- يجب أن تنتهي العملية الخاصة في أوكرانيا قريباً ومتأكد من أن الرئيس بوتين سيحل هذه المشكلة في القريب العاجل وسيفعل كل ما في وسعه حتى يتنفس شعب أوكرانيا الصعداء ويبدأ حياة طبيعية
- لدي علاقة طيبة جداً مع الرئيس بوتين فقد مدّ يد العون للشعب الشيشاني في أصعب الأوقات ونحن لا ننسى من قدم لنا الخير ولا أنا ولا روسيا التي تضم جمهورية الشيشان بدأنا حرباً في أوكرانيا ولم ننضم إليها
أجرى اللقاء: أسامة أبو السعود
في أجرأ لقاء مع رئيس جمهورية الشيشان رمضان قديروف منذ اندلاع الحرب الروسية- الأوكرانية التي يصر على أن يصفها بأنها «عملية عسكرية وليست حربا» أكد خلاله أنهم مواطنون روس ومن واجبهم الدفاع عن وطنهم الأم روسيا الاتحادية. الرئيس رمضان قديروف الذي اختص «الأنباء» بأول لقاءاته الصحافية منذ اندلاع الحرب شدد على أنه في الشيشان وحدها نحو 100 ألف مقاتل متطوع جاهزون للدفاع عن وطنهم ضد المؤامرات الغربية التي تحاك ضد بلاده، مؤكدا انه في حال قبول عضوية أوكرانيا في الناتو وحدوث إجراءات عسكرية نشطة ستكون دول الحلف ملزمة بالمشاركة في الحرب ضد روسيا وستبدأ حرب عالمية ثالثة. وأعرب قديروف عن أمله بأن تنتهي العملية الخاصة في أوكرانيا قريبا، مضيفا القول «أنا متأكد من أن الرئيس بوتين سيحل هذه المشكلة في القريب العاجل، مشددا على علاقته الطيبة جدا مع الرئيس بوتين باعتباره قد ساعد الشعب الشيشاني في أصعب الأوقات، موضحا أنه ذكر مرارا وتكرارا أنه جندي بوتين ومستعد إذا لزم الأمر للتضحية بحياته من أجله! ولفت الى أن مبدأ الجيش الروسي تجنب وقوع إصابات بين المدنيين والحفاظ على البنية التحتية المدنية قدر الإمكان، وانه لا يمكن المقارنة بين قوة الجيش الروسي والجيش الأوكراني ولولا حرص الجيش الروسي على المدنيين لكانت العملية استكملت في يوم أو يومين، مشيرا الى أن أوكرانيا تنشر أخبارا مزيفة عن آلاف القتلى، متسائلا أين الجثث؟! وفيما يخص العقوبات الأميركية والغربية وتأثيرها، قال قديروف: «لدينا حصانة ومناعة ضد العقوبات الغربية، فروسيا دولة مكتفية ذاتيا ولديها إمدادات احتياطية هائلة من المواد الغذائية وصناعة قوية وأراض خصبة وسكان يحبون العمل، ونحن مستقلون تماماً ولسنا بحاجة للمنتجات المستوردة». وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
بداية يتساءل الكثيرون، لماذا دخلتم الحرب وأرسلت 10 آلاف مقاتل شيشاني إلى أوكرانيا رغم عدم وجود حدود مشتركة أو عداوة تاريخية لديكم مع أوكرانيا؟
٭ روسيا لم تبدأ الحرب، بل تنهي حربا استمرت ثماني سنوات، وقد ساء الوضع في أوكرانيا عام 2014، بعد الانقلاب غير الشرعي المدعوم من الغرب، ووصلت القوى الموالية للقوميين إلى السلطة، في نفس العام، في أوديسا تم حرق أكثر من 40 ناطقا بالروسية وهم أحياء، وبدأت إبادة جماعية للناس في «الدونباس»، وطوال سنوات الحرب في الدونباس، تم تزويد الجيش الأوكراني وكتائب القوميين بأسلحة من الولايات المتحدة ودول «الناتو»، حيث شاركت نحو 20 دولة من دول الناتو في عمليات التسليح هذه، منذ 2014، إذ خصصت الولايات المتحدة وحدها مليارات الدولارات من المساعدات المجانية جزئيا للقوات المسلحة الأوكرانية.
