- على الآباء والأمهات البعد عن عرض مشاكلهم أمام أبنائهم حفاظاً على نفسيتهم حتى لا يشعروا بالإحباط
- 3 سلوكيات للأهل تسبب تدمير الأبناء.. وأنصح الآباء والأمهات بمقابلة عناد أطفالهم بالحوار والتخيير
- يجب على الوالدين معرفة أصدقاء أبنائهم بفطنة مع البعد عن التجسس وأساليب التربية العشوائية
- 3 عوامل رئيسية لتقوية علاقة الآباء والأمهات بأطفالهم.. والإفراط في التعبير عن المشاعر يفقدها قيمتها
أجرت الحوار: آلاء خليفة
انتشر العنف في المجتمع بشكل كبير وفي وضح النهار وبأساليب مخيفة، فما السبب وراء انتشار العنف؟
في إطار الإجابة عن هذا السؤال العريض، قال الاستشاري التربوي والاسري د.أحمد سامي بوعركي في حوار خاص مع «الأنباء» إن الألعاب الالكترونية تسهم بشكل كبير في نشر العنف بين الأبناء.
وتحدث بوعركي خلال اللقاء عن اسباب انتشار العنف والحلول المقترحة للحد من تلك الظاهرة، متطرقا إلى أثر الخلافات الاسرية بين الأبوين في نفسية أبنائهم وجعلهم اكثر ميلا للعنف، حيث وجه في هذا الإطار بعض النصائح للأبوين في حال تم الاتفاق على الطلاق حتى لا تتأثر نفسية أبنائهم.
كما قدم ضيفنا كذلك نصائحه في كيفية تقوية علاقة الابوين بأبنائهم، موضحا ان الافراط في التعبير عن المشاعر يفقدها قيمتها، مشيرا إلى ضرورة الابتعاد عن أساليب التربية العشوائية وأهمية معرفة اصدقاء الابناء. كل هذه الأمور وغيرها مما ذكره د.أحمد بوعركي خلال اللقاء تفاصيلها في السطور التالية:
بداية، ما اسباب انتشار العنف في المجتمع مؤخرا وبصورة ملحوظة وما الحلول المقترحة للحد من تلك الظاهرة؟
٭ المسؤول الاول عن انتشار العنف الظاهر حاليا في المجتمع هم الوالدان، فاذا كان الاب والام يتعاملان بقسوة مع ابنائهما من اجل مصلحتهم فذلك يولد شعور سلبيا في نفوس الابناء يقومون بتفريغه بشكل سلوكي عن طريق المخالطة المجتمعية، فيبدأ الابناء في الانتقام من الوالدين من خلال التعامل بعنف داخل المجتمع.
ومن الاسباب كذلك غرس الافكار السلبية من باب مصلحة الابناء، مثال على ذلك «اللي يطقك طقه»، حيث بهذه القاعدة نلغي لدى الابناء فكرة وجود «القانون» الذي يحكم العلاقات بين الافراد في المجتمع، ويبدأ الابن بأخذ حقه بلسانه وبيده ويخرج لدينا شخص عنيف.
كما أن هناك دورا للتكنولوجيا وخاصة الالعاب الالكترونية التي تتضمن مشاهد قتل وعنف ولا تتناسب مع الابناء، بما يولد لديهم ميولا لممارسة العنف، وكثرة استخدام الابناء للتكنولوجيا تولد بعض الآثار السلبية سواء فكرية او سلوكية وكذلك في المشاعر، فطبيعة الاطفال الصغار لابد ان يكونوا حركيين يتفاعلون مع الاحداث التي تحدث حولهم ولكن اعطاء الصغير جهازا لحجم سلوكه المزعج يخلق لدينا آباء أنانيين يفكرون في راحتهم فقط، وتكرار ذلك العمل يخلق بلادة في المشاعر ولا يستطع الطفل التعبير عن مشاعره، كما يخلق لدى الابناء ادمانا تكنولوجيا والمنتشر حاليا في مجتمعنا، ودور الآباء وضع نظام محدد في استخدام تلك الاجهزة من خلال تقنين الوقت، وان يكون هناك بداية ونهاية للاستخدام وايجاد بدائل حركية نافعة للابناء حتى لا يكون هناك ربط بينهم وبين الاجهزة بصفة دائمة.
