- نطالب نواب الدائرة و«التربية» بحلّ مشكلة ومعاناة أبنائنا بإنشاء مدارس جديدة في المنطقة أو صيانة وترميم المدارس المهملة والاستفادة من مواقعها
فرج ناصر
تعاني منطقة الجهراء القديمة من عدم وجود مدارس فيها في جميع المراحل المختلفة من رياض للاطفال او مرحلة ابتدائية او متوسطة وحتى الثانوية، وذلك بعد اغلاقها من وزارة التربية بحجة انتهاء العمر الافتراضي لها، ومنها الآيل للسقوط، ورغم هذه السنوات الا ان اهالي المنطقة يعانون الويلات من نقل ابنائهم من والى المدارس البعيدة عن سكنهم.
واجمع عدد منهم على أن وزارة التربية هي السبب وراء ذلك الاهمال بعدم وجود هذه المدارس في الخدمة، لذلك على المسؤولين سرعة انجاز هذه المدارس واستغلال فترة التعليم عن بُعد في سرعة انجازها لتكون جاهزة خلال العام القادم على اقصى تقدير.
وطالبوا نواب الدائرة عبر «الأنباء» بان يكون لهم موقف حقيقي بهذا الشأن من ناحية عدم وجود المدارس حتى لو اقتضى الامر استجواب لمساءلة الوزير.
واتفقوا على انه من الظلم ان تكون هذه المنطقة التاريخية التي شهدت معركة القصر الاحمر بلا مدارس رغم ان اساس التعليم انطلق منها.
«الأنباء» جالت على عدد من المدارس المغلقة والايلة للسقوط في المنطقة، والتقت عددا من اهاليها للتحدث عن ذلك وعن عدم وجود مدارس فيها، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، اكد فهد عثمان الامير ان منطقة الجهراء ينقصها الكثير من الخدمات لكن من اهم الخدمات وفي المرتبة الاولى عدم وجود مدارس بجميع المراحل سواء رياض اطفال او الابتدائي او المتوسط او الثانوي، وهذه الخدمات تهم اولادنا وبناتنا وشريحة كبيرة من اهالي الجهراء، ولا نعرف السبب في ذلك هل هو اهمال حكومي او اهمال وزاري، ولماذا لا تتم صيانة هذه المدارس والاستفادة من مواقعها؟
ودعا فهد الامير اعضاء الدائرة الرابعة إلى التواجد في منطقة الجهراء وذلك للاطلاع على الوضع التربوي عن قرب، خاصة عدم وجود اي مدرسة في هذه المنطقة ومعاناة اهالي المنطقة بسبب اصطحاب ابنائهم الى مدارس بعيدة عن بيوتهم، اضف الى ذلك عدم استقبال هذه المدارس لابنائهم وبناتهم بحجة انهم لا يقطنون هذه المناطق رغم انه لا ذنب لهم في ذلك، ناهيك عن بناتهم المدرسات اللاتي يقمن بالتدريس في مناطق اخرى.
العمر الافتراضي
وطالب الأمير الحكومة بالالتفات لنا ولأبنائنا من خلال ايجاد المدارس مادام الاعضاء غير مبالين لطلباتنا وطلبات اهالي المنطقة منذ سنوات، مشيرا إلى أن الوزارة قامت بإغلاق هذه المدارس بحجة انتهاء عمرها الافتراضي رغم تجديدها قبل عامين، كما ان هناك مدارس اخرى تم اغلاقها بحجة عدم وجود ميزانية لإعادة ترميمها، وكل هذه الامور هي اعذار وهمية لا صحة لها لأن الواقع مختلف، موضحا أنه ليست هناك اي مدرسة مفتوحة في منطقة الجهراء القديمة اطلاقا، الامر الذي سبب لنا ازعاجا في نقل اولادنا وبناتنا رغم انشغالنا، ناهيك عن ارتباط الكثيرين من اولياء الأمور بأعمالهم اليومية.