لا توجد حرب في أوكرانيا، هناك عملية خاصة، يتم تنفيذها من قبل الاتحاد الروسي، والتي تشارك فيها وحدات من جمهورية الشيشان للقيام بواجباتها أيضا.
وأنا يهمني السبب الذي يجعلهم يحاولون اليوم إظهار روسيا على أنها معتدية، ولماذا تثار الأسئلة حول مبررات وشرعية هذه العملية الخاصة؟
اتفاقية مينسك
لكن هناك اتفاقية موقعة بين الجانبين وبضمانات أوروبية؟
٭ نعم هناك اتفاقيات مينسك الموقعة في عام 2014 والتي تنص على وقف إطلاق النار على أراضي منطقتي «دونيتسك» و«لوغانسك» لم تنجح في ذلك، إذ إن أوكرانيا لم تمتثل لمتطلبات المفاوضات واتفاقات وقف إطلاق النار.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ فلاديمير زيلينسكي بالتصريح مباشرة وعلنا بأن أوكرانيا لن تنفذ اتفاقيات مينسك، وهكذا، وبذلك تم استنفاد الخيارات الديبلوماسية، كما لم تفعل ألمانيا وفرنسا، بصفتهما ضامنتين للاتفاقيات شيئا للتأثير على أوكرانيا، وفي الجمهوريتين اللتين يعيش فيهما نحو 4 ملايين شخص، استمر قتل المدنيين بكل الطرق الممكنة.
وكانت هناك إبادة جماعية علنية للسكان الناطقين بالروسية، واستمر هذا الوضع لمدة 8 سنوات، وقتل الآلاف من الناس هناك، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، إذن، لماذا لم تشجب أي دولة من تلك الدول التي تدعي اليوم القلق بشأن أوكرانيا ذلك، ولو بكلمة واحدة؟
ولماذا صمتت كل المنظمات الحقوقية وغيرها، ولم تدع أي منها حينها إلى السلام؟ كانت الحرب مشتعلة هناك، وروسيا فقط ساعدت سكان هاتين الجمهوريتين.
٭ تتضمن العقيدة العسكرية لأوكرانيا هدفا يتمثل بالاستيلاء المسلح على شبه جزيرة القرم.
حرب عالمية
لكن أوكرانيا تطالب بالانضمام إلى حلف «الناتو»؟
٭ في حال قبول عضوية أوكرانيا في حلف الناتو وحدوث اجراءات عسكرية نشطة، ستكون دول الحلف ملزمة بالمشاركة في الحرب ضد روسيا إلى جانب أوكرانيا، وستبدأ حرباً عالمية ثالثة.
وروسيا طلبت بإصرار من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) تزويدها بضمانات أمنية مكتوبة (بعدم اجراء توسيع إضافي لحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك على حساب ضم أوكرانيا إليه)، ولكن كل هذه الطلبات والمطالب تم تجاهلها.
أدلة موثقة
وماذا بالنسبة لاستخدام بعض أنواع الأسلحة المحرمة دوليا؟
٭ تلقت وزارة الدفاع الروسية أدلة موثقة على أن أوكرانيا أصبحت تستخدم من قبل الولايات المتحدة كموقع لتطوير أشكال مختلفة من الأسلحة البيولوجية، والتي يمكن استخدامها ضد المواطنين في جميع أنحاء العالم، وفي هذا خطر وربما وقوع الحرب العالمية الثالثة، حيث ان استخدام الأسلحة النووية سيؤثر على العالم كله، وروسيا اليوم لا تحمي «الدونباس» وتحمي مستقبلها فحسب، إنما هي توقف كارثة عالمية.
