- أمن الخليج جزء من أمن مصر القومي وهي عقيدة راسخة وليست عبارات ديبلوماسية
- تنسيق كامل بين مصر والكويت للمّ الشمل العربي وتطابق في مواقفهما تجاه كثير من القضايا
- ثورة 30 يونيو امتداد حقيقي للمكتسبات التي حققتها مصر في ثورة 23 يوليو 1952
- الشعب المصري يتسم منذ آلاف السنين باعتداله وإعلاء قيم المواطنة على أي انتماءات أخرى
- الكويت من أهم العواصم في منظومتنا الديبلوماسية ولها دور محوري إقليمياً ودولياً
- بعض الحملات على مواقع التواصل لم ولن تؤثر على علاقات البلدين وترابط الشعبين الشقيقين
- الأمن الإقليمي يتطلب سلوكاً ونهجاً إيرانياً مختلفاً مبنياً على احترام سيادة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية
- حل أزمات المنطقة بالطرق السلمية سواء في ليبيا أو سورية أو اليمن أفضل وسيلة لدحر الإرهاب وإطلاق البرامج المختلفة للتنمية الشاملة
أجرى الحوار: أسامة أبوالسعود
أكد السفير المصري لدى البلاد طارق القوني أن الكويت حرصت طوال الفترة الماضية على تأكيد تضامنها مع مصر والسودان ومساعيهما لحل أزمة سد النهضة بما يحفظ لدولتي مصب نهر النيل حقوقهما المائية والاقتصادية وفق القوانين الدولية مع التشديد على أن أمن مصر والسودان المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
وشدد السفير القوني في لقاء شامل مع «الأنباء» بمناسبة ذكرى العيد الوطني لجمهورية مصر العربية واحتفالات مصر بثورة 23 يوليو المجيدة والتي تصادف ختام مهامه الديبلوماسية في البلاد أن ثورة يوليو حققت نهضة صناعية وإصلاحات اجتماعية ملموسة واستعادت ملكية قناة السويس وإنشاء السد العالي وبناء جيش مصري حديث.
وأشار إلى أن ثورة 30 يونيو جاءت امتدادا حقيقيا للمكتسبات التي حققتها مصر في 23 يوليو وتأكيدا للهوية الحقيقية للشعب المصري الذي يتسم منذ آلاف السنين باعتداله وإعلاء قيم المواطنة على أي انتماءات دينية أو عقائدية.
ولفت السفير القوني إلى أن الكويت الشقيقة تعد من أهم العواصم في «منظومتنا الديبلوماسية»، مؤكدا أن وزارة الخارجية المصرية تهتم دائما باختيار أفضل الكفاءات للعمل فيها أخذا في الاعتبار الدور المحوري الذي تقوم به الكويت إقليميا ودوليا والعلاقات المتشعبة والوطيدة التي تربط البلدين والشعبين، مشددا على أن بعض الحملات على مواقع التواصل لم ولن تؤثر على علاقات البلدين وترابط الشعبين الشقيقين.
وفيما يخص القضية الفلسطينية، أعرب القوني عن رفضه القاطع لكل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي، معتبرا أن تجاهل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ليس في صالح الأمن والسلام في المنطقة، وأنه من مصلحة إسرائيل التوصل إلى حل دائم يضمن سلاما ينعم فيه الشعبان الإسرائيلي والفلسطيني بالأمن والاستقرار. وشدد السفير المصري على أن أمن الخليج جزء من أمن مصر القومي «وهي عقيدة راسخة وليست عبارات ديبلوماسية».