استغلال العطلة
وأضاف: ان الوضع الحالي مزر، لذلك على الحكومة او وزارة التربية الاستعجال بفتح او انشاء مدارس جديدة بكل المراحل في المنطقة التي لا توجد بها أي مدارس، وهذا حق مشروع لأبنائنا الطلبة اسوة في المناطق الأخرى القريبة من منطقتنا، لذلك على الحكومة والوزارة ان تستغل هذه العطلة الاجبارية بسبب كورونا وان تستعجل افتتاح هذه المدارس حتى لا تكون هناك كارثة تربوية قادمة في المنطقة.
وزاد: كفانا وعودا من قبل المسؤولين بوزارة التربية، مؤكدا اننا نريد أفعالا على الواقع لا كلاما وحبرا على الورق، لذلك فإن الوضع لا يحتمل الانتظار خاصة منطقة الجهراء القديمة فيها اكثر من 30 الف طالب وطالبة وهذا عدد لا يستهان به.
معاناة الأبناء والأهالي
من جانبه، قال محمد الوزق: ان الوضع في منطقة الجهراء يحتاج الى اعادة النظر من حيث افتتاح مدارس في منطقة الجهراء القديمة، وذلك لخدمة ابنائنا وبناتنا الذين يتحملون العناء الكبير للوصول الى مدارس اخرى بعيدة عن منازلهم، اضف الى ذلك عدم قبول هذه المدارس لهم بحجة انهم ليس من هذه المناطق، وهذه طامة كبرى لا نتحملها نحن كأولياء امور بقدر ما تتحملها الحكومة ووزارة التربية خصوصا التي قامت بإغلاق هذه المدارس، ولا نعرف سبب اغلاقها حتى الآن، والسؤال: اذا كانت هذه المدارس بحاجة الى صيانة فلماذا لا تتم صيانتها؟ واذا كانت مدتها الافتراضية انتهت فلماذا لا تتم ازالتها عموما وإنشاء مدارس جديدة؟ وما يهمنا هو الاستعجال بافتتاح هذه المدارس بسرعة.
واستغرب الوزق اغلاق هذه المدارس رغم صيانتها وتجديدها قبل اعوام ماضية قليلة، مبينا ان هناك اولياء امور كبار في السن لا يستطيعون ارسال اولادهم لمدارس بعيدة عن مقر سكنهم وعدم وجود سيارات لديهم، فعلى وزارة التربية النظر في ذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا منطقة الجهراء القديمة هي المنطقة الوحيدة في الكويت التي لا توجد فيها مدرسة واحدة؟!
وزاد الوزق ان اولادهم يذهبون لمدارس في مناطق الواحة وسعد العبدالله والقصر، لذلك فمنطقتهم بحاجة لوجود مدارس فيها لتستوعب الدارسين من أبناء هذه المنطقة.
إغلاق بلا أسباب
بدوره، قال متعب المطيري متذمرا من الوضع السيئ في منطقة الجهراء القديمة بسبب عدم وجود مدارس تخدم ابنائهم وبناتهم: لقد تم اغلاق وازالة بعض المدارس بالمنطقة لأسباب لا نعرفها حتى الآن، لذلك على المسؤولين في الوزارة توضيح ذلك لنا والاسباب التي أدت الى اغلاق هذه المدارس بوجه أولادنا الطلبة.
وأضاف المطيري: للأسف الشديد أن نواب المنطقة أيضا غير مبالين لطلباتنا اطلاقا، لذلك ارتأينا ان نوصل مطالبنا من خلال هذه الصحيفة المحترمة التي نقدرها، قائلا: نحن لا نريد خدمات اخرى، نحن لنا اولويات، ومن أهم هذه الاولويات توفير المدارس بكل المراحل حتى يقل العناء علينا بالذهاب الى مدارس اخرى بعيدة عن منازلنا، ناهيك عن الظروف الاخرى لبعض الاهالي في المنطقة من حيث المواصلات الاخرى وظروف كثيرة مختلفة لدى كل أسرة.
