- أصحاب قاعات وعاملون فيها لـ «الأنباء»: إجراء أعمال الصيانة واكتمال الاستعدادات والتجهيزات لإقامة الأفراح مع استمرار الالتزام بالاشتراطات الصحية المطلوبة
أجرى التحقيق: محمد الدشيش
تسبب انتشار المتحور «اوميكرون» لفيروس «كورونا» وارتفاع أعداد المصابين في الفترة السابقة في إغلاق العديد من الأنشطة، ونظرا لما تقتضيه مصلحه البلاد والعباد، وبعد توصيات لجنة طوارئ «كورونا» قرر مجلس الوزراء إغلاق تلك الأنشطة للمساهمة في الحد من انتشار الفيروس ومنع انتقال العدوى بين المواطنين والمقيمين، وقد كانت صالات الافراح والمناسبات من اولى هذه الانشطة التي طالها الاغلاق منذ تاريخ 9 يناير الماضي تطبيقا لهذا القرار، لتعود الى استقبال افراحكم ومناسباتكم اعتبارا من اليوم الاحد 20 فبراير، وذلك بعد صدور قرارات تخفيف القيود المفروضة سابقا بسبب «كورونا». ولمتابعة أوضاع هذه الصالات، فقد جالت «الأنباء» على مواقع عدد من صالات الافراح والمناسبات للاطلاع على استعدادات أصحابها وتجهيزاتهم لعودة إقامة المناسبات في هذه القاعات وأخذ آراء القائمين عليها بقرار العودة بعد فترة التوقف الطويلة وآثارها عليهم، فإلى التفاصيل:
في البداية، تحدث أحمد المصري وهو مسؤول عدة قاعات لـ«الأنباء» قائلا: نحمد الله سبحانه وتعالى على رفع الغمة عن هذه الامة وعن العالم، مشيرا إلى أن الكثير من الأنشطة قد تضررت بشكل كبير منذ بداية الجائحة ومنها قاعات المناسبات.
وأضاف المصري: قاعات الافراح من الأنشطة المتضررة بشكل كبير، حيث طالها الاغلاق الاول لمدة سنة و8 اشهر، والاغلاق الثاني لمدة 42 يوما، وخلال هذه الفترة تكبدنا الكثير من الخسائر، خصوصا أننا قد جددنا تقريبا جميع الصالات بأحدث التصميمات والاثاث الجديد والتجهيزات التي تعرضت للتلف والخراب خلال فترة الإغلاق الطويلة، وبعد ان عادت الحياة الى الصالات وعملنا لفترة قصيرة ثم عاودنا الاغلاق من جديد ورجعنا للخسائر مرة ثانية، والتي كانت على نوعين الأول من خلال الحجوزات لأصحاب المناسبات والثاني لتجديد الصالات التي كلفت مبالغ كبيرة خصوصا مع الارتفاع الكبير بأسعار المواد وأجور العاملين.
تجهيز وإصلاح
وزاد المصري: مهما تكن الخسائر كبير إلا أننا مع تطبيق القرارات الحكومية التي تصب في صالح المواطنين والمقيمين والتي أقرت للحفاظ على السلامة العامة وللحد من انتشار هذا الوباء.
وقال: «انت شايف ان منطقة الصباحية تضم اكثر من 10 صالات ملكية مجهزة بشكل كامل، ومنذ قرار الانفتاح ونحن نقوم على تجهيز تلك الصالات واصلاح الاعطال الكهربائية والاثاث واماكن البوفيهات والخدمات كدورات المياه والخزانات وغيرها من الأمور المتعلقة بتقديم أفضل الخدمات، وان شاء الله خلال الايام القادمة نستقبل مناسباتكم على اكمل وجه وتعود الأفراح للجميع، سائلا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وأهلها والمقيمين فيها والعالم أجمع.
خسائر بلا تعويض
كما قامت «الأنباء» بالاتصال بصاحب احدى القاعات وهو عبدالعزيز العجمي، الذي قال: القاعات وما ادراك ما القاعات، وما اصابها من خسائر؟! ولا يوجد أي تعويض من أي جهة، موضحا أن الخسائر الاولى كانت اكثر من 30 ألف دينار للقاعة الواحدة، والخسائر في المرة الثانية كانت بتوقف العمل وارجاع العربون لأصحاب المناسبات وهي تقدر بالآلاف.
اما خسائر الصالات من الداخل فهي تحتاج الى إعادة تجهيز نوعا ما، إضافة إلى التنظيف الكامل من جديد من الداخل والخارج، وقمنا بالتعاقد مع شركات معتمدة للتنظيف، وايضا التوصيلات الكهربائية تحتاج لبعض الاصلاحات لضمان عملها بشكل جيد وكي لا تحدث هناك أي انقطاعات أو مشاكل لا قدر الله، بالإضافة الى دفع اجور العمالة وايجارات المخازن وغيرها من المصاريف التي استمرت معنا رغم الإغلاق.
اكتمال الاستعدادات
وأوضح العجمي ان هذه الصالات تخدم فئة كبيرة من الشعب الكويتي، وكثير من الناس خلال فترة الاغلاق قاموا بعمل افراحهم ومناسباتهم في الديوانيات والمزارع والجواخير والمخيمات، ولم يختلف عليهم شيء وكان المتضرر الوحيد هم اصحاب القاعات، رغم أننا نوفر جميع الاشتراطات الصحية والكراسي متباعدة وادوات التعقيم متواجدة على مداخل الصالات، كما نقوم بتعقيم الصالات قبل وبعد كل مناسبة، ولكن لو تحسب قيمة الخسائر بسبب إلغاء الحجوزات خلال الـ 42 يوما الماضية تجدها تتجاوز 50 ألف دينار ولا يوجد من يعوضنا عن هذه الخسائر، ولو تقومون بجولة على القاعات في منطقة الصباحية فستلاحظون ان اكثر من قاعة معروضة للبيع من قبل اصحابها والسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدوها خلال الفترة السابقة.