دخل الجيش الروسي النظامي الحرب، كما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين، فلماذا دفعتم أنتم بالشيشانيين للمشاركة في هذه الحرب التي أدانتها جميع دول العالم تقريبا خلال تصويت الأمم المتحدة قبل أيام قليلة؟
٭ لقد أشرت مرارا وتكرارا إلى أن العديد من الإرهابيين قد لجأوا إلى هناك، ومن بينهم أولئك الذين شاركوا في قتل إخواننا وأخواتنا ونسائنا وأطفالنا وكبار السن في جمهورية الشيشان، ثم فروا من المسؤولية إلى أوروبا وتلقوا الرعاية والحماية من مختلف الأجهزة الأمنية والخاصة في تلك الدول.
ولدى شعبنا حسابات منفصلة مع هؤلاء الخونة المرتدين، وكل واحد منهم سيحاسب على أفعاله، فمثل هذه الجرائم لا تخضع لقانون التقادم أي أنها لا تسقط بالتقادم، كما يجب أن يكون مفهوما أن النازيين الجدد لا يضطهدون العرق الروسي فقط، ولكنهم يضطهدون جميع شعوب روسيا.
لكن لماذا بدأتم الحرب، وما طبيعة المشاركين فيها؟
٭ لا أنا ولا روسيا، التي تضم جمهورية الشيشان، بدأنا حربا في أوكرانيا، ولم ننضم إليها، وكما قال قائدنا القائد الأعلى للقوات المسلحة الموقر، إن عمليات القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا لا يشارك فيها إلا ضباط وأفراد عسكريون محترفون متعاقدون، ولا يشارك المجندون الاجباريون فيها.
وكما قلت فقد بدأت أوكرانيا الحرب ضد مواطنيها في عام 2014 بدعم من الدول الغربية، عندما أرسل المجلس العسكري في كييف كتائب القوميين وقوات مسلحة إلى الدونباس، وأيضا قام القوميون الأوكران بانتظام بقصف أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بالأسلحة الثقيلة، وتم قتل الآلاف من المدنيين خلال هذه العمليات العقابية، وطوال هذه السنوات الثماني، كانت السلطات الروسية تحاول التفاوض مع كييف من أجل حل هذه القضية سلميا.
تم التوقيع على اتفاقيات مينسك، والتي بموجبها تعهدت كييف بوقف قصف جمهورية دونيتسك وجمهورية لوغانسك الشعبيتين، ومع ذلك، تجاهلت السلطات الأوكرانية هذه الاتفاقات، وأطلقت النار مرارا وتكرارا على المدنيين. والمثير للدهشة أن كل هذا حدث بموافقة ضمنية من العالم كله.
اليوم، أخيرا تحاول روسيا إيقاف كل هذا العبث بحياة الناس من خلال قيامها بعملية خاصة، هدفها هو حماية الأشخاص الذين يتعرضون للتنمر والإبادة الجماعية من قبل نظام كييف، بالإضافة إلى ذلك، لا يمكن لروسيا أن تشعر بالأمان، وأن تتطور، وهي تعيش في ظل تهديد مستمر نابع من أراضي أوكرانيا الحديثة، التي أخذها الغرب كرهينة ويحاول استخدامها ضد بلدنا وقيمنا وسلامتنا.
الوطن الأم
لكن تدخلكم قد يضر بمصالح جمهورية الشيشان دوليا؟
٭ نحن جزء من روسيا ونتمتع بحريتنا الدينية، وبالنسبة للشيشانيين على وجه التحديد، صدقوني، عندما يتعلق الأمر بحماية مصالح الوطن الأم، فإنهم بحاجة إلى ضبطهم ومنعهم من المشاركة، وليس إلى الضغط عليهم ودفعهم للمشاركة.
ويوجد العديد من الأشخاص من جمهورية الشيشان في صفوف القوات المسلحة الروسية، لكل منهم قيادته الخاصة المسؤولة عنه، ويخضع لأوامرها، وهؤلاء ضباط مقاتلون متمرسون وكل واحد منهم أنا أعرفه شخصيا، بما في ذلك بينهم أقاربي المقربون.
