- طقس الكويت شديد الحرارة فلماذا تُغلق المطاعم والمقاهي الساعة 8 مساء؟
- لابد من إجراءات اقتصادية تزامناً مع «الصحية» تحمي أصحاب المشاريع الصغيرة
أجرت التحقيق: آلاء خليفة
أصدر مجلس الوزراء في اجتماعه الأخير قرارا بالاستمرار في غلق المطاعم والمقاهي عند الساعة 8 مساء، وعدم السماح بدخول صالات المطاعم إلا للمطعّمين فقط بأحد اللقاحات المعتمدة لفيروس كورونا المستجد كوفيد -19، بينما لا يسمح لغير المطعّمين إلا بتسلم الوجبات من الخارج.
«الأنباء» جالت على عدد من المطاعم والمقاهي واستمعت إلى آراء أصحابها الذين عبروا عن خسارتهم الشديدة من قرار غلق المطاعم الساعة 8 مساء لاسيما أن رواد المطاعم يكونون طوال النهار مشغولين في أعمالهم، بالإضافة إلى أن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة خلال شهور الصيف، يجعل الإقبال على المطاعم والمقاهي ضعيفا جدا في فترات النهار، خاصة مع استمرار منع تقديم الشيشة.
وناشد أصحاب المطاعم والمقاهي عبر «الأنباء» المسؤولين في مجلسي الوزراء والأمة، الالتفات إليهم والنظر في المشاكل التي تواجههم قبل أن يجدوا أنفسهم خلف قضبان السجون دون ذنب اقترفوه، بسبب كثرة ديونهم جراء الإيجارات والرواتب والالتزامات المحددة عليهم، فإلى التفاصيل:
بداية، قال صاحب مطاعم قصر الفنون جاسم الفيلكاوي لـ«الأنباء»: منذ بداية جائحة كورونا أغلقت المطاعم والمقاهي تماما وبعدما سمحت السلطات الصحية بإعادة فتح المطاعم مع الأسف اتخذ قرار بمنع تقديم الشيشة بما جعلنا نتعرض لخسائر فادحة وتراكمت الديون على أصحاب المطاعم ورُفعت علينا الكثير من القضايا وسجل بحقنا أمر «ضبط وإحضار».
وأشار الفيلكاوي إلى أن الحكومة اتخذت قرارا كذلك بغلق المطاعم عند الساعة 8 مساء بما زاد من خسائرنا وأصبحت مبيعاتنا لا تتعدى 10% لاسيما أن الناس صباحا في دواماتهم وفترة الظهيرة تشهد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة فمن سيأتي للمطعم في تلك الفترة؟، متابعا: بالتالي عندما يغلق المطعم الساعة 8 مساء فلن يأتي أحد وهذا ما تم بالفعل، فالمطعم يوميا أصبح شبه خال من زبائنه بالإضافة إلى قرار منع دخول غير المطعمين، وهذه إشكالية كبيرة، فكثير من أفراد المجتمع سواء مواطنين أو مقيمين لم يصلهم الدور في التطعيم بما يزيد من خسائر أصحاب المطاعم.
من ناحية أخرى، أصحاب المطاعم مجبورون على دفع إيجار المطعم ورواتب العمال، وهذا أثقل كاهلهم، مؤكدا احترام أصحاب المطاعم والمقاهي لكل القرارات والإجراءات الاحترازية الصادرة من السلطات الصحية، لكن لابد أن يكون هناك توافق بين صدور القرارات وبين تطبيقها وتأثيراتها السلبية على أصحاب المشاريع.
زيادة الخسائر
من ناحيته، أوضح صاحب مطعم عنب بيروت عبدالله الفضلي لـ «الأنباء» أنه منذ بداية أزمة «كورونا» تم غلق المطاعم بشكل تام وبعدما سمحت السلطات الصحية بإعادة فتح المطاعم حيث تعرضنا لخسائر فادحة تفوق الـ 10 آلاف دينار شهريا، مشيرا إلى أن السبب الرئيسي للخسائر منع تقديم الشيشة وغلق المطاعم الساعة 8 مساء بالإضافة إلى القرار الجديد بالسماح فقط للمطعمين بالدخول إلى المطعم.
وأفاد الفضلي بأن أصحاب المطاعم والمقاهي سيلتزمون بتطبيق كل الإجراءات لتقديم الشيشة ومنها تعقيمها واستخدامها لمرة واحدة، مطالبا الحكومة بإعادة النظر في قرار غلق المطاعم الساعة 8 مساء لأنها ساهمت في زيادة الخسائر بشكل كبير بما أثقل كاهل أصحاب المطاعم وغالبيتهم أغرقتهم الديون وهم معرضون للقضايا والسجن.
إشكالية التطعيم
بدوره، ذكر صاحب مطعم ومقهى سنترال كافيه محمد عبدالغفار لـ «الأنباء» أن قرار غلق المطاعم عند الساعة 8 مساء تسبب في خسائر فادحة لأصحاب المطاعم لاسيما مع استمرار منع تقديم الشيشة وكذلك اشتراط دخول المطعمين فقط من يوم الأحد القادم 27 الجاري سيسهم في مضاعفة خسائرنا لاسيما أن هناك الكثير من الأشخاص لم يتلقوا التطعيم حتى الآن وهناك أشخاص غير مقتنعين بالتطعيم بما سيقلل من زوار المطعم بشكل اكبر مما هو عليه الآن.