وأوضح أن هناك تنسيقا كاملا بين مصر والكويت للمّ الشمل العربي وهناك تطابق في مواقفهما تجاه القضية الفلسطينية والأزمات في ليبيا وسورية واليمن ورفضهما القاطع للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وفيما يخص ملف سد النهضة الإثيوبي، ذكر القوني أن مصر تحلت بضبط النفس والصبر الطويل في موضوع يمثل تهديدا وجوديا لشعبها، مضيفا القول: «لكن الجانب الإثيوبي عكف على المماطلة في المفاوضات لتجنب التوصل لاتفاق ملزم بالرغم من المقترحات التوافقية العديدة التي وافق عليها الجانب المصري خلال السنوات الـ 10 الأخيرة»، وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية، ماذا حققت ثورة 23 يوليو من طموحات للشعب المصري من وجهة نظركم؟
٭ لا يخفى على أحد أهمية ثورة 23 يوليو في التاريخ المصري والعربي المعاصر، حيث دشنت الثورة عهدا جديدا وضع مصر في مكانة إقليمية تستحقها بالمقدرات التي تمتلكها، وأسست لحقبة حكم جديدة تتناسب مع المتطلبات المصرية في ذلك الوقت، وكان أحد اهم تلك المتطلبات إنشاء إطار عربي جامع، وتفعيل دور الجامعة العربية.
وهنا يجب أن نذكر أن ثورة 23 يوليو كانت أيضا بداية لنهضة صناعية وإصلاحات اجتماعية ملموسة كانت من أهم نتائجها استعادة ملكية قناة السويس شريان حياة التجارة العالمية، وإنشاء السد العالي، وبناء جيش مصري حديث، بالإضافة إلى سياسية خارجية أكثر فاعلية قامت مصر من خلالها بدور محوري في مساندة حركات الاستقلال والتحرر في العالم العالمين العربي والأفريقي، وإنشاء حركة عدم الانحياز التي نجحت في التعبير عن حقوق ومصالح دول العالم الثالث في عالم ثنائي القطبية.
إعلاء قيم المواطنة
هل تعتقدون أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو هي ثورات تصحيح لمسيرة ثورة 23 يوليو أم انهما قائمتان بذاتهما وأسستا للجمهورية الجديدة التي يتم بناؤها حاليا في عهد الرئيس السيسي؟
٭ أرى أن ثورة 30 يونيو هي امتداد حقيقي للمكتسبات التي حققتها مصر في ثورة 23 يوليو، وهو سبب احتفال مصر كل عام بالثورتين، حيث جاءت ثورة 30 يونيو تأكيدا للهوية الحقيقية للشعب المصري الذي يتسم منذ آلاف السنين باعتداله وإعلاء قيم المواطنة على أي انتماءات دينية او عقائدية.
وكأن الأمس القريب يتكرر، فثورة 1952 أطلقت روحا مصرية جديدة وأسهمت في طفرة اجتماعية واقتصادية وثقافية، وهو ما أحسست أنه يتكرر بعد ثورة 30 يونيو 2013 بالإنجازات التي حققتها مصر مؤخرا في جميع المجالات التنموية من خلال مشاريع قومية عملاقة مثل تطوير قناة السويس وإنشاء مدن وعاصمة إدارية جديدة، وإقامة شبكة طرق ومواصلات على أعلى مستوى وتوسيع الرقعة الزراعية المصرية، وتطوير آلاف القرى، بالإضافة إلى الصحوة الثقافية التي نشهدها في إنتاج متميز في جميع الفنون، وجهود تطوير قطاعي الصحة والتعليم، وإنشاء جامعات جديدة، وتحديث الجيش المصري، بشكل جعل من بناء الجمهورية الجديدة أمرا واقعا تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
علاقات وطيدة
في ختام 4 سنوات من توليكم رئاسة البعثة الديبلوماسية المصرية لدى الكويت، ما أهم ملامح تلك السنوات على المستوى الشخصي وأيضا في مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين؟
٭ لقد سعدت كثيرا بفترة عملي في الكويت رغم التحديات التي واجهتها البعثة وآخرها تبعات تفشي «كورونا»، عسى أن ينعم الله على الجميع بنعمة الصحة، حيث كان التعاون من كل المسؤولين في الكويت عاملا مهما في التخفيف من صعوبة المرحلة التي عانى منها العالم كله.
