كتبتها: أمل الرندي
رسمها: عمر فاروق
٭ كل صباح يزقزق العصفور عند نافذة البيت، فتركض نورة لتضع الحبوب ويسرع أحمد حاملا كوبا صغيرا من الماء.
٭ وفي أحد الأيام تأخر العصفور على غير عادة.. فقالت نورة: أخشى أن يكون قد حدث له أي مكروه.
قال أحمد: كان يجب علينا أن نحميه وندعوه ليقيم في حديقة منزلنا حتى لا يتعرض للأذى.
٭ وبعد طول انتظار سمعا صوت أنين.. فركضا نحو النافذة وكان صديقهما العصفور يتألم والدم يسيل من ساقه.
صاحت نورة بخوف: ماذا حدث لك يا عصفوري الجميل؟
قال أحمد بثقة: لا تقلقي يا نورة سأنظف جرحه وأعقمه.
٭ أحضر أحمد قفصا لينام فيه العصفور ويرتاح.. ثم جلس مع أخته يراقبان العصفور بكل حب وحنان، ثم قال: سأغلق باب القفص حتى لا يطير منه ويؤذي نفسه مرة أخرى.
ردت نورة مستنكرة: خلق العصفور ليحلق ويطير لا ليحبس في قفص.
فقال أحمد بهدوء: أنا أحب هذا العصفور مثلك وواجبي أن أحافظ عليه وأحميه.. ثم أغلق باب القفص. ولم يستمع لاعتراض نورة.
٭ وبعد وقت طويل استيقظ وبدأ يأكل ويشرب.. ثم راح يغرد بصوت حزين.
وقف أحمد أمام القفص حائرا بين أن يطلق سراح صديقه العزيز أو أن يحتفظ به آمنا في قفصه.
ثم قال لأخته: لن أختلف معك بعد اليوم في حبنا للعصافير، والرأفة بها، ومساعدتها، والمحافظة على طبيعة حياتها الحرة.
٭ ابتسمت نورة.. وصفقت وهي تصيح: يعيش أحمد.. يعيش أحمد..
طار العصفور ووقف على كتف أحمد بدلا من حافة النافذة.. ثم حلق مغردا بفرح، كأنه يقول: أحبكما كما أحب الحرية.