أعرب عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور كريس فان هولين عن قلقه من تفجر الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، واندلاع انتفاضة جديدة بسبب الاستفزازات الإسرائيلية المتزايدة.
وقال هولين في لقاء خاص أقيم بنادي الصحافة الوطني بواشنطن، ونظمه موقع «المونيتور» إن التحدي الكبير الذي تواجهه الولايات المتحدة حاليا في الأراضي المحتلة هو وجود حكومة نتنياهو الجديدة التي لديها عناصر يمينية وعنصرية للغاية تجاه الفلسطينيين، مشيرا إلى الاستفزازات الأخيرة لاسيما اقتحام وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى، مشيرا إلى أن مثل هذه الاستفزازات التي وقعت في السابق أدت إلى احتدام الصراع.
وأوضح السيناتـــور الديموقراطي أن الولايات المتحدة تراقب الأمر لتعرف إلى أي مدى يستطيع نتنياهو ان يحكم السيطرة على تصرفات حكومته، وسنرى إلى أي مدى يمكنه كبح جماح أشخاص مثل بن غفير، على الأقل في خطواته الاستفزازية تجاه الأماكن المقدسة.
وردا على سؤال حول الاختلافات داخل الحزب الديموقراطي بشأن القضية الفلسطينية والتعامل مع حكومة نتنياهو الحالية، قال السيناتور هولين أعتقد أن المرء في الحزب الديموقراطي يمكنه أن يكون مؤيدا لإسرائيل، دون أن يكون معاديا للفلسطينيين، كما يمكنك أن تكون مؤيدا لإسرائيل وأن تكون مناهضا للاحتلال في الوقت ذاته، وهذا هو موقف الغالبية العظمى من الشعب الأميركي بمن في ذلك اليهود الأميركيون، مشيرا إلى أن المجتمع اليهودي في الولايات المتحدة يدعم بقوة حل الدولتين وهذا هو أيضا موقف إدارة الرئيس جو بايدن.
وقال هولين إن «علاقة الولايات المتحدة بإسرائيل مبنية على المصالح والقيم المشتركة، لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لا تشارك وزير الأمن القومي بن غفير في قيمه، ولهذا السبب قالت إدارة بايدن إنها ستراقب ما تفعله حكومة نتنياهو وليس ما يقوله وزراؤه، لذلك سنراقب إلى أين يتجه في هذا الأمر».
وأكد أن الولايات المتحدة كانت واضحة تماما بشأن معارضة التوسع الاستيطاني وعدم منح الشرعية للمستوطنات، مؤكدا أن الإدارات الديموقراطيــــة والجمهورية كانت دائما مع حل الدولتين، مشيرا الى ان ما حدث مع إدارة ترامب الجمهورية كان خروجا عن المألوف.
مسار تصادمي مع «حل الدولتين»
واعتبر السيناتور هولين أن إدارة بايدن ستواجه بعض التحديات إذا اتبعت حكومة نتنياهو اليمينية السياسات التي تتحدث عنها، لأن هذه السياسات تسير في مسار تصادمي مع سياسة «حل الدولتين» التي تؤكد عليها الولايات المتحدة.
واستدرك بأن هذا الحل يمكن إنقاذه إذا لم تكن هناك إجراءات أحادية الجانب على الأرض لتغيير الوضع الراهن في الأراضي المحتلة، وهذا هو ما أكدت عليه إدارة بايدن، معربا عن اعتقاده أن سياسات الحكومة الإسرائيلية الراهنة ستغير من الوضع الراهن بشكل كبير، وبالتالي فإن الإدارة الأميركية تحتاج الى التفكير بوضوح شديد فيما ستفعله مستقبلا مع هذه الحكومة إذا نفذت بالفعل ما تنوي فعله.
