أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم أربع مناطق أوكرانية رسميا إلى بلاده، وهي دونيتسك ولوغانسك بالإضافة إلى زابوريجيا وخيرسون، مؤكدا أن هذا القرار حسم نهائيا.
وبعد أن تزينت الساحة الحمراء وسط موسكو بالأعلام، وحضر النواب والوزراء فضلا عن مئات المسؤولين الروس إلى الكرملين، وعلى وقع التصفيق الحار، وعد بوتين بإعادة إعمار تلك المدن، لكي يشعر سكانها بالسلام والأمان. وأكد أن سكان تلك المناطق أضحوا مواطنين روسا. كما أعلن في الوقت عينه استعداده لوقف القتال والتفاوض مع كييڤ.
إلى ذلك، وجه سيد الكرملين انتقادات حادة لسياسات الغرب «الساعية للهيمنة»، مؤكدا أن بلاده صامدة وقوية بحاضرها وتاريخها أيضا، معتبرا في الوقت عينه أنه لا يمكن تغيير حقيقة انهيار الاتحاد السوڤييتي.
واعتبر أن الدول الغربية تريد نهب ثروات روسيا، ولا تريدها قوية، مؤكدا أن القوات العسكرية ستدافع عن البلاد بما فيها الأقاليم الجديدة بكل الوسائل الممكنة.
كما شدد على أن لبلاده تاريخا عمره أكثر من ألف سنة، ولن تخضع بالتالي لإملاءات الغرب أبدا.
أما في ما يتعلق بتسربات خطوط الغاز نوردستريم 1 و2، التي تمتد تحت بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا، فاتهم بوتين الولايات المتحدة بالتورط في عمليات التخريب التي طالتها.
وبعد كلمة الرئيس الروسي المطولة، وقع قادة الأقاليم الأربعة الموالين لموسكو مراسيم الضم، لتصبح أكثر من 15% من أراضي أوكرانيا ضمن الأراضي الروسية.
وفي وقت سابق اعلن المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أنه سيتعين «توضيح» ما إذا كان الضم سيشمل منطقتي زابوريجيا وخيرسون بأكملهما أو الأجزاء التي تسيطر عليها القوات الروسية فقط، إلا أن خطاب بوتين اليوم لم يتطرق إلى هذا التفصيل.
أما في ما يتعلق بدونيتسك ولوغانسك، فموسكو كانت اعترفت بسيادتهما في نهاية فبراير الماضي قبل بدء عمليتها العسكرية على أراضي الجارة الغربية.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرغي لاڤروڤ، الغرب باستخدام سياسة «فرق تسد» بشأن دول الاتحاد السوڤييتي السابق بهدف زيادة تفتيت التواصل وزرع الخلافات بين الشعوب، مشيرا إلى أن أبرز مثال على ذلك هو خلق عداء لروسيا في أوكرانيا.
وقال لاڤروڤ، خلال اجتماع مع رؤساء وكالات الاستخبارات في بلدان رابطة الدول المستقلة: «لا يخفى على أحد أن سياسة فرق تسد تستخدم بنشاط من قبل الغرب فيما يتعلق بدول الاتحاد السوڤييتي السابق».
وأضاف وزير الخارجية الروسي: «أن الهدف واضح تماما، وهو تفتيت التواصل في حقبة ما بعد الاتحاد السوڤييتي السابق بشكل أكبر وزرع الخلافات في بلداننا وبين الشعوب لفرض مخططات تفاعل غير مجدية»، مشيرا إلى أن النتيجة اللافتة أكثر لهذا المسار المدمر هو تحول أوكرانيا إلى موطئ قدم مناهض لروسيا.
الى ذلك، وصفت بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة، بيان الأمين العام أنطونيو غوتيريش بشأن عدم الاعتراف بالاستفتاءات في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسيك ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا، بأنها مثال على المعايير المزدوجة.
وأضافت البعثة الروسية في بيان «غوتيريش ظل صامتا بشأن تصرفات حكومة أوكرانيا في دونباس بعد عام 2014، وبشأن الوضع في كوسوڤو وتوقف عن إدانة احتلال الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لجزء من الأراضي السورية».. حسبما ذكرت وكالة أنباء «تاس» الروسية.
وتابع البيان «فإن مثل هذا الهجوم المباشر من جانب الأمين العام للأمم المتحدة على الحق الأساسي في تقرير المصير الذي عبر عنه سكان مناطق جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسيك الشعبية وخيرسون وزابوريجيا، يعد مثالا آخر على ازدواجية المعايير».
في المقابل، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأميركي: لن نعطي أي أهمية لمحاولات بوتين تغيير خريطة أوروبا.، كما ندد الاتحاد الأوروبي بقوة بضم روسيا لمناطق أوكرانية محتلة، مضيفا أنه لن يعترف البتة باستفتاءات «غير قانونية» جرت هناك وأنه سيشدد العقوبات على موسكو بهدف زيادة الضغط عليها.
وقال الاتحاد الأوروبي في بيان إن تقويض روسيا المتعمد للنظام الدولي يهدد الأمن العالمي. وأضاف «لن نعترف مطلقا باستفتاءات غير مشروعة أجرتها روسيا كذريعة لمزيد من الانتهاك لاستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها ولا بنتائجها المزيفة غير القانونية». وتابع «سنعزز إجراءاتنا العقابية لمواجهة تحركات روسيا غير القانونية. هذه الإجراءات ستكثف الضغوط على روسيا لإنهاء حربها العدوانية».
ميدانيا، أعلن زعيم الانفصاليين الموالين لروسيا في منطقة دونيتسك دنيس بوشيلين أن القوات الروسية «محاصرة جزئيا» في بلدة ليمان الأوكرانية وأن الجنود الأوكرانيين يستعيدون قرى في المنطقة.
وقال على وسائل التواصل الاجتماعي «الأنباء القادمة من ليمان مقلقة. في هذه اللحظة، ليمان محاصرة جزئيا»، مضيفا أن قريتين قريبتين «خرجتا عن سيطرتنا الكاملة».