ويجب الإشارة إلى أن الكويت تعد من أهم العواصم في منظومتنا الديبلوماسية، وتهتم وزارة الخارجية المصرية دائما باختيار أفضل الكفاءات للعمل فيها أخذا في الاعتبار بالدور المحوري الذي تقوم به الكويت إقليما ودوليا والعلاقات المتشعبة والوطيدة التي تربط البلدين، والتعاون بينهما يتوطد يوما بعد يوم في مختلف المجالات لما فيه صالح الشعبين الشقيقين.
ويبرز في هذا الصدد الأولوية التي يعطيها البلدان للم الشمل العربي وتطابق مواقفهما تجاه القضية الفلسطينية والأزمات في ليبيا وسورية واليمن، ورفضهما القاطع للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية للدول العربية، فضلا عن وقوف الكويت المقدر إلى جانب مصر بلا قيد أو شرط في ملف سد النهضة الذي يمس الأمن القومي العربي.
وأود أن أؤكد اعتزازي بفترة عملي في بلدي الثاني وبالإنجازات التي تحققت في دعم التعاون الثنائي بين البلدين، وأدعو الله أن يحفظ مصر والكويت، وأن يسدد خطاهما تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي وصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، في رفع علاقاتهما التاريخية إلى آفاق ارحب، وأن يعينهما على تخطى الصعوبات التي تواجههما في أزمة الجائحة، وان ينعم عليهما بدوام الأمن والاستقرار والازدهار.
التعامل بالقانون ضد أي مسيء
علاقات مصر والكويت تاريخية لكن البعض على وسائل التواصل يحاول بث الفرقة بين الشعبين والتشكيك في قوة ومتانة تلك العلاقات، كيف تنظرون لتلك الحملات وما آلية التعامل معها؟
٭ أود أن أؤكد أن تلك الحملات لم ولن تؤثر على علاقات البلدين وترابط الشعبين، ولعل حكمة القيادتين ومسؤولي البلدين كانت مثلا يحتذى به في هذا الإطار.
وأدعو الجميع إلى التحلي بنفس الروح والحكمة، وأن يتخلى أي مسيء عن هذا النهج لأنه لن يغير واقعا أرسته علاقات المصاهرة والتعايش والصداقة الكبيرة بين الشعبين.
وبالإضافة إلى الدور الذي يجب أن يقوم به إعلام البلدين في مواجهة الأخبار المغلوطة، أرى أن مسألة الإساءات يجب أن يتم معالجتها في الإطار القانوني الذي تنص عليه الدولتان في هذا الشأن، فلكل مسيء قانون وإجراءات تحكم تصرفاته وتحاسبه على أفعاله، ونحن نحترم السلطات القضائية المعنية في هذا الشأن.
أمن الخليج والنووي الإيراني
كانت وما تزال مصر هي قلب العروبة، والمدافع القوي عن أمن المنطقة وخاصة الخليج العربي، كيف تقيمون هذا الدور حاليا في ظل السياسات الإيرانية في المنطقة وبرنامجها النووي؟
٭ نتابع جميعا المفاوضات الجارية حاليا للتوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولعل هناك خلافا واضحا في وجهات النظر بين الدول في كيفية التعامل مع هذا البرنامج، ولكننا ندعم استمرار التفاوض البناء للتوصل لصيغة تعالج مخاوف دول المنطقة تجاه هذا البرنامج، بالإضافة لأن الأمن الإقليمي يتطلب سلوكا ونهجا إيرانيا مختلفا مبنيا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ووقف الدعم لأي جهات من شأنها زعزعة استقرار دول المنطقة.