هل ترى ان عرض الخلافات الاسرية امام الابناء يؤثر عليهم بشكل سلبي ويجعلهم كذلك اكثر ميولا للعنف؟
٭ الخلافات الزوجية يفترض الا تخرج بين الآباء والأمهات، لاسيما وان الابناء يرون في والديهم قدوة، ولابد ان تكون قدوة حسنة ومثالا يحتذى به، وانصح جميع الآباء والأمهات عدم عرض خلافاتهم امام الابناء، نظرا لتأثيرها على شخصيتهم وفقدانهم لثقتهم بوالديهم وبأنفسهم، ويشعرون بالاحباط والاكتئاب.
مع ازدياد نسبة الطلاق في المجتمع ما نصيحتك للآباء والأمهات لاحتواء أبنائهم بعد الانفصال؟
٭ اذا اتفق الوالدان على الانفصال فلابد ان يكون بشكل عقلاني وهادئ، والا يؤثر على نفسية ابنائهم، وان يتواصلوا مع ابنائهم بعد الطلاق، والا يذم احد الاطراف الطرف الثاني امام الابناء، بل لابد ان يعتمدوا اسلوب المديح وذكر المحاسن، والبعد عن الرغبة في الانتقام حتى لا يتأثر الابناء، ولابد ان يضع الآباء والأمهات مصلحة ابنائهم نصب أعينهم.
كيف يمكن ان يقوي اولياء الامور علاقتهم بأولادهم؟
٭ العلاقة بين الآباء والابناء تبدأ منذ الصغر، وافضل طريقة لتقوية العلاقات بين الآباء والابناء تعتمد على 3 عوامل رئيسية، اولا يحتاج الابناء لشخص يتفاعل معهم من خلال الاحتكاك المباشر معهم، وثانيا الابناء لديهم الكثير من الامور التي يريدون التحدث فيها فيحتاجون لشخص يسمعهم ليس فقط للنصح والإرشاد وإنما للاستماع والانصات اليهم كذلك، وثالثا لابد على الآباء والأمهات ان يحاوروا ابنائهم في اهتماماتهم الشخصية.
ترى أن الافراط في التعبير عن المشاعر يفقدها قيمتها، فماذا تعني بهذا الامر؟ وهل ترى ان الآباء والأمهات يجب ان يتبعوا اسلوب الثواب والعقاب مع ابنائهم؟
٭ المشاعر لها قيمتها ولكن تكرارها بشكل مستمر يصيب الأبناء بالملل سواء مشاعر وحب وعاطفة او مشاعر صراخ وغضب وحرمان وحزن وبكاء بما يعطي الابناء قيمة أقل ويخلق لديهم ردة فعل سلبية نحو تلك المشاعر، فالتعبير عن المشاعر هو تفريغ انفعالي يأتي على شكل سلوك معين وبالتالي فإن تكرار المشاعر يفرغ قيمتها ويعطي للابناء مناعة تجاهها، وانصح الاهل بالتعبير عن المشاعر بحكمة واستقرار من خلال وضع الكلمة في محلها الصحيح.
التربية العشوائية
ما اضرار التربية العشوائية، بأن يربي الآباء ابناءهم على ما تربوا به حتى وان كان بالضرب والايذاء؟
٭ التربية العشوائية هي تربية بلا هدف وبلا خطة واضحة او اتفاق مسبق وبدون خارطة طريق، وفي الثلاثين عاما الماضية كانت هناك تربية وموزعة على ادوار معينة ما بين البيت والجار والمسجد والشارع والمدرسة وفي ذلك الوقت لم تكن المعلومات متوافرة ولا نستطع ان نصل لها بشكل سريع على عكس اليوم الذي تصل فيه المعلومة بشكل سريع جدا بسبب التكنولوجيا الموجودة، واصبحنا نرى الاب والام يتبعون بعض الاساليب السلبية مثل الضرب والصراخ والتهديد ولكن اليوم وصلنا الى مرحلة من العلم والتكنولوجيا نستطع ان نصل الى أسهل واسرع اجابة من خلال «كبسة زر» لذلك اطلقت عليها التربية العشوائية وهناك بعض الآباء والأمهات يرددون بأنهم تربوا على الضرب ولم يحدث لهم شيء وهذا الامر خاطئ للغاية، واؤكد أن التربية الصحيحة تبدأ من اتفاق الزوجين على اسلوب سوي وحكيم في تربية ابنائهم لخلق جيل من الابناء الاسوياء القادرين على العيش بشكل سليم في المجتمع.