لا حلول سهلة للمسألة الإيرانية
فيما يخص إيران، قال السيناتور الأميركي كريس فان هولين إنه لا توجد حلول ولا إجابة سهلة فيما يتعلق بالشأن الإيراني، مشيرا إلى أن الإيرانيين هم الذين ابتعدوا عن الاقتراح الذي طرحه الأوروبيون في أغسطس 2022 لحل الموضوع النووي، كما أن تعامل طهران مع الاحتجاجات الداخلية وتزويدها روسيا بطائرات من دون طيار تستخدمها الأخيرة في الحرب بأوكرانيا، كل ذلك جعل المحادثات بين إيران وأوروبا تمر بحالة من الجمود البارد.
وأشار هولين إلى أن الولايات المتحدة أوضحت مرارا أن امتلاك إيران للسلاح النووي غير مقبول، وهي تريد تحقيق ذلك من خلال الوسائل الديبلوماسية وبعدة طرق، مبينا أن الولايات المتحدة انخرطت مع إسرائيل في الفترة الأخيرة في عدة تدريبات مشتركة، معتبرا أن دخول واشنطن في صراع آخر في الشرق الأوسط «سيكون وضعا رهيبا للولايات المتحدة» على حد وصفه.
الصين منافس قوي في الشرق الأوسط.. ولكناعتبر عضو مجلس الشيـــوخ الأميركــــي السيناتور الديموقراطي كريس فان هولين أن الولايات المتحدة ترى أن الصين تحاول استخدام ما لديها من موارد وقوة اقتصادية لتصديــــر نموذجها إلى جميع أنحاء العالم، وهذا الأمر ملحوظ في أفريقيا على سبيل المثال، نظرا لحاجة الدول الأفريقية للموارد، لكن الأمر مختلف فيما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط التي لها خصوصيتها السياسية والاقتصادية.
وأعرب هولين عن اعتقاده أنه على الرغم من ان الصين تعمل بشكل جاد في الشرق الأوسط، إلا أن علاقات الولايات المتحدة طويلة الأمد في هذه المنطقة بما في ذلك العلاقات الأمنية تجعل من الصعب على الصين أن تحل محلها على الأقل خلال المستقبل المنظور.
العنجري: لماذا يستمر تهريب الأسلحة للحوثيين رغم المراقبة الأميركية للمنطقة؟
تحدث خلال اللقاء عبدالعزيز العنجري ممثلا عن مركز «ريكونسنس للبحوث والدراسات» كمركز بحثي كويتي مستقل وغير حكومي، وتساءل: كيف يمكن لإيران أن تستمر في تهريب الأسلحة والمعدات للحوثيين رغم أن الولايات المتحدة تقوم بالتعاون مع الحلفاء بمراقبة المجالات البرية والجوية والبحرية في تلك المنطقة؟ وما دلالات ذلك بشأن القدرات الأميركية التكنولوجية أو قدرتها على العمل والتعاون الجماعي؟
ورد السيناتور هولين على ذلك قائلا: إن ما حدث في اليمن طوال سنوات عديدة كان أزمة إنسانية كبيرة، ويسعدني أن أرى صمود وقف إطلاق النار هناك رغم انتهائه رسميا في أكتوبر الماضي، حيث كانت هناك جهود ديبلوماسية كبيرة وراء ذلك. والسؤال حول تهريب الأسلحة للحوثيين سؤال جيد لكن لا يمكن ضمان أن تنجح جهود منع انتقال الأسلحة من مكان إلى آخر 100%.
وأضاف: نحن نعمل بجد لمحاولة قطع الطريق على أي شحنات أسلحة من إيران إلى الحوثيين واعترضنا شحنة مؤخرا، وأعتقد أن الولايات المتحدة نجحت بالتعاون مع شركائها في المنطقة في إبطاء تدفق مثل هذه الأسلحة.
وتابع: ينبغي على الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهد من أجل إبطاء الكثير من نقل التكنولوجيا والتقنيات الحساسة إلى الخارج، فعلى سبيل المثال فإن الطائرات الإيرانية من دون طيار التي تم استخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، بعض مكوناتها من أصل أميركي ومشمولة بقائمة الحظر، ومع ذلك يتم تهريبها لإيران وهذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف أو لا نبذل الجهد، لكن يعني أنه لايزال بإمكاننا بذل المزيد.