وهنا أود أن اذكر الموقف المصري الواضح والمستمر الذي يؤكده دائما الرئيس السيسي بأن أمن الخليج من أمن مصر القومي، وهي ليست عبارات ديبلوماسية وإنما عقيدة راسخة يدلل عليها مستوى العلاقات الثنائية والتعاون العسكري القائم بين مصر وكل دول الخليج.
ولعلكم تابعتم مؤخرا احتفالية الدولة المصرية بافتتاح قاعدة 3 يوليو البحرية العملاقة وغيرها من أحداث ومناورات مشتركة شاركت فيها قوات مصرية وخليجية، لما لهذا من مدلول على موقف كلا الجانبين من أمن الأخر والتزام مصر بذلك.
كما انه من الأهمية بمكان إجراء نقاش معمق حول التحديات والتهديدات المختلفة التي تواجه عالمنا العربي وأعتقد ان الجلسة التشاورية المفتوحة التي شارك فيها وزراء خارجية العرب في اجتماع الجامعة العربية بالدوحة يونيو الماضي خطوة مهمة في هذا الاتجاه.
سد النهضة والتعنت الإثيوبي
ننتقل إلى ملف سد النهضة، إلى أي مدى تتوقعون أن تصل الأمور في ظل ديبلوماسية مصرية هادئة وتعنت أثيوبي على مدى 10 سنوات من التفاوض؟
٭ مازلنا نؤمن بقدرة الديبلوماسية على حل الأزمة، ولا تعترض مصر على حق إثيوبيا في التنمية إلا أنها تسعى لأن يكون هناك اتفاق قانوني ملزم يحدد إجراءات التشغيل والملء الخاصة بالسد، وذلك لحفظ حقي مصر والسودان في المياه، ومنع حدوث أضرار جسيمة لهما.
ولكن الجانب الأثيوبي عكف على المماطلة في المفاوضات لتجنب التوصل لاتفاق ملزم، رغم المقترحات التوافقية العديدة التي وافق عليها الجانب المصري خلال السنوات الـ 10 الأخيرة والتي تحلت فيها مصر بضبط النفس والصبر الطويل في موضوع يمثل تهديدا وجوديا لشعبها، كان من ضمنها على سبيل المثال المقترح الأميركي المتكامل الذي تمت صياغته في مفاوضات مع الدول الثلاث بمشاركة البنك الدولي.
كما قامت مصر بعرض الموضوع مؤخرا على مجلس الأمن يأتي في إطار الجهود الديبلوماسية، إلا أن الخطوات الأحادية التي يتخذها الجانب الأثيوبي وآخرها الشروع في الملء الثاني للسد دون اتفاق مسبق يقلل من فرص نجاح العملية التفاوضية.
ويجب أن نذكر في هذا الإطار أن الكويت حرصت طوال الفترة الماضية على تأكيد تضامنها مع مصر والسودان لحل أزمة سد النهضة بما يحفظ لدول مصب نهر النيل حقوقهم المائية والاقتصادية وفق القوانين الدولية مع التشديد على أن أمن مصر والسودان المائي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي.
حق الشعب الفلسطيني
تابع العالم الاعتداءات الإسرائيلية على سكان حي الشيخ جراح بالقدس الشريف، وانتهاك حرمة حرم المسجد الأقصى خلال رمضان، حدثنا عن رؤيتكم وموقف الدولة المصرية الثابت في هذا الشأن؟
٭ الموقف المصري ثابت تجاه القضية الفلسطينية، حيث تقوم مصر بدور محوري في الجهود الرامية إلى إيجاد حل عادل لها يقوم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة وفق قرارات الشرعية الدولية.
ولم تدخر مصر جهدا في التواصل مع الأطراف المعنية خلال السنوات الماضية لتهدئة الأوضاع وحل الأزمات التي تنشأ من وقت إلى آخر.
وبالطبع فإننا نرفض كل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة التي تهدف إلي تهويد القدس وزيادة الاستيطان في الضفة الغربية وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، وطلبنا في اتصالاتنا مع الجانب الإسرائيلي وقف هذه الاعتداءات وتحمل إسرائيل لمسؤولياتها كقوة احتلال وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وصيانة حقوقهم.