وصدقوني أن هؤلاء ليسوا من الأشخاص الذين يجب الضغط عليهم ودفعهم لحماية مصالح دولتهم، فنحن جزء لا يتجزأ من جمهورية روسيا الاتحادية، وفي 23 مارس 2003، في استفتاء وطني عام، اتخذ الشعب الشيشاني خياره وقال الشيشانيون إنهم يريدون أن يكونوا جزءا من روسيا الاتحادية «القوة العظمى».
وهل لديكم ما يكفي من الحرية والاستقلالية في ممارسة عاداتكم وتقاليدكم؟
٭ بالتأكيد، حيث لدينا في بلادنا الحق في اعتناق ديننا ومراعاة عاداتنا وتقاليدنا التاريخية والحفاظ عليها واستعادة معالمنا وقيمنا التاريخية، فنحن نبني المساجد والمدارس ومدارس تحفيظ القرآن.
كما أن اللغة الشيشانية هي لغة الدولة رسميا، تماما مثلها مثل اللغة الروسية. في روسيا، ويحظر الإساءة إلى مشاعر المؤمنين، وممنوع كتابة ونشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للأنبياء والقديسين، ولا يسمح بزواج المثليين ولا بالعادات الغربية السيئة الأخرى، ففي بلدنا الرجل هو رجل والمرأة هي امرأة، لم أفكر أبدا في أن هذا سيصبح حجة نتكلم عنها، لكن في الوضع الحالي في العالم، هذه ميزة كبيرة.
كذلك لدينا دستورنا الخاص، ونشيدنا وشعارنا، ومن أجل حرية الاختيار هذه، حارب أجدادنا لقرون، وضحوا بأنفسهم بآلاف الأبطال، ومن بينهم وعلى رأسهم كان الرئيس الأول لجمهورية الشيشان، بطل روسيا أحمد حجي قديروف.
تماماً وكما الشعوب الأخرى في بلدنا متعدد الجنسيات، يحاولون حرمان الشعب الشيشاني من كل هذا، فهل ما زلت تعتقد أن الشيشانيين الذين ضحوا بمئات الآلاف من الأرواح من أجل ذلك، يجب دفعهم وتحميسهم للدفاع عن وطنهم؟
الرئيس الملتحي.. ابن بوتين
إلى متى تعتقد أن الحرب ستستمر؟ أنت قريب من الرئيس فلاديمير بوتين، وفي الغرب يشار إليك أيضا باسم «الرئيس الملتحي.. ابن بوتين الذي لم ينجبه».
٭ في رأيي، يجب أن تنتهي العملية الخاصة في المستقبل القريب، حيث يتوغل جنودنا بنجاح في عمق منطقة العمليات دون مواجهة مقاومة ذات قيمة. بالإضافة إلى ذلك، حصلوا على العديد من الغنائم العسكرية، بما في ذلك المعدات ووسائل الاتصالات المحمية «المشفرة».
وهناك أيضا محاولات لتسوية ديبلوماسية للنزاع، وأنا متأكد من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيحل هذه المشكلة في القريب العاجل وسيفعل كل ما في وسعه حتى يتنفس شعب أوكرانيا الصعداء، ويبدأ حياة طبيعية، ويتخلص من الخونة القوميين، ومسألة انتهاء العملية الخاصة يسهم في إطالتها الممثل الذي تولى منصب الرئيس.
وأقول إن البحث عن زيلينسكي وحفنة صغيرة من القوميين في مختلف الملاجئ والأقبية والجحور يطيل فترة حل هذه القضية، عن طريق الإدلاء بتصريحات صاخبة من المخابئ، هم يحاولون النجاة بأنفسهم، والسكان المحليون لا يدعمونه ولا يشاركونه اهتماماته ومصالحه، كما أن الدعاية الغربية تحاول كذبا إظهار الدعم الشعبي له.
وبالنسبة للجزء الثاني من سؤالك، سأجيب بأنني ابن الرئيس الأول لجمهورية الشيشان، بطل روسيا أحمد حجي قديروف، والدي حدد لي طريقا واضحا، لقد قاد شعبنا إلى الازدهار، لولا اتباعي لمسار حجي أحمد قديروف لما حققت مثل هذه الإنجازات في المنطقة التي دمرت بالكامل والتي توقع الخبراء أنها تحتاج إلى عقود لإعادة ترميمها وإعمارها.
