالت رئيسة جمعية الإيجابية نجاة الحشاش إن فيروس كورونا كان كان محرك الحياة في العام 2020 على جميع الأصعدة الاقتصادية النفسية والاجتماعية والدينية، مضيفة أن النفسيات كان مجهدة في بادئ الأمر، لكن فيما بعد بدأنا التأقلم وغيرنا من السلوكيات، فالعلاقات الاجتماعية والأسرية أصبحت أكثر تلاحما، وأصبحت وسائل التواصل هي البديل والإنسان الإيجابي يجد حلولا بين الصعاب والعقبات والروح الإيجابية لعبت دورا كبيرا في أن يؤقلم الشخص نفسه ولا يتأثر سلبا. وقالت الحشاش: نحن أشخاص مؤمنون ونؤمن بقضاء الله ولا نستطيع أن نقول هذا عام شر أو سيئ، بل عام خير بما يحتويه بحلوه ومرّه. ومن الأمور السلبية التهاون في التعاطي مع الفيروس وعدم اتباع النصائح، فهذه الجائحة شلت الحياة من جميع النواحي.
وأضافت أنه على المستوى الاجتماعي كان هناك حدث مؤلم تمثل بوفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، وعلى المستوى الشخصي وفاة أخي، رحمه الله. ومن الناحية الإيجابية كان تمثيلي لمكتب الكويت في المنظمة الأوروبية للتنمية والسلام.
وقالت مستشار علاقات دولية وإعلام سهيلة السالم ان سنة 2020 حملت الكثير من الأمور السلبية منها اجتياح فيروس كورونا العالم والحظر الكلي والجزئي والأضرار النفسية والاجتماعية وتعطيل المدارس، ولكن لكل شيء سلبي تقابله أشياء إيجابية ومن ضمنها التغيرات الجوهرية وانتقال العالم إلى الـ «أونلاين» في جميع المجالات والتعليم الافتراضي وهذه تجربة جبارة، كما أن الحظر الكلي والجزئي جمع الأسر (الأب والأم والأولاد) لفترات أطول وعرفوا ما يحبون ويكرهون، وعمل على التقارب بين الأهل والأولاد والأزواج. وتابعت: ومن السلبيات أيضا تأثيرها على الأعمال والمشاريع الصغيرة والاقتصادية، هذه الأمور أبطأت من عجلة التنمية الاقتصادية، لكن النقلة النوعية في تحويل بعض المشاريع والأعمال الى الـ «أونلاين» ساعدت كثيرا في الانتشار وهذا شيء إيجابي. وأضافت أنه بشكل إجمالي تعتبر سنة 2020 مثل تجربة الغزو وان كانت سيئة علينا وعلى الكويت ولكن تعلمنا منها اجتماعيا ونفسيا، وكذلك فيروس كورونا أعطانا الكثير من الدروس، فأصبح الناس اكثر وعيا في تطوير الذات والعودة للروحانيات، وهناك فئة كبيرة تمكنت من الاستفادة من هذه السنة خلال فترة الحظر بالرجوع للذات وتطويرها.
نظرة مختلفة
بالطبع تختلف نظرة المواطنين والمقيمين العاديين عن المتخصصين وذوي الخبرة، فعندما حملنا أسئلتنا عن سنة 2020 إلى المواطنين والمقيمين تركزت نظرتهم على التحديات والصعاب التي واجهوها على مدى هذه السنة وتحديدا منذ ظهور فيروس «كورونا»، وما تبعه من إجراءات.
وقال من التقتهم «الأنباء» إنهم يعتبرون أن سنة 2020 كانت سنة الخسائر سواء البشرية المتمثلة في فقد أحباء أو المادية المتمثلة في خسائر مالية وفرص استثمارية ووظائف، ورغم ذلك إلا أن التفاؤل موجود بغد أفضل لا سيما مع وصول اللقاح، وبروز بوادر انفراجة تلوح في الأفق على المستوى الاقتصادي، وفيما يلي نستعرض ما قاله المواطنون:
الموطن علي محمد الحربان، أوضح أن كل شيء في الحياة له إيجابيات وسلبيات، لافتا إلى أن من الإيجابيات التي خلفها فيروس كورونا خلال العام 2020 إعادة برمجة الحياة الاجتماعية ووضع الأولويات في الحياة، أما سلبياته فكانت كثيرة، وأبرزها بالطبع أننا فقدنا الحرية بشكل واضح وتأثرت العلاقات الاجتماعية وبرزت الخسائر المادية والاقتصادية، إضافة إلى أنه خلف نوعا من الانكسار النفسي. وأضاف أن عودة الحياة لطبيعتها تحتاج إلى وقت طويل، ويجب أن ننظر بنظرة إيجابية ونتحدى الصعاب لنكون بأفضل حال.
معاناة متعددة المعالم
بدوره، قال أحمد علي حسن إن سنة 2020 كانت مزعجة، فقد عانينا من ركود اقتصادي وأمراض وفيروس كورونا، ونأمل أن تكون السنة القادمة أفضل وتحمل معها كل شيء جيد على جميع الأصعدة، ويزول الوباء من العالم أجمع.
من جانبها، قالت شريفة فؤاد إنها سنة استثنائية في حياة العالم مرت بحلوها ومرها، وتحملنا فيها الكثير من المصاعب، ولكن لا اعتراض على حكمة الله، ونأمل بعام جديد وأن يعوض الجميع خسارتهم، ويزول الوباء من العالم، وتعود الحياة إلى وضعها الطبيعي سواء في التعليم أو السفر أو الحياة العملية.
من جانبه، قال مالك الجمعان إننا في سنة 2020 مررنا بظروف صعبة مع فيروس كورونا الذي أثر كثيرا على العالم وكبدنا الكثير من الخسائر على جميع الأصعدة العلمية والعملية والاقتصادية والعلاقات الاجتماعية، معبرا عن أمله بأن يحمل العام الجديد معه كل خير وأن تعود الحياة إلى طبيعتها.
القضاء على الوباء
بدورها، قالت بيان القاري ان سنة 2020 كانت فيها كثير من التحديات وأثرت على علاقتنا الاجتماعية ولكن علمتنا الكثير، وشعرنا بكل النعم التي كانت لدينا ولم نكن نشعر بها، وتمنت أن يحمل العام القادم معه كل الخير وتنجح اللقاحات في القضاء على الوباء وتعود الحياة لطبيعتها.
من جانبه، قال عاطف محمد ان سنة 2020 أوضحت لنا الكثير، وكانت وقفة مع الذات في كل شي سواء في علاقاتنا، وبينت الكثير من الحقائق ففي الأزمات تظهر معادن الناس، ومن الناحية الاقتصادية تأثر العالم بأكمله، متمنيا أن تكون سنة 2021 سنة خير وبركة وصحة على الجميع.
بدوره، قال فيصل الصالح ان عام 2020 كانت فيه الكثير من الأحداث السلبية، حيث تضرر الاقتصاد وتعطل قطار المال والأعمال، بينما انشغل العالم مع فيروس كورونا، ولكن الآن الناس تكيفت قليلا مع الوضع، وأصبحت لديها خلفية أكثر في اتباع الاشتراطات الصحية، وبدأت الحياة تدريجيا تعود إلى طبيعتها، ونتمنى أن تعود بشكل كامل مع وجود اللقاح، وتمنى أن تكون سنة 2021 سنة خير على جميع الأصعدة.