نقص الخدمات
وأشار المطيري إلى ان هناك مدارس تم اغلاقها وتم استخدامها لجهات حكومية اخرى ووزارة التربية تتحجج بأن هذه المدارس انتهى عمرها الافتراضي، لذلك لابد من انشاء مدارس جديدة تخدم كل المراحل في هذه المنطقة التاريخية والتي انجبت الكثير من القياديين في البلد، ورغم ذلك لا نشاهد اهتماما بها، ونسأل: اين العدالة في ذلك؟ لذلك فإن الوضع لن يتحمل عدم وجود مدارس لأبنائنا وبناتنا، مطالبا أعضاء المنطقة الرابعة بمساءلة الحكومة حول ذلك لأن هذا الأمر لا يجب السكوت عليه لأنه يهم شريحة كبيرة من المواطنين من قاطني هذه المنطقة التي اصبح عدم الاهتمام بها واضحا جدا ليس المدارس فقط، وانما خدمات اخرى، لكن ما يهمنا بالدرجة الاولى مدارس المنطقة.
التعليم خط أحمر
من جهته، قال وليد السعيد: ان الوضع لا يجب السكوت عنه اذا وصل الأمر الى الجانب التربوي، لأن الجانب التربوي والتعليمي لدينا هو خط أحمر، وفعلا نحن نعاني من مشكلة عدم وجود مدارس في منطقتنا التي كانت تزدهر بالمدارس واصبحت اليوم خالية من اي مدرسة، ولا نعلم سبب اغلاق هذه المدارس، لذلك اليوم نناشد وزارة التربية اولا والحكومة ثانيا بافتتاح المدارس القائمة وصيانتها او انشاء مدارس جديدة لتغطي احتياجات طلبتنا في المنطقة بدلا من الذهاب بهم الى مناطق بعيدة عن مواقع منازلهم.
غياب النواب
واوضح السعيد أن النواب عن المنطقة لا يدرون بمشاكل المنطقة، همهم فقط مشاكلهم الشخصية غير ذلك ليس لديهم اي شيء، لذلك ومن خلال جريدة «الأنباء» نريد ايصال مشاكلنا الى المسؤولين في الحكومة لعل وعسى ان يأخذوا شكاوانا على محمل الجد وانهاء معاناتنا المتعلقة بعدم وجود مدارس لكل المراحل بالمنطقة والتي حرمت ابناءنا من التعليم قرب سكنهم.
وطالب السعيد الحكومة عموما ووزارة التربية خصوصا بتوفير المدارس في المنطقة خلال الفترة الحالية مادام التعليم اصبح عن بُعد، وبذلك فإن الوزارة لديها متسع من الوقت لإنشاء مثل هذه المدارس في المنطقة لأننا تعبنا جدا في نقل ابنائنا الطلبة لمدارس اخرى، ناهيك عن النتائج السلبية على تحصيلهم الدراسي ومعاناتهم المستمرة بسبب البعد عن السكن.
صعوبات كثيرة
من جانبه، قال علي القطان: أمر صعب جدا أن تخلو منطقة من مناطق الكويت من مدارس بشكل كامل، وهذا الأمر يحدث لأول مرة في تاريخ الكويت، فهذه المنطقة التاريخية للكويت لا توجد بها مدارس، هذا أمر معيب، لذلك نطالب المسؤولين بسرعة انجاز هذه المدارس وبشكل سريع حتى تكون جاهزة لأبنائنا وبناتنا الطلاب بعد الانتقال للمرحلة الخامسة وان يتم استغلال فترة التعليم عن بُعد للفترة المقبلة.
واضاف: اننا نتلقى صعوبات كثيرة بالذهاب بأبنائنا الى مدارس ليست قريبة علينا، ناهيك غن ظروف اعمالنا وكذلك ظروف أسر اخرى لا تستطيع نقل ابنائها الى مدارس بعيدة، ناهيك عن العراقيل التي تضعها منطقة الجهراء التعليمية بوجه ابنائنا وعدم قبولهم في المدارس الأخرى بحجة أن عنوان سكنهم لا يتناسب مع المدارس المنقولين لها رغم انه لا دخل لنا بذلك لأن نقل ابنائنا اجباري من وزارة التربية لعدم وجود مدارس في منطقتنا التاريخية التي شهدت معركة القصر الأحمر، لذلك نطالب الحكومة ان توفر لمنطقتنا المدارس بمراحلها المختلفة.