وأكد العجمي اكتمال الاستعدادات والتجهيزات في معظم القاعات لإقامة المناسبات واستقبال الحجوزات، داعيا الله تعالى أن يبعد هذا الوباء عن الجميع وتنتهي هذه الجائحة على خير، وأن تعم السلامة والصحة على بلادنا وعلى جميع العالم.
والتقينا كذلك مع محمود جال، وهو يعمل منذ سنوات في مكاتب الافراح وتجهيز الصالات، حيث قال لـ «الأنباء»: إن جميع صالات الافراح التزمت بجميع قرارات مجلس الوزراء بالاغلاق والتزمت بالتعليمات والاشتراطات الصحية اثناء فترة الافتتاح القصيرة، والتزمنا مرة اخرى بالإغلاق تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء، وما نقول الا الحمد لله على كل حال، فقد تكبد اصحاب المكاتب وقاعات الافراح والمناسبات خسائر فادحة خلال ازمة «كورونا» ولا يوجد أي تعويض لهم من أي جهة بالدولة، وها نحن نقوم بتجهز الصالات بالاثاث الجديد والتنظيف الكامل لنكون عند حسن ظن اصحاب المناسبات ولتظهر تلك القاعات بالشكل الذي يليق بمناسبات وافراح زبائننا، علما بأن الجميع يشهد ان قاعات الافراح والمناسبات في الكويت هي الاولى على مستوى الخليج من حيث الاثاث والاضاءة والفخامة وكل ما يتماشى مع سرعة التطور في عالم الاناقة وهي على اعلى مستوى، وكثير من اصحاب المكاتب في الدول المجاورة يقومون بتصوير قاعاتنا واخذ بعض التصميمات لتنفيذها عندهم، مشيرا إلى أنهم مستعدون الآن لاستقبال الحجوزات وإقامة المناسبات في تلك القاعات بعد الانتهاء من تجهيزها بشكل كامل.
تجديد وتنظيف
كذلك التقت «الأنباء» محمد عبدالستار، وهو حارس لإحدى القاعات، حيث قال: منذ اعلان مجلس الوزراء عن موعد عودة القاعات للافتتاح من جديد ونحن نعمل على قدم وساق لتجهيز القاعات وتجد الكهربائي يقوم بعمله بإصلاح التمديدات ومولدات الكهرباء، وشركة التنظيف تقوم بعملها وكثير من الاثاث تم تبديلها لتتناسب مع التطور السريع في الصالات، وقمنا بتجهيز صالات البوفيهات ودورات المياه والخزانات وتنظيفها واستبدال التالف منها، ومن اليوم الاحد سنبدأ العمل واستئناف المناسبات في قاعاتنا، مشيرا إلى استمرار تجهيز القاعات بالمعقمات وتنظيفها بالشكل المطلوب والالتزام بالاشتراطات الصحية حفاظا على سلامة الجميع.
أعمال كهربائية
أما الكهربائي حسين محمد فقال لـ «الأنباء»: أعمل انا وزميل لي في مجال الكهرباء وتمديداتها لتجهيز القاعات، وقد لاحظنا ان جميع تمديدات الكهرباء في معظم القاعات قد تضررت بشكل كبير ونقوم حاليا بتجهيز التمديدات الكهربائية الخارجية والداخلية، كما نقوم بإصلاح مولدات الكهرباء لتكون جاهزة قبل موعد افتتاح الصالات من جديد اليوم الاحد.
وأوضح حسين أن أعمال الكهرباء في القاعات تتطلب صيانة مستمرة ومتابعة كي لا تتسبب بأي مشكلات أو حوادث لا قدر الله، وبالتالي يجب العمل على تصليح وصيانة أي أعطال واستبدال الأسلاك غير المناسبة التي تضررت بسبب الإغلاق وتقلبات الطقس وعدم الاستخدام بشكل متواصل، خصوصا أن الكهرباء شيء أساسي في أي قاعة سواء للإنارة أو الزينة وتغطي القاعة من الداخل والخارج وكذلك المداخل القريبة منها.
تسوية الساحات
بدوره، قال محمد الرشيدي: نلاحظ الاهتمام الكبير من أصحاب القاعات خلال هذه الفترة حيث يقومون بإجراء أعمال الصيانة والإصلاح واستبدال التوالف، كما يقومون بتنظيف الساحات المحيطة بالقاعات وكذلك تسوية الأرضيات وفرشها بالحصى وترتيب المداخل اليها لتكون جاهزة لإقامة المناسبات فيها واستقبال روادها بكل أريحية.
وتمنى الرشيدي من جميع أصحاب القاعات أن يقوموا بإجراء أعمال الصيانة بشكل جيد وأن يتأكدوا من كل شيء قبل إقامة أي مناسبة في قاعاتهم كي لا تحدث أي مشكلات أو تسبب أي أذى للناس لا سمح الله، فأعمال الصيانة الكهربائية والتأكد من الأعمدة والهياكل أشياء ضرورية لضمان عوامل الأمان وتجنب أي حوادث طارئة، متمنيا السلامة والسعادة للجميع.