- العلاقة بين العاملين في الدار والأحداث أبوية.. ونحرص على التواصل مع الأهل لتقريبهم من أبنائهم
- إلزام الأهل بالزيارة الأسبوعية المحددة.. ونهتم بإقامة ورش تأهيلية وأنشطة متنوعة لتأهيل الحدث
بشرى شعبان
أكد رئيس دار التقويم الاجتماعي بإدارة الأحداث في وزارة الشؤون غانم الدويهيس أن الدار تقدم خدماتها الى 14 حالة أكثرهم قضايا خطف وهتك عرض، تليها حالات السرقة والباقي موزعون بين مشاجرات ومخدرات.
وأشار الدويهيس خلال لقاء مع «الأنباء» إلى أن الدار تعتبر سجنا للأحداث وجميع النزلاء عليهم أحكام قضائية بالسجن، علما ان المدة تختلف من حالة الى أخرى.
وأكد أن الدار تقدم لهم الخدمات الاجتماعية والنفسية، كما تحرص على متابعة دراستهم في المدرسة داخل الدار والتي تتبع لوزارة التربية وتقدم لهم أنشطة مختلفة على مدار الساعة، منها الانشطة الدينية لتقوية الوازع الديني، بالاضافة الى خدمات وأنشطة عامة رياضية وزراعية، والخدمة الطبية عبر عيادة مختصة بالخدمة الأولية داخل الدار.
كما أكد الدويهيس الحرص على استمرار الأبناء في الدراسة حتى لو كان النزيل قبل دخوله الدار منقطعا عنها يعاد تسجيله بالتنسيق مع وزارة التربية، مشددا على أهمية العمل على ان يخرج من الدار إنسانا صالحا.
وأوضح أن رسالته للجميع ضرورة تغيير النظرة العامة للحدث وألا تكون سلبية، بل يتعاملوا معه بإيجابية لأن اي شاب في هذا العمر عرضة للانحراف، كما أنه في سن المراهقة يخطئ دون قصد أو بسبب أصدقاء السوء.
في السطور التالية تفاصيل اللقاء الذي تضمن أيضا جولة على أقسام وورش دار التقويم الاجتماعي:
في البداية هل من نبذة عن الدار؟
٭ أولا، لا بد من توجيه الشكر إلى «الأنباء» لاهتمامها الدائم بهذه الفئة، وتسليط الضوء على النشء بصفة عامة بما يعود عليهم بالنفع وكذلك على المجتمع بأكمله.
أما بالنسبة لدار التقويم الاجتماعي فهي إحدى الدور التابعة لإدارة الأحداث في وزارة الشؤون الاجتماعية، وهي تستقبل الحدث الذي عليه حكم قضائي من الفئات العمرية المختلفة من 15 الى 21 سنة.
ما عدد النزلاء في الدار؟
٭ تقدم دار التقويم الاجتماعي خدماتها إلى 14 حالة أكثرهم قضايا خطف وهتك عرض، تليها حالات السرقة والباقي موزعون بين مشاجرات ومخدرات.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن النزلاء تقريبا من جميع الجنسيات، كما أنهم ينتمون إلى بيئات مختلفة، والحالات لديها أحكام قوية بعضها يصل إلى 15 سنة.
الزيارات
وماذا عن نظام الزيارات، هل محدد بوقت معين؟
٭ هناك زيارة أسبوعية تنقسم الى قسمين من الساعة 9 الى الساعة 10 صباحا، وقسم من الساعة 11 الى 12 ظهرا، ومتاحة للدرجة الأولى من الأهل (الأب، الأم، الأخت، الأخ والجد)، وأحيانا باستثناء من رئيس الدار للحالة تكون الزيارة متاحة للعم أو الخال، وتكون الزيارة محددة في يوم الخميس من كل أسبوع، وكل أسرة تقضي الزيارة مع ولدهم في كابينة مخصصة لذلك.
وأود الإشارة هنا إلى أنه ممنوع خلال الزيارة على الأهل أن يحضروا للنزيل أي سجائر أو هواتف أو أموال نقدية، حيث إن النزيل لا يحتاج إلى أي نقود فالدار توفر كل ما يحتاج إليه، بالإضافة إلى إقامة بوفيه متنوع من المأكولات والمشروبات والحلويات كل شهر.
ملء الفراغ
كيف يتم ملء أوقات فراغ نزلاء الدار؟
٭ هناك برامج متنوعة من الأنشطة المتنوعة داخل الدار تبدأ من الصباح الى المساء الى جانب الدراسة المنتظمة في المدرسة الموجودة داخل الدار والتي تتبع لوزارة التربية، ونحرص على ان ينتظم فيها جميع النزلاء، حتى في حال كان النزيل منقطعا عن الدراسة قبل دخوله الدار فإننا نعمل بالتنسيق مع وزارة التربية على إعادة تسجيله لاستكمال دراسته خلال وجوده لدينا.
وهناك ايضا حلقات لتحفيظ القرآن وتقوية الوازع الديني، وتم تجهيز حمام سباحة، وورش فنية للتأهيل المهني، حيث يبدأ النشاط الصباح الساعة 9 إلى 11.30 ظهرا وبعد الغداء استراحة لبعد صلاة العصر.