نقص الخدمات
كذلك تحدث قال طارق الوزق قائلا: ان منطقة الجهراء القديمة هي اول منطقة بالكويت ومنها انطلق اساس التعليم بينما نحن نعاني اليوم من عدم وجود مدارس لابنائنا الطلبة ونطمح من اعضاء الدائرة نقل مطالبنا الى المعنين بذلك فيما يخص تنفيذ هذه المدارس وازالة المدارس الآيلة للسقوط كما يقولون رغم توافر الميزانية المحددة لذلك.
واضاف: لقد تعبنا ومللنا من نقل أبنائنا الى مدارس أخرى، الأمر الذي أثر علينا وعليهم وعلى أهالينا في المنطقة وليس الأمر يختص بالمدارس فقط، وانما هناك خدمات اخرى بحاجة اليها بالجهراء مثل الصحة، لكن الابرز هو عدم وجود هذه المدارس التي اختفت فجأة من حيث اغلاقها وتسكيرها بحجة تطويرها والبعض منها آيلة للسقوط وهذا الأمر منذ سنين والحكومة لم تحرك ساكنا، لذلك من الواجب توفير هذه المدارس وبالعدد الذي يلبي احتياجات هذه المنطقة وعدد أبنائها وفق مراحلهم التعليمية، لأن الوضع لا يمكن أن يسكت عليه قد نسكت او نصبر على اي خدمات تنقص المنطقة لكن المدارس شيء ضروري جدا، والجانب التربوي لن نسكت عنه لأنه يمثل مستقبل أبنائنا، وهذا الأمر واجب وعلى الحكومة ووزارة التربية تنفيذ ذلك بالسرعة الممكنة حتى يستريح ابناؤنا الطلبة من عملية الذهاب والقدوم إلى مناطق اخرى بعيدة، مؤكدا ان عملية التنقل تؤثر بالسلب على تعليمهم ووقتهم وعلى أهاليهم أيضا.
الأهالي: محافظ الجهراء صوتنا
طالب الأهالي محافظ الجهراء بالتدخل السريع لإنشاء وافتتاح مدارس جديدة بمنطقة الجهراء القديمة، وذلك لعدم وجود اي مدرسة في هذه المنطقة التاريخية والمنطقة التي شهدت معركة القصر الاحمر الشهيرة تستحق اهتماما أكبر وأبناؤهم بحاجة إلى وجود مدارس قريبة من سكنهم للتخفيف عنهم، لذلك نطالب بأن يكون المحافظ صوتنا الناطق لسرعة انجاز هذه المدارس التي ينتظرها اهالي الجهراء وبحاجة اليها لأبنائه وبناته الطلبة.
ملاذ للكلاب الضالةوانتشار القاذورات
أكد عدد من المتحدثين من أهالي الجهراء القديمة ان هذه المدارس المغلقة في المنطقة أصبحت ملاذا للكلاب الضالة، ومرتعا لتكدّس الاوساخ والقاذورات التي لم يتم تنظيفها لأكثر من ثلاثة اعوام لذلك نناشد المسؤولين بالاطلاع على هذه المدارس عن قرب حتى لا تأتي بالامراض المعدية وتسبب الأذى لأهالي المنطقة لقربها من منازلهم.
البدائل موجودة في هذه المدارس المهملة
تساءل الأهالي إذا كان العذر عدم توافر المكان فهذه المدارس المهملة تشكل البديل الأفضل إما بإقامة مبان جديدة، أو بصيانة القائم منها وترميمه لتكون صالحة لاستقبال الأبناء على مقاعدهم الدراسية والتخفيف من معاناتهم ومعاناة أولياء أمورهم.