- الفالح: البخور الهندي الأفضل.. والسوق الكويتية واعدة لعشق الناس العطور
- الدوسري: أحرص على شراء البخور من الكويت والسعودية فقط لضمان الجودة
- الخلف: الكويت عرفت البخور منذ عام 1928 وبيوت الكويتيين لا تخلو منه
- القحطاني: العود يبقى العطر الأول للكويتيين وعلينا أن نبتعد عن تجار الشنطة
محمد الدشيش
عرف العرب عموما وأبناء الخليج خصوصا البخور منذ القدم، وفي الكويت يتم استخدام البخور بشكل كبير خصوصا في المناسبات العامة وتبخير الديوانيات والمنازل ترحيبا بالضيوف، وكذلك للملابس لما يتميز به من رائحة رائعة ومحببة للنفس من خلال حرقه وتمريره على الضيوف وكذلك نشره في المكان.
ويستخرج عود البخور من أشجار العود والبخور التي تنمو في العديد من الدول الآسيوية، وتعتبر تجارة البخور من أنواع التجارة الرائجة إذ لها الكثير من الزبائن وتشهد إقبالا كبيرا في جميع أنحاء المنطقة، ويتم وزن البخور عادة بـ«التولة» التي يبلغ وزنها 12 غراما، وأحيانا توزن بالأوقية التي تبلغ 30 غراما،.
وللبخور أسماء وأنواع متعددة حسب بلد المنشأ وصفاته أيضا. وفي بعض الأحيان يثار الكلام عن وجود غش من قبل البعض، وللوقوف على هذا الأمر قامت «الأنباء» بجولة في سوق المباركية، والتقت عددا من المواطنين والمقيمين سواء كانوا عاملين في مجال البخور أو من عشاقه للتعرف على البخور وأنواعه وكيفية معرفة الغش إن وجد والتمييز بين الأصلي والمقلد.
وقد اتفق الجميع على أن اجود أنواع البخور في العالم هو البخور الهندي وأكثره جودة ورائحة فواحة، إذ ينال إعجاب العديد من فئات المجتمع الخليجي عامة والكويتي خاصة ويمكن لأصحاب الخبرة من بائع ومشتر ان يميز العود الهندي عن غيره رغم وجود أكثر من خمسة عشر نوعا للعود منه في دول مختلفة، أما المصدر الثاني في الأهمية فهو «الكمبودي».
وفيما يلي التفاصيل:
المواطن أسامة الفالح أول من التقت بهم «الأنباء» وهو تاجر بخور، وقد حدثنا عن خبرته في هذا المجال قائلا: أعشق العود والبخور والعطور، وقمت بدارستها للتعرف على كيفية تركيب العطور وأنواع البخور، وأنا اليوم أفتح محلي الأول بسوق المباركية ولدي خبرة أربعة أعوام بالسوق.
وعن البخور وأنواعه وطرق الغش فيه، قال الفالح: الغش في السوق الكويتي محدود ولا يعتبر غشا بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل يعتبر شيئا مرتبطا بنوعية البضاعة وهو مثل البضائع العادية التي يوجد بها تالف، فمثلا أنا أشتري بخورا بقيمة خمسة آلاف دينار، وبعد تنظيفه من الصمغ والمياه حتى يتم تنشيفه قد تصل الخسارة فيه إلى سبعمائة وخمسين دينارا حتى يصبح سعره الحقيقي 4250 دينارا، وهذا لا يعتبر غشا وإنما يعتبر بضاعة تالفة حالها حال أي بضاعة أخرى بعد التنظيف، وبالتأكيد يتأثر السعر بالوزن.
أجود الأنواع
وعن اجود أنواع البخور، أكد الفالح ان البخور الهندي الأول في السوق وأسعاره متفاوتة، حيث يبدأ من خمسة واربعين دينارا للتولة الواحدة، وانت صاعد وحاليا يوجد لدي كيلو غرام بخور معتق صافي عمره خمسة وثلاثون عاما حددت سعره النهائي بأربعة عشر ألف دينار فقط، والسوم عليه وصل حاليا إلى عشرة آلاف دينار فقط، ولو كان هذا النوع من البخور لدى احدى الشركات الكبرى لوصل ثمنه إلى عشرين ألف دينار.