ولدي علاقة طيبة جدا مع فلاديمير فلاديميروفيتش، لقد مد يد العون للشعب الشيشاني في أصعب الأوقات، ونحن لا ننسى من قدم لنا الخير، وقد ذكرت مرارا وتكرارا أننا سندافع عن روسيا والرئيس بوتين بكل قوة لانهم يحمون حريتنا الدينية ويحترمون شعائرنا كمسلمين.
ضحايا أبرياء
لكن هناك ضحايا أبرياء ومدنيين يسقطون يوميا، إضافة الى دمار البنية التحتية؟
٭ مبدأ الجيش الروسي يعتمد على تجنب وقوع إصابات بين السكان المدنيين، وكذلك الحفاظ على البنية التحتية المدنية قدر الإمكان، والجيش الروسي لا يطلق النار على المدنيين!
والدليل والبرهان الرئيسي على أن الجيش الروسي يحمي المدنيين وأنه لا يريد أن يستولي على المدن هو توقيت العملية، فلا يمكن المقارنة بين قوة الجيش الروسي والجيش الأوكراني. ولولا حرص الجيش الروسي على المدنيين، لكانت روسيا استكملت العملية في يوم أو يومين، لذلك فهذه عملية خاصة وليست حربا، كما يقوم مقاتلونا بإنقاذ السكان المدنيين، الذين يتعرضون للعنف من قبل القوات المسلحة لأوكرانيا.
وتم الإفراج عن أخطر المجرمين الذين قتلوا السكان في زمن السلم، علاوة على ذلك، لا يزال يدعو المتطرفين من جميع أنحاء العالم إلى هناك، مدركا أنه لا يوجد دعم حقيقي من الناس له، ومع ذلك، فهو ليس في عجلة من أمره للخروج من الملجأ والوقوف إلى جانبهم.
العقوبات الاقتصادية
حسب اعتقادكم، كيف سيكون أثر العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة والدول الأوروبية على الاقتصاد الروسي بالنسبة للشعب الروسي، وبما في ذلك الشعب الشيشاني؟
٭ لدينا بالفعل حصانة ومناعة ضد هذه العقوبات، لدينا كل شيء يخضع للعقوبات من الخيول إلى احتياجات أفراد الأسرة الذين لا علاقة لهم بالسياسة، وهذه العقوبات غير مجدية على الإطلاق.
ومن أجل سلامة واستقلال بلدنا، نحن مستعدون لأن نجوع، ولكن هذه الحالة، لن نصل إليها أيضا، فروسيا دولة مكتفية ذاتيا، ولديها إمدادات احتياطية هائلة من المواد الغذائية، وصناعة قوية، وأراضي خصبة، وسكان يحبون العمل ويعملون بجد.
ونحن مستقلون تماما ولسنا بحاجة للمنتجات المستوردة، وسيكون للعقوبات تأثير أكبر على الشركات التي فرضتها، لأنها أغلقت على نفسها السوق الروسية الضخمة، ومدة صمودهم من دوننا هي قضية أخرى.
أعتقد أن هذه العقوبات سيكون لها تأثير جيد جدا على اقتصادنا، فهذا دافع قوي لاستبدال الواردات، وهناك فرص كبيرة للمنتجين المحليين للترويج لمنتجاتهم، وهي ليست أسوأ من المنتجات المستوردة، ولكن بسبب القدرات المالية الكبيرة للمنافسين الغربيين بقيت شركاتنا في الظل، وضع في اعتبارك، إذا كانت الدول الغربية قد فرضت عقوبات عليك، فأنت على الطريق الصحيح.
