- الشارع يمر في منتصف منطقة تجارية ويربط بين كشك مبارك وسوق السلاح مروراً بالمباركية
- الأسواق التراثية تحيط بالشارع ومنع مرور السيارات فيه أوقف الزحام الشديد ومنحه رونقاً خاصاً
محمد الدشيش
يمثل شارع الغربللي في مدينة الكويت جسرا بين الماضي والحاضر. فهذا الشارع مر خلال 100 عام من تاريخ الكويـــت بـ3 مراحل سابقة من أيام سقف البواري إلى سقف الجندل إلى مرحلته الحالية، كما أنه يمر في منتصف أسواق الكويت ويربط بين كشك مبارك وسوق السلاح مرورا بالمباركية.
«الأنباء» جالت في الشارع الذي تفوح منه رائحة التاريخ، والذي يعطي جمالا خاصا للأسواق التراثية التي يقطعها، لاسيما بعد وقف مرور المركبات فيه منذ أكثر من 15 عاما، حيث كانت السيارات بالسابق تمر في وسط الشارع مما كان يسبب ازدحاما شديدا، وتحدثت إلى بعض مرتاديه، الذين جاءت كلماتهم عن الشارع وتاريخه وشعورهم حياله كما في السطور التالية:
كان أول لقاء في جولتنا مع عبدالكريم بهبهاني الذي قال إن شارع الغربللي امتداد من تاريخ الكويت تغيرت فيه كثير من الأشياء على المدى الطويل ولكن يبقى ذا الصيت الشائع في الكويت والمنطقة حاله من حال سوق السلاح وشارع سوق الحريم وشارع عبدالله السالم.
وأضاف: أنا من الناس اللي أحب أتمشى في هذا الشارع لما له من ذكرى خاصة منذ أيام الطفولة عندما كنت أزوره مع والدي ووالدتي وهذا اليوم اصطحب عائلتي وأبنائي وأحفادي للتنزه والتسوق في شارع الغربللي وأسواق المباركية.
وردا على سؤال «الأنباء» عما ينقص شارع الغربللي قال بهبهاني: ينقصه الاهتمام من المسؤولين من جانب النظافة وإضافة بعض الزينة والصور التراثية للمحافظة على ذكرى وتاريخ هذا الشارع.
نقل سوق السمك
كذلك التقينا مع أم علي النبهان التي قالت إن الغربللي شارع جميل حاله من حال شوارع المباركية الثانية، مضيفة: قبل 40 عاما كانت المحلات في هذا الشارع متنوعة، واليوم أصبح هذا الشارع للعطور فقط وبالمقابل له سوق السمك اللي وجوده يسبب رائحة تقضي على جمالية هذا المكان، وأطالب المسؤولين إلى نقل سوق السمك بعيدا عن أسواق المباركية.
وتابعت أم علي: أطالب بوضع أكشاك للأغراض التراثية مكان سوق السمك، فالمباركية جميلة جدا ولكن نطالب المسؤولين بالمزيد من الاهتمام لما لهذا المكان من ذكرى على مدى تاريخ الكويت.
عبق الماضي
وخلال جولتنا في شارع الغربللي قال صلاح العنزي: مهما افتتح من مجمعات وأسواق جديدة تبقى المباركية وشوارعها هي عبق الماضي والمكان المفضل للكثير من المواطنين ومن زوار الكويت من الخارج.
وأضاف: شوارع المباركية مرت بالكثير من التطور والقرارات وأفضل قرار اتخذته الحكومة قبل 15 عاما هو منع السيارات من المرور في شارع الغربللي وجعلت هذا المكان رغم التطور إلا انه تفوح منه رائحة الماضي الجميل.
وتساءل العنزي في نبرة مستنكرة: هل تعلم ان عمارة السيارات كانت أعلى عمارة في أسواق المباركية وباقي الأسواق كلها من دور واحد، واليوم أصبحت المباركية تناطحها من جميع الاتجاهات عمارات ناطحة السحاب؟ وهل تعلم ان بعض المقاهي وبعض الدكاكين لها أكثر من 90 عاما وقد توارثتها أجيال من أجيال؟
قرار جريء
كذلك التقينا مع سعود الخرينج، وقال الشارع جميل ويمتد من شارع الصرافين الى شارع سوق السلاح الى كشك مبارك وحتى المحلات اللي فيه قديمة جدا وأسعارها مناسبة وأغلب بضائعها من الأغراض البسيطة من عبق الماضي ولكن الشارع يحتاج إلى قرار جريء من بلدية الكويت ونقل سوق السمك من هذا المكان.
أما خالد الظفيري، وهو زائر من المملكة العربية السعودية، وهو كثير التردد على شارع الغربللي في جميع زياراته الى الكويت، فقال لـ «الأنباء»: حتى في السعودية يتردد اسم الشارع كثيرا عندما نذكر سوق المباركية، مضيفا: أبي أكلمك على 3 عقود اللي مرت علي في هذا الشارع ولم أتذكر اني وصلت سوق المباركية ولم أدخل هذا الشارع، ومن الاختلافات اللي حصلت خلال هذه الفترة لاحظت بالسابق ان أغلب البائعين من الجنسية الإيرانية والجنسية اليمنية واليوم أصبح العاملون من جميع الجنسيات والبضائع أصبحت وكأنك داخل الى معرض العطور من عقب ما كان السوق متنوع بجميع الأغراض والمستلزمات من ملابس رجالية وأحذية إلى المستلزمات النسائية.
نبض الكويت
من جانبها، قالت أم حسن المناعي: انت تكلمني عن تاريخ الكويت وشارع الغربللي اللي كان يسمونه نبض الكويت او شارع التموين، حيث ان أهل البر وأهل البحر كانوا يتوافدون إلى هذا الشارع لشراء التموين قبل رحلاتهم للبر والبحر.
وأوضحت ان الشوارع بالسابق لا يتم وضع أسماء عليها ولكن هذا الشارع أخذ تسميته من محلات عائلة الغربللي مثله مثل باقي الشوارع مثل سوق السلاح تم تسميته بسبب بيع السلاح فيه وشارع الصرافين تم تسمية لكثرة الصرافين فيه، مضيفة: أنا أطالب الدولة ان تجعل كل ما هو في المباركية تراثيا وحتى العمارات اللي يمتلكها بعض الورثة يجب ان تقوم الدولة بشرائها وتحويلها الى معالم تراثية، ولاتزال المباركية هي وجهة كبار السن لما لهذا المكان من ذكرى قديمة لهم ولوجود القهاوي والنخي والباجيلا المحبب لهم.
وفي نهاية جولتنا التقينا الطفلة رحمة الفضلي التي قالت: أنا أحب المباركية وأحب شارع الغربللي، مضيفة إن والدها كثير التردد على هذا الشارع مع جدها وأعمامها.
وتابعت رحمة: أحب في هذا الشارع الجميل النافورة والألعاب المجانية في وسط الساحة وأحب أن أزور السوق على مدى العام.