كما يبرز في هذا الصدد المبادرة التي أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي لإعادة إعمار غزة وتخصيص مبلغ 500 مليون دولار لهذا الغرض، بالإضافة إلى إرسال قوافل مساعدات إنسانية وصحية لأهالي القطاع وفتح المستشفيات المصرية لعلاج الجرحى والمصابين من الفلسطينيين.
وأود أن أؤكد أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولويات السياسية الخارجية المصرية وان جهود القاهرة مستمرة لرأب الصدع الفلسطيني من جانب ولإقناع الجانب الإسرائيلي بالشروع في مفاوضات جادة تضمن حلا شاملا للقضية الفلسطينية، حيث أثبتت الأيام أن تجاهل القضية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ليس في صالح الأمن والسلام في المنطقة، وانه من مصلحة إسرائيل التوصل لحل دائم يضمن سلاما ينعم فيه الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني بالأمن والاستقرار.
مواجهة الإرهاب
ماذا عن ملف الإرهاب ونجاح مصر في مواجهته، والتعاون مع الكويت والدول العربية في هذا الشأن؟
٭ ملف مكافحة الإرهاب ملف معقد ومتشابك، وقد عانت مصر من ويلاته وخاصة بعد ثورة الـ 30 من يونيو عندما أدرك الجميع أن مصر شعبا وحكومة وجيشا على قلب رجل واحد، ولن تفككه المطامع التي نالت من استقرار عدد من الدول العربية، وسنستمر في مكافحة هذا الخطر الذي تفهم العالم الآن أنه خطر دولي وليس خاص بدولة أو منطقة بعينها، وهنا يتجلى التعاون في هذا المجال بين الشقيقتين مصر والكويت، والتنسيق عالي المستوى بين مختلف الأجهزة المعـــنية في هذا المجال.
وأود أن أشير في هذا الصدد إلى الأهمية التي تعلقها مصر على حل أزمات المنطقة بالطرق السلمية سواء في ليبيا أو سورية أو اليمن وبذلها كل الجهود الرامية إلى إعادة الأمن والسلام إليها من منطلق أن ذلك يمثل افضل وسيلة لدحر الإرهاب وإطلاق البرامج المختلفة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تحتاجها الشعوب العربية.
التدخلات غير العربية
ننتقل لزيارة الرئيس السيسي للعراق والقمة الثلاثية مع الأردن، ودور مصر في مواجهة التدخلات غير العربية في الشؤون العربية؟
٭ تعد زيارة الرئيس السيسي للعراق في غاية الأهمية، نظرا لأنها الأولى لرئيس مصري منذ عقود في إطار الجولة الرابعة لآلية التعاون الثلاثي التي انطلقت بالقاهرة في مارس 2019.
ويأتي التعاون الثلاثي مع الأشقاء في العراق والأردن في إطار دعم التكامل الاقتصادي بين مصر والدول العربية والاستفادة من الإمكانيات العديدة التي يوفرها التعاون بين دولنا في مختلف المجالات.
ولا يخفي أن دعم العلاقات بين الدول العربية وربطها بمصالح اقتصادية واستراتيجية مثل تلك التي يجري تنفيذها بين الدول الـ 3 هي الوسيلة المثلى لمواجهة التدخلات الإقليمية التي تسعى لتنفيذ أجندات ليست بالضرورة لصالح دولنا وشعوبنا.
أتمنى التوفيق للسفير شلتوت
في نهاية فترة عملك الرسمية بالكويت ماذا تقول للسفير المعين حديثا لدى الكويت السفير أسامة شلتوت؟
٭ أتمنى للسفير أسامة شلتوت كل التوفيق والنجاح، وأنا على ثقة بأنه سيجد كل العون من المسؤولين في الكويت، فهو ديبلوماسي مخضرم له سيرة ذاتية حافلة، حيث كان سفيرا لبعثتنا في السودان الشقيق، وقد حالفه الحظ بالخدمة في الكويت عندما كان ديبلوماسيا شابا، وهو ما سيوفر عليه الكثير في بداية عمله هنا.