قبل «كورونا»
وعن مدى الإقبال على الشراء، أوضح الفالح أن سوقنا في الكويت واعد ونشيط في المناسبات كالأعراس وحفلات الاستقبال وفي الديوانيات، خصوصا قبل جائحة فيروس «كورونا»، كما ينشط في المناسبات الدينية خصوصا في شهر رمضان المبارك والاعياد، مشيرا إلى أن سوق الكويت يعتبر ثاني سوق بعد المملكة السعودية خليجيا من حيث الجودة والسعر.
خبرة البائع والمستهلك
أما البائع احمد محمود والذي يعمل في هذا المجال بشركة كبرى لديها أكثر من فرع منذ سبع سنوات فقال: الغش في الكويت قليل جدا، وذلك بسبب خبرة البائعين والمستهلكين، خصوصا أن الشراء عادة يتم من محلات وشركات معروفة ومن غير المنطقي أن تضحي تلك الشركات بسمعتها وتخسر زبائنها بسبب ذلك ومن أجل مبالغ بسيطة.
وعن إمكانية التعرض للغش، أوضح محمود أن هناك أنواعا عديدة للغش، منها خلطه بالرصاص واصبحت تلك الطريقة مفضوحة ومكشوفة والكل يعرفه سواء البائع أو المشتري، واليوم تعددت أنواع الغش منها أيضا تنقيع البخور بالمياه وهذه السائدة، وأنصح الزبون كما قلت سابقا عندما يشعل البخور على الجمرة أن ينتبه إذا ظهرت فقاعات بيضاء صغيرة عليه أن يعرف أن هذا النوع أصلي.
غش وعقاب
وبسؤاله عن أكبر عملية غش سمع عنها، قال: حصل ذلك في الكويت لزبون وقد استطاع التعرف على ان هذه البضاعة مغشوشة 100% وكان قد اشتراها من أحد المحلات، ولا يعتبر من المحلات الكبرى، وتوجه الى وزارة التجارة وحصل على قيمة المبلغ كاملا وهي 3 آلاف دينار وتم إغلاق المحل عقابا لهم بسبب هذا الغش.
«الهندي» أولاً
وبالنسبة لأنواع البخور الأولى التي تطلب من الزبائن، قال: يبقى «الهندي» أولا ثم «الكمبودي» ويوجد في السوق بعد الهندي والكمبودي العود البورمي والعود الجاوي والعود الصندل.
وما يميز «الهندي» عن البقية أنه ثقيل الوزن وتعتبر رائحته فائحة ومميزة، وبعض المتخصصين في العود يرغبون بالعود الهندي عن غيره ودائما النساء يفضلن العود الهندي عن الأنواع الأخرى لان رائحته رائعة جدا في الصالات الأفراح والمناسبات الكبرى.
وأضاف محمود: أما الرجال فيفضلون «الكمبودي» لان رائحته تظل ثابتة على الملابس في فصل الشتاء، وأغلب زوار دول الخليج يشترون من المحلات الكويتية لسعره المناسب وجودته العالية.
وعن أكبر مبلغ تم بيعه هذا العام، قال خلال الفترة السابقة تم بيع ثلاثة أنواع من العود البخور لمواطن خليجي بقيمة خمسة آلاف دينار وذلك لجودتها وقناعته بها.
وعي المستهلك
أما البائع الآخر احمد محمد، ولديه أربع سنوات من الخبرة، فقال لـ«الأنباء»: اميز الأصلي من المغشوش بنظرة، وقد اختفت طرق الغش السابقة، والكل أصبح واعيا، وأغلب المحلات تعود لشركات كبرى لها أفرع عدة داخل الكويت وخارجها ولا يمن أن نخسر سمعتنا وزبائننا بطرق غش ملتوية.
وأفيدك بشيء هو أن الزبون الذي يريد الشراء بقيمة خمسمائة دينار وما فوق يأتي لنوع معين هو عارفه ويطلبه بشكل مباشر وهو موقن أنه أصلي، أما التولة (ام عشرة دنانير فما فوق) فما تسوى فيها عملية الغش حيث إن المحلات حريصة على سمعتها وجودة بضائعها التي تقدمها للزبائن.
والتقينا ضمن الجولة بعدد من الزبائن محبي هذه السلعة، ومنهم أستاذ التاريخ د.خالد الخلف، الذي نورنا بأول من استورد انواع العود والبخور في الكويت.