بعد ذلك يذهب قسم من النزلاء إلى المدرسة الموجودة داخل الدار، فيما قسم يذهب إلى الورش التأهيلية الفنية المتعددة التي منها ورشة نجارة ورسم وغيرها، كما تتم متابعة النزيل نفسيا واجتماعيا وسلوكيا، كما تتم متابعة قضايا النزلاء أولا بأول.
العلاقة مع الحدث
كيف تقيم علاقة العاملين في الدار مع النزلاء؟
٭ العلاقة بين العاملين والأبناء في الدار هي علاقة أبوية، ونحرص على توفير العلاقة الأبوية التي يحتاج اليها الأبناء الى جانب المعاملة بالكلمة الطيبة، ومن وجهة نظري فإن الظروف المحيطة هي أكثر ما يؤدي إلى انحراف الشباب والنشء، ولا يكون ذلك بسبب دوافع وعوامل شخصية أو فردية، وهكذا يجب التعامل مع الحالات من منطلق إنساني وليس من الناحية القانونية فقط.
ما أبرز الأسباب من وجهة نظرك كمختص التي تسبب الانحراف؟
٭ أولا ومن أهم الأسباب التفكك الأسري وابتعاد أفراد الأسر عن بعضهم بعضا، هذا إلى جانب الوسائل الإلكترونية الحديثة المختلفة التي تساعد في حدوث السبب الأول، حيث ينتج عنها انعزال النشء عن أسرهم وما ينتج عنها من تباعد اجتماعي وغياب للدور التقليدي للأسرة في رعاية أبنائها ومتابعتهم بشكل مباشر.
هل من دور لكم بعد خروج الحدث من الدار؟
٭ يجب الإشارة هنا إلى أن دور الدار ينتهي عمليا وقانونيا بانتهاء محكومية الحدث وخروجه من الدار، ولكننا كمؤسسة إصلاحية نقوم بدور مهم أثناء تواجد الحدث بالدار، حيث نعمل على متابعة وضع النزيل وعلاقته مع أهله، لاسيما الأب والأم، وذلك بهدف توطيد العلاقة مع ابنهم. كما نركز على ضرورة الالتزام بالزيارة.
وأقول هنا إنه مع الأسف هناك بعض الأسر التي تسهم في استمرار الانحراف لدى أبنائهم من خلال عدم تجاوبها معنا والحرص على تأهيل أبنائهم حتى يخرجوا إلى المجتمع صالحين مرة أخرى.
الجهاز الفني
هل الجهاز الفني المتخصص في الدار يكفي الحاجة أم أن هناك نقصا؟
٭ كما يعلم الجميع فإن المؤسسات الإصلاحية من الجهات الطاردة للعاملين لعوامل كثيرة، ودار التقويم الاجتماعي مثلها مثل بقية الدور الإصلاحية لديها نقص حاد في الجهاز الفني ونحتاج الى اختصاصيين نفسيين واجتماعيين وإلى ممرضين في العيادة، وغيرها من المهن الفنية.
ولكن لا يفوتني هنا أن أؤكد أن الجهاز العامل في الدار من أفضل العاملين ورغم النقص فإنهم يقومون بأعمالهم على أكمل وجه دون اي خلل.
ما رسالتكم إلى العاملين بالدار والأسر؟
٭ لا بد من توجيه الشكر والتقدير لكل العاملين على الدور الذي يقومون به في إعادة تأهيل النزيل ليخرج الى المجتمع إنسانا جديدا وصالحا يساهم في خدمة مجتمعه.
ورسالتي للجميع بتغيير النظرة العامة للحدث بحيث لا تكون نظرة سلبية، بل يجب أن يتعاملوا معه بإيجابية، لأن أي شاب في هذا العمر عرضة للانحراف وأنه في سن المراهقة قد يخطئ دون قصد أو بسبب أصدقاء السوء أو وضع الأسرة المفكك أو التي لا توفر الأمان للأبناء.
كذلك فإني أتمنى على أولياء الأمور وبالأخص الآباء في فترة المراهقة أن يلتفتوا إلى أبنائهم في هذه المرحلة العمرية الحرجة وأن يشاركوهم همومهم ويتابعوا شؤونهم بشكل مباشر وألا يتركوهم لأصدقاء السوء، كذلك فإن البيئة المحيطة، ولاسيما الأسرية تلعب الدور الأساسي في تكوين شخصية المراهق وسلوكه.
وفي العموم فيما يتعلق بنزلاء الدار نتمنى من أولياء الأمور التعاون معنا لتحقيق مصلحة أبنائهم.
ورش فنية لتأهيل النزلاء ونشاطات فنية
على هامش اللقاء مع رئيس دار التقويم الاجتماعي غانم الدويهيس قمنا بجولة على منشآت الدار المختلفة. وتضم المنشآت عددا من الورش الفنية التي يتم من خلالها تأهيل النزلاء وتعليمهم بعض الحرف.
كما جُلنا على المدرسة التي يكمل فيها الأحداث دراستهم. كذلك هناك مواضع للترفيه ومنها ملاعب رياضية لكرة القدم وحمام سباحة، بالإضافة إلى الحديقة الزراعية والعيادة الطبية التي تقدم خدمة طبية مميزة للنزلاء.