- مواطنون لـ«الأنباء»: «كورونا» أثرت على ثقافة ارتداء الزي الوطني بسبب عدم وجود المناسبات كالأعراس وحفلات التخرج والعزاء ومنع التجمعات والديوانيات
- بائعون: نتمنى انتهاء الجائحة وعودة الحياة إلى طبيعتها والأسواق إلى سابق عهدها واللقاءات المختلفة والصالات وفتح الحدود بين الدول
عادة ما تشهد محلات الأزياء خصوصا «الدشاديش الرجالية» في أسواق الكويت اقبالا كبيرا من الكبار والصغار في المواسم مع بدء الشتاء والصيف وكذلك استعدادا للأعياد والمناسبات الاجتماعية، ولكن هذا العام شهد هذا المجال فتورا في الإقبال وتراجعا كبيرا في المبيعات وأدى ذلك إلى اغلاق عدد كبير من المحلات بعضها شهيرة وفي أهم مكان وهو أسواق المباركية وفي بعض محافظات البلاد ومناطقها.
وعلل البائعون في هذه المحلات، وأكثرهم من أصحاب الخبرة الكبيرة، أن السبب في إغلاق محلات عديدة هو تفشي جائحة «كورونا» والإجراءات التي تم تطبيقها تفاديا لانتشار المرض، وما تبع ذلك من إغلاق الحدود بين دول الخليج وقلة الإقبال على سوق المباركية بالذات الذي يعتمد طوال العام على الزبون الخليجي الذي يأخذ بالطاقات وليس بالدشداشة «فردي».
«الأنباء» قامت بجولة على عدد من هذه المحلات وأماكن انتشارها لاستطلاع آراء العاملين فيها وزوارها، وفيما يلي التفاصيل:
كان أول من التقينا بهم البائع أحمد محمد، صاحب ثلاثين عاما من الخبرة، حيث قال: منذ بعد التحرير مباشرة وأنا أعمل بائع أقمشة رجالية، ولم يمر علينا عام فيه كساد مثل هذا العام والسبب الرئيسي «كورونا»، حيث أغلقت محلات كثيرة وستغلق محلات أخرى، وذلك لندرة الزبائن، فقبل الجائحة كنا نبيع في اليوم بـ100 دينار على أقل تقدير وما نبيعه اليوم لا يصل حتى إلى 30 دينارا، فالحدود تم إغلاقها بيننا وبين دول الخليج وإجراءات السفر أصبحت أكثر صعوبة، ولدينا دولتان خليجيتان هما السعودية وقطر أهلهما يحبون أن يشتروا الأقمشة الكويتية ويأخذون بالكميات، أما عن الشباب الكويتي فقد أصبح أيضا غير راغب في الشراء، والسبب أن الشراء يعتمد على الأعياد والمناسبات والتجمعات، وحاليا جميع المناسبات متوقفة والصالات وقاعات الأفراح مغلقة وحتى التجمعات العائلية الكبيرة غير موجودة، وهناك أكثر من 50 محلا أغلقت في محافظة العاصمة فقط، وسمعنا أن الكثير من المحلات ستغلق في الفترة القادمة لصعوبة الأوضاع وعدم إمكانية الاستمرار، ونتمنى أن تنتهي هذه لجائحة بأسرع وقت لتعود الحياة إلى طبيعتها.
محلات شهيرة
أما حسن رمضان، وهو بائع منذ 8 أعوام، فيقول: هناك محلات أقمشة وورش خياطين أغلقت نهائيا، وبعض المحلات التي أغلقها أصحابها ذات أسماء كبيرة وعلامات أصبحت شهيرة في السنوات الأخيرة، ولم يكن أحد يتوقع انها ستغلق في يوم من الأيام، لكنها أغلقت بالفعل بسبب جائحة «كورونا» وغلاء الايجارات والالتزام برواتب الموظفين، وقلة المبيع الذي وصل إلى 90% نزولا وربما أكثر، ولا يوجد حضور للمواطن الخليجي الذي كان يشتري بشكل كبير وافتقدناه بسبب إغلاق الحدود، أما المواطن الكويتي فسابقا وفي موسم الشتاء كان الشخص يشتري القماش لعمل 6 أو 7 دشاديش وأقل شيء 4 خامات، أما اليوم فأصبح يشتري واحدة وربما لا يحتاجها أبدا بسبب عدم وجود مناسبات، إضافة إلى عدم الالتزام بلبس الدشداشة والاستعاضة عنها بالملابس الرياضية والعادية من قمصان وبناطيل و«تيشيرتات».
التجول بالشورت
كذلك تحدث محمد مرزق لـ«الأنباء» قائلا: 25 سنة مرت علينا، ولم يمر عام علينا مثل عام 2019 و2020، ونقول ان شاء الله الخير يكون في سنة 2021، فهناك محلات اغلقت وخياطون اغلقوا ورشهم وموظفون تم انهاء خدماتهم، والسبب هذه الجائحة، كما أن المخازن مليئة بالبضاعة والخامات المتنوعة، وما من أحد يشتريها، فالأعراس توقفت واتجه الشعب الكويتي الى لبس «السبور» من «بنطال وتيشيرت وكاب» وحتى «الشورت» أيضا صرنا نشوف البعض يمشون ويخرجون به في الأماكن العامة كالجمعيات ويتجولون به في الشوارع، وأضاف مرزق: بالنسبة لمصلحتنا وصلنا الى القاع اليوم، وتشير التقارير إلى أن هناك اكثر من 200 محل في الكويت أغلقت بسبب الخسائر والعدد في تزايد، ونأمل في فتح الحدود بين الدول وأن تخف الإجراءات بعد بدء التطعيم ضد فيروس كورونا.