الجالية المصرية واجهة بلدنا
أخيرا، ماذا تقول للجالية المصرية في ختام فترة عملك في الكويت؟
٭ أطالبهم بأن يستمروا في العطاء والالتزام وتمثيل بلدهم في أحسن صورة كما يفعلون دائما، فهم واجهة مصر الحقيقية بالخارج، وأدعو الله أن يوفقهم وان يزيح عنهم غمة الوباء و يستطيعوا السفر بسهولة كما كانوا يفعلون في السابق.
وأود أن أؤكد لجاليتنا العزيزة فخري وتقديري الكبير لهم، فهي جالية متميزة ومجدة، أشاد بها كل المسؤولين ورجال الأعمال الذين نقلوا لي إعجابهم بمستوى أدائهم العالي الذي لم يتأثر بحملات التشكيك فيها أو بظروف كورونا.
كما أود أن أشكر وقوف الجالية بكل فئاتها إلى جانب السفارة في المحطات والاستحقاقات الوطنية التي مررنا بها، وأيضا في الجهود الإنسانية التي أشرفت عليها السفارة لتخفيف معاناة من تأثروا بظروف انتشار جائحة كورونا.
وأنتهز هذه الفرصة لكي أهنئهم بعيد الأضحى المبارك الذي يتواكب مع احتفالات مصر بعيدها القومي، وكل عام والجميع في مصر والكويت بخير وسعادة ورفاهية.
نأمل عودة الطيران المباشر بين البلدين قريباً بعد التحسن النسبي في مواجهة «كورونا»
خلال اللقاء، سألت السفير المصري طارق القوني عن موعد عودة الطيران المباشر بين البلدين الشقيقين خاصة بعد إعلان الحكومة الكويتية فتح الأجواء لعودة غير المواطنين إلى البلاد، وهل من جديد في هذا الموضوع، فأجاب قائلا: يرتبط قرار فتح الأجواء بالظروف الصحية في كل بلد، ولعلنا شهدنا مؤخرا التحسن النسبي الذي شهدته الظروف الصحية في البلدين، مما كان له الأثر في اعتماد قرار بفتح مطار الكويت لعودة الوافدين المطعمين، وهنا نتمنى أن ينعكس هذا القرار على زيادة حركة المسافرين مع مصر بما يؤدي في المستقبل إلى عودة الرحلات المباشرة بين البلدين.
وتابع قائلا: أنصح أبناء الجالية بالاستمرار في الالتزام بالإجراءات الصحية المتبعة في الكويت لتخطي هذه المحنة التي يعاني منها العالم كله.
هدم السفارة.. والقنصلية الجديدة
بسؤاله عما وصل إليه مشروع بناء السفارة الجديدة وهل تسلمتم أرض القنصلية الجديدة بمنطقة مشرف، أجاب السفير القوني قائلا: تسببت ظروف الجائحة في تأخر عملية بناء السفارة بعد أن تم هدم المبنى القديم بالكامل، ومازلنا بصدد الانتهاء من الإجراءات المرتبطة بذلك، علما أن المبنى الجديد سيكون أكبر وعلى أحدث طراز مما سيتطلب مزيدا من الوقت لتنفيذ هذا المشروع الطموح.
أما بالنسبة لمبنى القنصلية فمازلنا في مرحلة إجراءات تخصيص قطعة الأرض المحددة لهذا المشروع، ويأتي المشروعان في سياق اهتمام الدولة المصرية بتطوير مؤسساتها وخدماتها والتجاوب مع الجهود الرامية لأن ترقى العلاقات بين البلدين للمستوى المأمول.