- الشاطئ كان حديث الناس وأغلب الأعمال الفنية القديمة تم تصويرها فيه لشدة جماله
- نتمنى إعادة تأهيله وسرعة افتتاحه من جديد والعمل على توفير الأماكن الترفيهية
محمد الدشيش
يعد شاطئ الفنطاس من أشهر شواطئ البلاد، فهو موجود في أقدم قرية بالكويت «الفنطاس» الصغيرة بحجمها، الكبيرة بتاريخها، تغزل به كثير من الشعراء وعلى رأسهم أحمد مشاري العدواني عندما قال: «يا ساحل الفنطاس يا ملعب الغزلان يا متعة الجلاس».
حتى فترة قريبة كان أغلب سكان المدينة والمناطق القريبة منها يتنزهون على جنباته ويقضون فيه أجمل اللحظات مستمتعين بالطبيعة الخلابة، ولكن منذ مدة تم إغلاقه من قبل الجهات المختصة لتطويره وإضافة بعض الخدمات إليه، ومنذ ذلك الحين لم يتم إنجاز أي شيء على أرض الواقع، «الأنباء» التقت مجموعة من رواد الشاطئ وسكان المنطقة الذين أعربوا عن استيائهم من إغلاق المتنفس الوحيد لهم، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قالت أم ناصر القروي: عمري 70 سنة ومن مواليد «الفنطاس» التي كانت من أروع المناطق بطبيعتها وجمال مزارعها وشاطئها الهادي والآن أصبحنا أقلية في مدينتنا فقد أغلقوا الساحل البحري ولا نعرف إلى أين نذهب، فقد أصبح ملاذا للحيوانات السائبة.
وأضافت: بعد ما كنا في البيوت العربية وعقب توزيع القسائم الحكومية على المواطنين أصبحت المنطقة استثمارية تملؤها العمارات المرتفعة وأغلب سكانها أجانب ووافديون وافتقدنا الطابع المميز لها.
بدوره، ذكر يوسف الظفيري ان الفنطاس منطقة صغيرة ولكن عدد سكانها كبير أغلبهم من العزاب، وكان لدينا أجمل شاطئ في المنطقة الجنوبية ولكن تم إغلاقه بدون معرفة الأسباب، مضيفا انه كان حديث الناس وأغلب الأفلام الكويتية القديمة تم تصويرها فيه لجماله وتميزه.
وتابع الظفيري: بعد هذا التقدم في الكويت والدول المجاورة وبكل أسف تم إغلاق شاطئ الفنطاس وحرمان الأهالي من المتنفس الوحيد لهم، فقد أصبح مظلما ومهجورا وحتى الأشجار والنخيل آيلة للسقوط بسبب الإهمال، متسائلا: ما المانع من تطوير الشاطئ ليواكب التطور دخل وخارج الكويت؟
من جانبه، بين محمد الشمري انه من سكان المنطقة أبا عن جد، مضيفا: عشت فيها بين الماضي والحاضر واليوم شاطئ الفنطاس يشكو الحال والإهمال ولا يوجد أي شخص من سكان المنطقة والمناطق المجاورة إلا وله ذكرى او ماض في هذا الشاطئ، لافتا إلى انه اصبح مخيفا بسبب الإهمال.
من جهته، لفت يعقوب المظفر إلى انه من مواليد «الفنطاس» ومن سكانها الحاليين، مؤكدا انه يسمع من الآباء والأجداد عن شاطئ الفنطاس وجماله، حيث ذكروا ان كشافة الكويت والتي أنشئت أواخر الخمسينيات كانوا يأتون إليه ويقضون أغلب تدريباتهم واستعداداتهم عليه وحتى أهل الديرة كانت «كشتاتهم» في قرية الفنطاس.
وتابع المظفر: رغم صغر منطقة الفنطاس إلا انها كبيرة بتاريخها وقد زارها الكثير من الشعراء والفنانين المعروفين في الكويت والوطن العربي، ولهم ذكريات جميلة مع الشاطئ، وعند زيارتهم له في الوقت الحالي وما شاهدوه من إهمال فقد أبدوا انزعاجهم وغضبهم لحاله.
في السياق ذاته، قالت أمل مناوي وهي مقيمة بالكويت، ان ساحل الفنطاس كان المتنفس الوحيد لنا في الإجازات وخلال فترة الربيع، وكانت الكويت في السابق تتميز بالكثير من المناطق والأماكن السياحية والترفيهية، ولكن في الوقت الحالي أصبحنا نسمع دائما عن إغلاق مدينة ترفيهية أو شاطئ أو حديقة ألعاب، متمنية ان يتم افتتاح هذا الشاطئ من جديد وإعادة النظر في جميع الأماكن التي تم إغلاقها وإعادة تطويرها.
لقطات من الفنطاس
٭ بسبب الظلام الدامس والإهمال لم نستطع تصوير الشاطئ من قرب.
٭ لوحظت كثرة الحاويات والسيارات القديمة المهملة في محيط الشاطئ.
٭ كثرة البيوت القديمة من دور واحد بالمنطقة وهي غير مأهولة بالسكان.
٭ وجود أشهر مسنة بالكويت في المنطقة وهي مسنة الفنطاس الشهيرة.