حيث قال: إن أول من استورد البخور الى دولة الكويت التاجر المغفور له بإذن الله سليمان المرشود وذلك عام 1928، عندما كان تجار الكويت يذهبون الى الهند لبيع اللؤلؤ، حيث ان الكويت كانت لا تعرف عن البخور شيئا، وخلال الثلاثين من هذا القرن ظهرت العطورات الغربية بأنواعها ولكن يبقى العود الهندي هو المطلوب محليا وخليجيا، ودائما زبائن العود الهندي من الطبقة الراقية.وعن طرق الغش فيه: معروف وسهل ضع قطعة العود على جمرة الفحم وإذا جمرت ولم تتغير رائحتها حتى تنتهي فاعرف انها أصلية.
بدوره أكد عبدالعزيز العنزي أهمية الشراء من المحلات والشركات المعروفة والتأكد من جودة المنتج وتجربته أيضا قبل الشراء لضمان الجودة وعدم الغش، خصوصا أن هناك الكثير من الناس الذين لا يستطيعون التمييز بين الأصلي والمقلد بالنظر، لذلك فالتجربة أفضل.
أما المواطنة ساره الدوسري فقالت إن البخور الأصلي «الهندي» ثم الأنواع الاخرى منه، وبيتي لا يخلو من البخور الهندي وأفضل أن أشتريه من الكويت ثم السعودية بالرغم من سفري الى دول مجلس التعاون الخليجي لاننا في الكويت اذا شعرنا انه مغشوش نستطيع ارجاعه لمن اشتريناه منه، وقد حصل ذلك معي بالفعل، فقبل عامين قمت بشراء 3 تولات بقيمة 180 دينارا، ولكن اتضح أنه مخلوط بعض الشيء منه، ولكن بخبرتي وبالاستعانة بوالدتي عرفنا ان البخور مغشوش وقمت بإعادته وتم استرداد المبلغ كاملا.
وعن نوعية الغش السائدة وكيفية التعرف على الأصلي من المغشوش، قالت الدوسري: بعد ظهور التواصل الاجتماعي والذي يوجد فيه معلومات عن كل شيء لا أعتقد أنه لم يوجد أحد لا يعرف طرق الغش وإن كان ضعاف النفوس موجودين في كل مكان وزمان لكن الله فوق كل شيء، والمواطن حريص على شراء السلعة التي يشتريها بجودة عالية، حتى لا تذهب أمواله هباء منثورا.
محلات معروفة
وقد اتفق المواطنان نايف البيدان ونجيب القحطاني وهما من محبي العود على أن العود يبقى العطر الأول للكويتيين، وأن علينا ألا نشتريه إلا من محلات معروفة وأن نبتعد بعد عن بائعي الشنطة الذين يزورون الديوانيات فكل ما عندهم مغشوش ومضر بالصحة ومدهون بمواد كيميائية لتوهم المشتري بأنه عود أصلي.
وأشارا إلى أن على وزارتي التجارة والداخلية ملاحقتهم وعدم إهمالهم حيث انهم يبيعون مواد مغشوشة وقد تؤذي المواطنين وتسبب لهم الخطر، حيث إنهم يبيعون بضاعة رخيصة ولكنها مضرة، ودخان بخورهم لا يفرق عن دخان عوادم السيارات.
صفقة كبيرة
وعن أكبر صفقة بيع بخور التقينا بأحد ممثلي شركة وسيطة بين تاجر كويتي وتاجر أندونيسي، تم فيها شراء كمية بخور من اندونيسيا وإحضارها الى الكويت قبل عامين بقيمة خمسمائة الف دولار، وتم بيع هذا البخور الفاخر خلال شهر فقط من وصوله الى الكويت جملة ومفردا، كما يوجد أكبر من هذه الصفقة في السنوات السابقة، وهذا دليل على رواج هذه السلعة وعلى إقبال المواطنين على شرائها كونها أصبحت ملازمة لهم في بيوتهم ومناسباتهم.
أشهر أنواع البخور
هناك العديد من أنواع البخور والمتباينة من حيث جودتها ونوعيتها وبلد المنشأ، ولعل أهمها:
٭ بخور العود الأزرق
٭ بخور العود الهندي
٭ بخور العود الكمبودي
٭ بخور العود البورمي
٭ بخور العود اللاوسي
٭ بخور العود الجاوي
٭ بخور عود كلمنتان
٭ بخور العود الماليزي
٭ بخور عود الصندل
٭ بخور الخزامي اللافندر