تطوير الزراعة والصناعة
وما إمكاناتكم في الشيشان لمواجهة هذا الأمر؟
٭ تم تطوير الزراعة بشكل جيد في جمهورية الشيشان، ويتم إيلاء اهتمام كبير لها، بالإضافة إلى ذلك، في السنوات الأخيرة، حققنا تقدما كبيرا في تطوير الصناعة وإنشاء الإنتاج الخاص بنا، وبالمناسبة، أعلنت عام 2022 عام الصناعة في جمهورية الشيشان، ما يعني أن فريق الرئيس الأول سيحقق نتائج جيدة في هذا الاتجاه بحلول نهاية هذا العام، ولدينا الخبرة الكافية.
وأيضا هناك العديد من المنتجات المحلية والموثوقة والصديقة للبيئة، ونحن مستقلون تماما عن الإمدادات الغذائية الأجنبية، فقد عاش أسلافنا لقرون على منتجات عملهم فقط، لذلك، بعقوباتهم، أضروا أنفسهم في المقام الأول، وسنزيد إنتاجنا ونطوره للأفضل.
100 ألف مقاتل شيشاني
يتوقع البعض أن الحرب في أوكرانيا ستستمر لأشهر أو حتى سنوات ـ هل هي حرب استنزاف للجيش الروسي؟ ماذا يمكنك أن تقول في هذا المجال؟
٭ جيش الاتحاد الروسي، بالإضافة إلى قوته التقنية الهائلة، لديه أشخاص أيديولوجيون على استعداد للذهاب إلى النهاية وحتى النصر، وجميع النزاعات المسلحة التي شاركت فيها بلادنا هي دليل واضح على ذلك.
ومثل هذه العمليات الخاصة لن تضر بالجيش الروسي بأي شكل من الأشكال، بل على العكس، ستعطي تجربة إيجابية لمقاتليه.
وفي جمهورية الشيشان وحدها، هناك نحو مائة ألف متطوع جاهزين للالتحاق بإخوانهم في أي وقت، ونحن نتقدم إلى النهاية ونحو الانتصار، وهناك أيضا العديد من المتطوعين من بلدان أخرى، لذلك نحن لا نقلق بهذا الشأن على الإطلاق، كما قال رئيسنا الأول: «لتنتصر العدالة!» وسنبذل قصارى جهدنا من أجل هذا!
مسوغ ديني
هل تستطيع جمهورية الشيشان إرسال المزيد من الجنود لهذه الحرب، وما المسوغ الديني من وجهة نظرك؟
٭ فيما يتعلق بعدد الجنود الذين تم إرسالهم إلى أوكرانيا، فإن هذا هو اختصاص القيادة العسكرية للقوات المسلحة للاتحاد الروسي، ونحن نتبع الأوامر.
وأريد أن أشير إلى أن القادة العسكريين الذين بقوا في جمهورية الشيشان، وكذلك السكان المدنيين، يكتبون إلينا بانتظام ويعبرون عن رغبتهم في الذهاب إلى أوكرانيا من أجل الانضمام الى إخوانهم.. «نحن جاهزون وننتظر الأوامر»!
أما فيما يتعلق بالمسوغ الديني، قبل البدء في أي عمل، ننظر أولا إلى الجانب الديني، وما يقوله القرآن والسنة عن هذا، لقد فعلنا نفس الشيء بالضبط هذه المرة.
كما لاحظ مفتي جمهورية الشيشان الموقر صلاح حجي مجييف، نحن نعيش على أراضي وطننا الأم، روسيا، التي وفرت لنا حرية الدين، وقدمت ضمانات لحماية الدين وشرائعه وقيمه.
محاربة الذين يروجون لكل ما حرم الله، والوقوف ضد من يوافق على الرسوم الكاريكاتيرية لنبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) واجب مقدس علينا، نسميهم بالشيطان، لأن كل شيء إنساني هو غريب عليهم! بالمناسبة، في عام 2015، وقع فلاديمير بوتين قانونا يحظر الاعتراف بالنصوص المقدسة لأديان العالم على أنها متطرفة، وهكذا أظهر مرة أخرى احترامه لمشاعر المؤمنين.