وقال عبدالغفار: أغلب رواد المطاعم والمقاهي في دواماتهم صباحا وفترة الظهيرة في الشهور الحالية تشهد ارتفاعا شديدا في درجات الحرارة بما يجعل من الصعب أن يكون هناك إقبال على التواجد في المطعم في تلك الفترة وعندما يغلق المطعم الساعة 8 مساء فهي خسارة كبيرة لأصحاب المطاعم والمقاهي
وذكر أنهم كأصحاب مطاعم ملزمون بدفع الايجارات ورواتب العمال، مطالبا بالسماح لأصحاب المطاعم بتمديد فتح المطاعم بعد الساعة 8 مساء.
وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أعلنت في كتاب رسمي صادر عنها انه حتى الآن لم يثبت علميا وطبيا أن الشيشة تنقل فيروس كورونا، موضحا انهم قدموا حلولا للمسؤولين في الدول وتمت مخاطبة وزارة الصحة بأن يتم السماح لهم بتقديم الشيشة مع التزام أصحاب المطاعم والمقاهي بتوفير أجهزة تعقيم الشيشة وأن تستخدم الشيشة لمرة واحدة مع الهوز الطبي، لاسيما أن المطاعم والمقاهي ملتزمة بالتعقيم والتباعد الاجتماعي بين الطاولات، مشيرا إلى أن جميع عمال المطعم أخذوا اللقاح وملتزمين بكل الإجراءات الاحترازية.
حرارة الصيف
وختاما التقينا صاحب مطعم ومقهى علي باشا، علي خريبط الذي قال لـ «الأنباء»: أنا شاب كويتي عمري 28 عاما ولدي ديون بسبب أزمة كورونا تتعدى 75 ألف دينار ومعرّض للسجن في أي لحظة.
وتابع خريبط قائلا: خسائرنا وصلت «العظم» موضحا أن قرار غلق المقهى الساعة 8 مساء ساهم في زيادة خسائره، متسائلا: من سيأتي المقهى صباحا والشباب ملتزمون بدوامات؟ ومن سيأتي في فترة الظهيرة والحرارة تصل إلى 50 درجة فما فوق؟ موضحا أن فئة الشباب تحديدا يفضلون الذهاب إلى المقاهي بعد الساعة 9 مساء.
وأضاف قائلا: هل يعقل أن يكون أحيانا مكسبي من المقهى دينارا وربع في اليوم الواحد؟ لاسيما في ظل استمرار منع تقديم الشيشة، كيف يمكن لنا أن ندفع إيجار المقهى ونسدد رواتب العمال
وطالب خريبط الحكومة بإعادة النظر في قرار غلق المقاهي الساعة 8 مساءا وكذلك اعادة النظر في قرار منع تقديم الشيشة مؤكدا أن أصحاب المقاهي سيكونون على قدر المسؤولية في الالتزام بكافة الاشتراطات الصحية المطلوبة ومن يخالف ذلك فلتقم الحكومة بمعاقبته بشكل فردي.
وذكر أنه حاليا مع تلك الخسائر إما أن يسلم المقهى أو أن يتم سحبه «بالكلبشات»، مضيفا: خرج أحد نواب مجلس الأمة بتصريح انه سيتم تعويض أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة وعندما راجعناهم قالوا لنا إن «الميزانية صفر!».
الوثيقي: «هوز» طبي وأجهزة تعقيم للشيشة!
استغرب ممثل أصحاب مقاهي «الشيشة» في الكويت أيوب الوثيقي في تصريح خاص لـ «الأنباء» استمرار قرار منع تقديم الشيشة في المطاعم والمقاهي رغم أن ترخيص تقديم الشيشة صدر في الكويت، متابعا: لكن تم المنع مع بداية جائحة كورونا والغريب في الأمر أن المنع مازال مستمرا بما عرض أصحاب المطاعم والمقاهي من الشباب إلى خسائر فادحة وديون متراكمة لم يتمكنوا من إيفائها.
وذكر الوثيقي أن الضمان المالي لم يفد أي من أصحاب تلك المشاريع موجها رسالة إلى المسؤولين في مجلس الوزراء ومجلس الأمة بالالتفات لأبنائهم من الشباب الكويتي اصحاب المشاريع الذين خسروا ومازالوا يخسرون بسبب وقف تقديم الشيشة، موضحا أن هناك بدائل عدة يمكن دراستها وإقرارها ومنها تقديم الشيشة ذات الهوز الطبي واستخدام مرة واحدة كما أن هناك أجهزة تعقيم خاصة بالشيشة يمكن توفيرها في المطاعم والمقاهي للتعقيم، مستغرباً من السماح بتدخين السجائر والشيشة الإلكترونية داخل المطاعم والمقاهي ومنع تقديم الشيشة.