ماذا عن الانتقاد السلبي الدائم من قبل الوالدين لابنائهم، هل يهز ثقتهم بأنفسهم ويأتي بنتائج عكسية وما نصيحتك في هذا الامر؟
٭ المقارنة والانتقاد السلبي الدائم للأبناء والتفضيل هي اهم 3 سلوكيات لتدمير الابناء، وانا على يقين ان اغلب الآباء لا يقصدون تدمير ابنائهم بشكل مباشر ولكن القصد تشجيع الابناء ولكن يتبعون طريقة خاطئة بمقارنتهم باخوانهم أو بأقرانهم الآخرين، وأؤكد ان الاشخاص يختلفون فيما بينهم في الطاقات والقدرات والمهارات والسمات الشخصية، لذا فعلى الآباء والأمهات ان يبتعدوا عن المقارنة بين ابنائهم حتى لا يؤثروا على نفسيتهم ويشعرونهم بالغيرة تجاه بعضهم البعض وخلق حالة من الحقد بين الاخوات بل وتصل احيانا لشعور الاخ برغبة في الانتقام من اخيه، وتتولد لديه رغبة في ممارسة العنف تجاهه سواء عنف لفظي أو جسدي، وانصح الآباء والأمهات بالبعد عن سرد سلبيات ابنائهم في حال رغبوا في تقديم النصيحة لهم، لان هذا الاسلوب خاطئ ولن تكون هناك قيمة لسرد الايجابيات فيما بعد.
هل يجب ان يكون اولياء الامور على دراية ومعرفة بأصدقاء ابنائهم اتباعا لنظرية «الصاحب ساحب»؟
٭ انصح الآباء والأمهات من ناحية العلاقات الاجتماعية لابنائهم مطلوب منهم معرفة اصدقاء ابنائهم ولكن ليس بالطريقة السلبية مثل التجسس ومتابعة هواتفهم، فهذا الاسلوب يدل على ان هناك تشكيكا في قرارات الابناء بما يخلق ردة فعل عكسية وسلبية لدى الابناء قد تصل الى الكذب، وبالتالي فإن على الآباء والأمهات معرفة اصدقاء ابنائهم بطريقة ودية، ونصحهم وتقديم المعايير الصحيحة لهم فيما يخص الاصدقاء ولكن ليس اختيار اصدقائهم كما يفعل بعض الآباء والأمهات.
نرى ان الاجيال الحالية تتصف بصفة العناد فكيف يمكن معالجة تلك الصفة؟
٭ العناد من عمر سنتين الى عمر 6 سنوات أمر طبيعي جدا، ويحدث عند الابناء في مرحلة تكوين الشخصية والاستقلالية، والطفل يعي ان لديه فكرا وقرارا واختيارا وأولويات، وهذه المرحلة تعتبر عابرة وتنتهي خلال 4 سنوات ولكن الاشكالية ان بعض الآباء يعتبرونها مرحلة سلبية عند الابناء ولا يعلمون انها أمر طبيعي، ويبدأ يواجه الاب او الام عناد ابنائهم بعناد اكثر، فعلى سبيل المثال الابن يرفض والاب يوافق، وانصح الآباء بعدم مقابلة عناد ابنائهم بالعناد، وان تكون هناك لغة تفاهم بين الطرفين من خلال الحوار مع الابناء وتخييرهم في الخيارات حتى يستطيع الابن في مرحلة العناد ان يمارس مهارات مثل التقييم والتفكير والتحليل واتخاذ القرار.