وهكذا فإن الشياطين من كتائب القوميين، الفاشيين، عملاء الغرب، في رقابهم دماء إخواننا وأخواتنا، وسينتهي كل شيء قريبا، وقد أعلنا الجهاد عليهم! كما لا نريد أن ينشأ أطفالنا في ظروف معاكسة لقيمنا، يطلقون على كل شيء غير أخلاقي مسمى حرية اختيار، فنحن مسلمون، نحن شيشانيون ولن نسمح لأحد أن يأخذ هذا منا، والنضال من أجل الحق في أن تكون مسلما وحماية مجتمعك من الانحلال الأخلاقي هو الجهاد!
حرب عالمية ثالثة
هل تتوقع أن تتفاقم هذه الحرب وتتحول إلى حرب عالمية ثالثة، وهو ما يعتبره بعض علماء السياسة أسوأ سيناريو على المستوى الدولي؟
٭ لا، لا أتوقع أن تتطور العملية العسكرية التي تنفذها القوات العسكرية لروسيا الاتحادية إلى شيء آخر أكبر.
وهذه ليست حربا، هذه عملية خاصة سنقوم خلالها بتدمير القوميين وأتباع بانديرا، ونحرر الشعب الأوكراني المسالم، والعسكريون الروس لا يقتلون المدنيين الأوكرانيين، فقد أصبح هؤلاء الأشخاص ضحايا لمؤامرات وألاعيب الغرب السياسية مع القيادة الأوكرانية ضد روسيا. ولا تنس أن فلاديمير فلاديميروفيتش بوتين صاحب تفكير استراتيجي بعيد النظر، إنه يضمن أمن دولته، لكننا مستعدون لأي سيناريو وبأي ثمن سندافع عن وحدة الوطن.
خسائر مزيفة
كيف تقيمون حجم خسائر القوات الروسية في الأسبوع الأول منذ بدء الحرب؟ وكما يقولون فقد بلغت الخسائر أكثر من 6000 قتيل وآلاف الجرحى وخسائر فادحة في المدرعات والدبابات والطائرات؟
٭ إنهم ينشرون أخبارا مزيفة عن آلاف القتلى، ويسهل على المدققين كشف زيفها، وأقول إن هذا ليس صحيحا، طوال هذا الوقت الذي تجري فيه الأحداث في هذه المنطقة، إذا كان، كما تقول، عدد القتلى بلغ 6000 شخص، فأين هم؟، ولماذا جميع المعدات المدمرة والمحترقة التي يصورها إعلامهم فارغة؟ أين الجثث؟ إنها ليست موجودة! وهذا كله من أجل الدعاية الإعلامية الفارغة ولجذب الانتباه، هم يحرقون المعدات العسكرية الفارغة، وهناك حرب إعلامية كاملة، وفيها يقوم الجانب الأوكراني بأكثر التكتيكات وقاحة ومدعاة للسخرية.
حتى أنهم تمكنوا من إنشاء قنوات برقية حيث يحصلون على بيانات شخصية، ويستدرجون من خلالها أقارب الجنود الباقين على قيد الحياة، من أجل إخبارهم بحالة هذا الجندي الروسي أو ذاك، وفيما بعد يتصلون بهم ويقولون إنه مات أو وقع في الأسر، وبالتالي يمارسون ضغوطا نفسية على المواطنين الروس ويحاولون بث الذعر بينهم، ونحن لا نجيد هذه الأفعال ولسنا بحاجة للجوء إليها، لأننا نثبت كل شيء عمليا.
جنودنا بخير
ما الخسائر في صفوف الجنود الشيشان في الوقت الحالي؟
٭ ضاعفوا عدد القتلى من الجانب الروسي ألف مرة، وفقا لوسائل الإعلام الغربية، فقد قتل واحد فقط من قادتنا، محمد توشايف، عدة مرات، وهو في الحقيقة لا يزال ينفذ المهام القتالية بنجاح لتحرير الشعب الأوكراني.
