حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في هيروشيما من أن البشرية «تلعب بمسدس محشو» في إطار الأزمات الحالية حول النووي، وذلك خلال مشاركته امس في إحياء الذكرى السابعة والسبعين للقصف النووي الأميركي الذي دمر المدينة اليابانية. وخلال مراسم سنوية تنظمها المدينة تكريما لأرواح ضحايا، أطلق غوتيريش دعوة إلى قادة العالم لإزالة الأسلحة النووية من ترساناتهم، وقال إن «الأزمات الحالية التي تنطوي على خطر نووي تنتشر بسرعة، من الشرق الأوسط إلى شبه الجزيرة الكورية، مرورا بالغزو الروسي لأوكرانيا». وأضاف أن «البشرية تلعب بمسدس محشو»، مكررا بذلك تحذيرات أطلقها مؤخرا في نيويورك خلال مؤتمر للدول الموقعة على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
ودقت الأجراس في هيروشيما امس مع إحياء المدينة ذكرى مرور 77 عاما على إلقاء أول قنبلة ذرية في العالم في الوقت الذي حذر فيه مسؤولون من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة من سباق تسلح جديد في أعقاب غزو روسيا لأوكرانيا.
وأثار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل غير مباشر احتمال توجيه ضربة نووية بعد فترة وجيزة من غزو أوكرانيا في 24 فبراير الماضي، كما زاد هذا الصراع من المخاوف بشأن سلامة المحطات النووية الأوكرانية.
وفي الوقت الذي دقت فيه أجراس السلام وقف الحشد ومن بينهم رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، وهو من هيروشيما، دقيقة حدادا في الوقت الذي وافق فيه سقوط القنبلة على المدينة.
ودعا كيشيدا، الذي اختار هيروشيما لتكون مكان انعقاد قمة مجموعة السبع في العام المقبل، العالم إلى التخلي عن الأسلحة النووية.
وهذه ثاني مرة فقط يشارك فيها أمين عام للأمم المتحدة في هذا الحفل السنوي، وقال غوتيريش «الأسلحة النووية هراء. إنها لا تضمن أي أمان ـ الموت والدمار فقط». وتجنب غوتيريش الإشارة المباشرة إلى روسيا وحربها في اوكرانيا، لكن رئيس بلدية هيروشيما كازومي ماتسوي، الذي لم توجه مدينته هذا العام دعوة للسفير الروسي لحضور الحفل، كان أكثر وضوحا وانتقادا لأعمال موسكو العسكرية في أوكرانيا، وقال «بغزو أوكرانيا، يستخدم الزعيم الروسي، المنتخب لحماية أرواح وممتلكات شعبه، أدوات الحرب ويسرق حياة وأقوات المدنيين في بلد مختلف». وأضاف ماتسوي إن «فكرة أن السلام يعتمد على الردع النووي تكتسب زخما في جميع أنحاء العالم.إن هذه الأخطاء تخذل تصميم البشرية على تحقيق عالم هادئ خال من الأسلحة النووية. وقبول الوضع الراهن والتخلي عن المثل الأعلى للسلام الذي يتم الحفاظ عليه بدون قوة عسكرية يمثل تهديدا لبقاء الجنس البشري».
يذكر انه في الساعة 8.15 من صباح السادس من أغسطس عام 1945، أسقطت الطائرة الحربية الأميركية «بي 29 إينولا جاي» قنبلة على هيروشيما أطلق عليها اسم «الولد الصغير» ومحت المدينة التي يقدر عدد سكانها بنحو 350 ألف نسمة، وتوفي آلاف آخرون في وقت لاحق من إصابات وأمراض مرتبطة بالإشعاع.