أين العصر الذهبي؟
بدوره، قال مجدي المصري، وهو بائع في السوق منذ 22 عاما: لا تسألني عن العصر الذهبي، واليوم وصلنا الى شيء لا تتوقعه، فالمبيعات بعدما كانت تصل إلى 300 دينار في اليوم، هذه الأيام لا تصل حتى إلى 50 دينارا، وننتظر الفرج من الله تعالى وأن تتم إعادة افتتاح صالات الأفراح والمناسبات، فالموسم كان عندنا في الشتاء لشهرين فقط وتبدأ المبيعات من أواخر شهر 12 مع بداية دخول البرد وكان السوق شبه مزدحم، وأقل زبون يأخذ دشداشتين اذا كان كويتيا أما الخليجي فيأخذ بالطاقات، وهذا العام اذا دخل زبون وأخذ دشداشتين أو دشداشة واحدة فهذه نعمة، ويقول كافي عليّ لأنه لا توجد مناسبات للبسها.
وعن تغير بعض عادات اللبس والالتزام بالزي الوطني عند المواطنين وإذا ما كانت «كورونا» قد أثرت على لبسهم للزي الوطني «الدشداشة»، كان طه الياسين أول مواطن التقيناه للحديث عن هذا الموضوع، فقال: نعم أثرت «كورونا» على مشترياتنا من الملابس الوطنية «الدشداشة» واتجهنا الى لبس «السبورت»، فالدشداشة كانت بالنسبة لي مرتبطة بالمناسبة مثل الأعراس والتخرج وحفلات العشاء او ديوانيات اشخاص لن تقدر تذهب إليهم بملابس عادية، وسابقا كنت أفصل 6 أو 7 دشاديش في الموسم الواحد واليوم واحدة تكفي، و«كورونا» أحدثت تغيرا كبيرا في مزاجنا وترى الناس بمختلف الاعمار من الكبار والشباب والصغار كلهم يلبسون «سبورت» وحتى بالدوامات تشوفهم «سبورت» وليس بالدشداشة مثلما كان خلال الأعوام السابقة.
ما في مناسبات!
من جهته، قال فرحان الشمري لـ«الأنباء»: هذه أول دشداشة راح افصلها اليوم منذ 2019 لأن عندنا مناسبة عائلية محدودة، وأنا لا أفضل لبس «البنطلونات» و«التيشيرتات» وليست هناك مناسبات اذهب إليها بالدشداشة والغترة والعقال.
كذلك قال عبدالله الفودري: والله انا من زمان وانا لبسي «سبورت كامل»، وبالتأكيد «كورونا» أثرت على الشباب وأصبح الأغلبية منهم يتجهون الى اللبس الرياضي لقلة المناسبات وقلة الخروج الى الأماكن العامة فصاروا يفضلون هذا اللبس الخفيف.
«كورونا» السبب
أما عبدالرحمن الخرينج فكان رأيه عكس الشباب الآخرين، إذ يقول «بالنسبة لي لا غيرتني كورونا ولا راح تغيرني، واللي كنت أفصله دشاديش قبل كورونا راح افصله نفس الشي».
من جانبه، قال هاني الكندري: صح «كورونا» غيرت حتى عندي بالبيت اخواني الشباب والصغار هذا العام ما فصلوا أي دشداشة، والسبب كورونا، واكتفوا بالملابس القديمة، ولكنهم اتجهوا الى لبس البنطلون والتيشيرت وأنا أفضل الاثنين الدشداشة والجينز، واليوم انا لابس دشداشة علشان انا في سوق المباركية.
راحة في الحركة
وبسؤال ابو فرحان الشمري عن الموضوع، قال: الدشداشة الكويتية هي من التراث ولبس آبائنا واجدادنا، وانا احب افصل الدشداشة كل موسم وكل عيد، ولكن هذا العام اختلف عندنا الوضع فلا مناسبات ولا طلعات ولا سفر إلى الدول المجاورة، والشباب الكويتي يفضل الملابس الرياضية، وانا اشوفها السمة الرئيسية خلال السنوات الماضية مع تراجع ارتداء الدشداشة لأسباب عديدة منها سهولة التحرك وسفر الكثير من المواطنين للخارج، وهناك من يرى فيها راحة بالمشي والتحرك والتنقل، وارجع واقول ان هذا لبس آبائنا وأجدادنا، وإن شاء الله «كورونا» زائلة ويرجع الوضع كما كان عليه وأفضل.
كذلك قال عبدالله الربيعة ان الدشداشة للمناسبات، وحاليا مع «كورونا» التركيز على الملابس الرياضية والعادية.
تراجع اللبس الوطني
أما عبدالله الفضلي فقال: للأسف اختفاء الدشداشة الكويتية ليس سببه الرئيسي جائحة «كورونا» حتى قبل «كورونا» اتجه الشباب الكويتي من 15 إلى 50 سنة إلى اللبس الرياضي، وترى الآن هذا السوق امامك وقارن ما هو اللبس الأكثر انتشارا حاليا الدشداشة أم اللبس الرياضي؟ وأضاف الفضلي: على فكرة الكويت من اكثر دول الخليج التي تغير فيها اللبس الوطني وعاداته، ونعتبر هذا تقليدا اعمى للغرب من دون أي تفكير، فالبعض يحاولون تقليد الغرب في كل شيء، واشار الفضلي إلى ان الدشداشة تمثل ماضي اجدادنا وآبائنا ولا بد أن يتمسك بها الجميع، والثوب الكويتي انحسر وجائحة كورونا أثرت في ذلك أيضا ولكن بشكل قليل ونحن منذ عشر سنوات سابقة نلاحظ تراجعا في الإقبال على اللبس الوطني مع الأسف.