كما يتم بث جميع أنواع الرسائل والأخبار المزيفة، مدعين بأنهم دمروا قافلة عسكرية من جمهورية الشيشان، والحقيقة أن الرجال الشيشان أحياء وبصحة جيدة ومعنوياتهم ممتازة، ويركبون المعدات والعربات التي تم الاستيلاء عليها بالفعل ويتمركزون في القواعد العسكرية التي تم الاستيلاء عليها من القوميين.
وأضيف أنهم مجهزون جيدا ومدربون تدريبا احترافيا وجاهزون لتنفيذ أعقد المهام والأوامر العسكرية.
وهنا أشير إلى أن أصعب شيء هو البحث عن العدو الذي يختبئ وراء السكان المدنيين، لقد ضحى أبطالنا التسعة بأرواحهم لإنقاذ المدنيين، كان لديهم أوامر بتقليل الخسائر بين السكان المدنيين في أوكرانيا إلى الحد الأدنى، وقد نفذوا ذلك.
أنا فخور حقاً بإخواني!
ما الرسالة التي يمكن أن ترسلها إلى الدول العربية والعالم أجمع، في ظل الانتقاد الواسع لمشاركة الشيشان في هذه الحرب؟
٭ لم نلاحظ أي انتقادات واسعة النطاق، ولا أفهم من أين حصلت على هذه المعلومات، لا يوجد شخص واحد، ولا دولة واحدة لها الحق الأخلاقي في إدانة تصرفات الاتحاد الروسي في هذه الحالة الراهنة، لأن بلادنا تحمي حدودها من التعديات الغادرة للولايات المتحدة، والتجمع الغربي.
وأي دولة ستفعل نفس الشيء! نحن دائما متشددون ومتوافقون عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن الوطن، بالإضافة إلى ذلك، فقد حذر فلاديمير بوتين السلطات الأوكرانية مرارا وتكرارا بضرورة وقف الإبادة الجماعية للسكان في الدونباس، وحدد الرئيس الروسي بوضوح أهداف العملية العسكرية في أوكرانيا، وهي حماية جمهورية دونيتسك الديموقراطية وجمهورية لوغانسك الديموقراطية، ونزع السلاح الأوكراني، والقضاء على البنية التحتية العسكرية «المجمعة بدعم الناتو» واجتثاث النزعة القومية، وتدمير التشكيلات النازية الجديدة وتقديم المجرمين القوميين إلى العدالة. وهذا فقط سيضمن أمن أوكرانيا وروسيا.
إذا روسيا لن تحتل أوكرانيا؟
٭ روسيا لم تضع لنفسها هدف احتلال أوكرانيا! روسيا تطالب أوكرانيا بالاعتراف بشبه جزيرة القرم كجزء من روسيا وباعطاء وضع خاص لاستقلال جمهورية دونيتسك الديموقراطية وجمهورية لوغانسك الديموقراطية.
وأيضا أن يقرر شعب أوكرانيا مصيره بنفسه: من دون مشاركة النازيين الجدد وبعيدا عن النفوذ الغربي.
وروسيا تلتزم بهذه السياسة في جميع أنحاء العالم، وتجاه أي دولة في العالم، فهي تدافع عن حقوق الدول في تقرير المصير، والجشع قاتل دائما، ونهم الغرب وسعيهم للسيطرة لن يقودهم إلى أي شيء جيد.
وآمل ألا يقع إخواننا في الشرق في شرك الخداع الأميركي، لأنهم يعرفون سياساتهم «الديموقراطية» أفضل من أي أحد آخر.
أعتقد أنه من غير المنطقي سرد جميع التدخلات العسكرية الأميركية في بلدان الشرق الأدنى والشرق الأوسط، اليوم قررت «إمبراطورية الشر» هذه الاقتراب من حدودنا، وسنبذل قصارى جهدنا لمنع هذه الكآبة من الانتشار نحو أراضينا. لا ينبغي لأشقائنا الكرام والأحباء من الدول العربية أن يشككوا في حسن نيتنا.
كونوا عقلانيين ومتحدين، أيها الإخوة لا تدعوا خدام الشيطان يفرقوننا ويزرعون البلبلة بيننا، ليسود العدل في الأرض!