هل تدرين عزيزتي الأم ما هو الحسن والسيئ في نظر طفلك؟
إن كل ما يؤلمه او يهدده في نظره سيئ، وكل ما هو سار او مريح او مطمئن له فهو في نظره حسن، فجوعه وألمه وخوفه من الظلام والضوضاء والمفاجأة كل هذه اشياء بالنسبة له سيئة، أما ان يطعم ويرفه ويدلل فهو بالنسبة له حسن، وعموما ما يسبب له اللذة (حسنٌ)، وما يسبب له الألم (سيئ).
فنظرة الطفل إلى الخير والشر ضيقة بالنسبة لنظرة الكبار إليها، إذ لا يشعر الطفل بحاجات الآخرين فقد يبكي في الرابعة صباحا ويزعج النائمين حينما يشعر بالجوع غير عابئ بمصلحة غيره، فهو يريد ما هو خير له حتى ولو كان ذلك يتعلق بأبيه الذي يضطر الى ترك فراشه وهو في اشد الحاجة الى الراحة، فللطفل معاييره الخاصة، وربما كان السيئ من الأمور في نظره حسنا، وبالعكس وبمرور الوقت يكتمل ويتعدل سلوكه حتى يبدأ في مواجهة الصراع بين حرصه على اللذة وحقائق الحياة، ومع انه لم يفهم بعد لماذا تسبب له بعض تصرفاته الألم او عدم الرضا الا انه سيتعلم كيف يتجنبها، سيتعلم الا يلمس الكهرباء ولا يمزق كتاب زميله بالمدرسة لأن مدرسه سيعاقبه على ذلك، وإذا كان يغريه ان يفتح مفاتيح الغاز حتى يشاهد اللهب وهو يتصاعد من الثقوب الصغيرة كما يجد متعة في قطع الصور دون ان يشعر انه ارتكب عملا سيئا، ذلك لأن سلوكه هذا يرضي دوافعه الوقتية، وعليك يا عزيزتي الا تتبرمي منه بل أرشديه ودربيه وعلميه.