- المذكور: السُنة ثبتت بآيات عديدة.. وهي مُبيّنة وموضحة وشارحة للقرآن
- الخميس: لو اكتفينا بالقرآن لا يمكننا إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة اللتين شرحتهما السُنة
- المسباح: الرافض للسُنة ككل رافض للرسالة المحمدية ويريد هدم الشريعة
- الشطي: الرسول صلى الله عليه وسلم بلغنا القرآن فإذا شكّكنا في سُنته شككنا في كل ما جاء به
- العنزي: حفظ القرآن يستلزم حفظ السُنة بالألفاظ والعبارات والمعاني كذلك
- الجميعة: لو أن سُنة الرسول صلى الله عليه وسلم غير محفوظة فكيف سنتأسى به ونتبع نهجه؟
قال الله عزّ وجلّ (قل أطيعوا الله والرسول - آل عمران: 32).. هناك من يسمون أنفسهم «القرآنيين» يدعون الى العمل بالقرآن فقط وتجاهل السنة النبوية، فما حكم هؤلاء في الشرع؟ وهل منكرو السنة خارجون عن دائرة الإسلام؟
في البداية يؤكد د.خالد المذكور أن من ينكر السنة ويأخذ بالقرآن فقط، فهو منكر للقرآن كذلك، لأن سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد ثبتت بآيات كثيرة من القرآن الكريم كقوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وقوله سبحانه (ومن يطع الرسول فقد أطاع الله)، والسنة النبوية مبينة وموضحة وشارحة لما أُجمل في القرآن من احكام في العبادات والمعاملات لقوله تعالى (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) والسنة من الوحي، فقد امرنا الله في كتابه الكريم بالصلاة في آيات كثيرة كقوله تعالى (وأقيموا الصلاة) فجاءت السنة موضحة ومبينة لكيفية الصلاة، وأوقاتها بقول الرسول وفعله «صلوا كما رأيتموني أصلي» وكقوله سبحانه (ولله على الناس حج البيت...) وبين الرسول عمليا كيفية أداء مناسك الحج وقال «خذوا عني مناسككم».
وأكد د.المذكور ان الذين ينكرون السنة ويدعون أنهم يأخذون بالقرآن كافرون بالله ورسوله.
ردّ السنة كفر
يقول الشيخ د.عثمان الخميس: هؤلاء القرآنيون ضُلال، والدين هو الكتاب والسنة، ولا يجوز للإنسان أن يقول آخذ من القرآن فقط ولا آخذ السنة، والنبي صلى الله عليه وسلم حذر منهم وقال: «يوشك ان يقعد الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، الا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله»، ثم ان السنة النبوية تفسر القرآن وتبينه وتؤكد ما في القرآن وتضيف ما في القرآن، فلابد من الأخذ بالقرآن والسنة لا ان يقول الرجل آخذ بالقرآن وما آخذ ما في السنة.
يقول الله تعالى (ومن يشاقق الله ورسوله فإن الله شديد العقاب) وقوله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نُوله ما تولى ونُصله جهنم وساءت مصيرا).
وأكد د. الخميس أن ردّ السنة كفر، قال الله تعـــالى (وما كان لمؤمن ولا مؤمـــنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمـــرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضـــل ضلالاً مبينـــاً)، وزاد مـــبيّنا اننــــا لو اكـــتفينا بالقرآن فإنــه لا يمكن ان نقيم الصلاة التي أمر اللـــه بها في كتابه، وكذلك الزكاة فقد بين الله عز وجـــل وجوبها وافتراضها وهي بحاجة الى تفصيل وبيان من حيث مقدار الزكاة ومقدار النصاب، ولو اكتفينا بالقرآن فلن نستطيع أن نؤدي الزكاة التي أمر الله بها في القرآن، وهكذا الصيام والحج.
فالذي يشكك في السنة يشكك في القرآن، ومن يسمون أنفسهم القرآنيون هذا من الباطل والزور والبهتان.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: «فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الامور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة)، قال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)، وقوله تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله)، فقد جعل طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم من طاعته سبحانه وحذر من مخالفته، فقال: (فليحذر الذين يخالفون عـــن أمره أن تصـــيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم).
دعوى ضالة
يؤكد الشيخ د. ناظم المسباح أن حكم منكري السنة النبوية ورفضها ككل، يكون رافضا للرسالة المحمدية، وقائل ذلك ومعتقده كافر عند جميع العلماء، فالسنة هي المفسرة والمبينة للقرآن الكريم ومن يطعن في السنة فقط فإنه يطعن في القرآن، والذين ينادون بالعمل بالقرآن فقط دعواهم ضالة ومضللة وباطلة يريدون بها هدم الشريعة.
كفر بالله
من جهته، يرى د. بسام الشطي ان من يرفض السنة يكون رافضا لرسالة الرسول ويعتبر كافرا، وأن التشكيك في السنة النبوية تشكيك في الدين وفي القرآن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي بلغنا القرآن، فإذا شككنا في سنته فإننا نشكك في كل ما نقله إلينا وفي مقدمة ذلك القرآن نفسه، وقد أمرنا الله تعالى أن نطيع رسول الله.
ويؤكد ان هذه الطائفة التي ترى أن السنة لا يحتج بها جميعها طائفة كافرة ضالة، والواجب على من يعرفهم ان يهجرهم، وأن يعرفهم بأنهم على باطل، وأن بعملهم هذا يعتبرون كفارا لأنهم أنكروا السنة.
فكر منحرف
ويؤكد د. سعد العنزي ان حفظ الله تعالى للقرآن يستلزم حفظ السنة وأن قوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) يدل على حفظ القرآن بدلالة المطابقة ويدل على حفظ السنة المبينة للقرآن بدلالة التضمين، فإن حفظ المبين يتضمن ويستلزم حفظ ما بينه، لأن هذا من جملة الحفظ كما بين ذلك الإمام الشاطبي رضي الله عنه.
وبين د. العنزي ان للحفظ مظهران، مظهر مادي، وهو حفظ الألفاظ والعبارات ان تنسى او تتبدل، ومظهر معنوي وهو حفظ المعاني ان تحرف او تشوه، وان الكتب السماوية السابقة لم يتكفل الله بحفظها واستحفظها أهلها فلم يحفظوها، فتعرضت للتحريف اللفظي والتحريف المعنوي، وقد حفظ الله القرآن من كلا التحريفين، وكان البيان النبوي بالسنة من تمام حفظ الله تعالى لكتابه وتصديقا لوعده بذلك حين قال: (ثم إنا علينا بيانه).
اما عن حكم منكري السنة، فأكد د. العنزي ان من يرفض السنة ككل يكون رافضا للرسالة المحمدية، وقائل ذلك ومعتقده كافر عند جميع العلماء، ويستحق التعزير ولا يكون مؤمنا ويعطل الشريعة الإسلامية.
نص القرآن الكريم
ويؤكد د. جلوي الجميعة ان من يؤمن بالقرآن الكريم فعلا، لابد أن يؤمن بوجود السنة الصحيحة، فآيات القرآن الكريم أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم ليبينها ويفسرها للناس.
قال الله تعالى: (وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزل إليهم ولعلهم يتفكرون ـ النحل: 44). وبيانه وتوضيحه بأقواله وبأفعاله صلى الله عليه وسلم.
فقال تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ـ الأحزاب: 21).
فلو أن سنته صلى الله عليه وسلم وأحواله غير محفوظة ومنقولة لنا.. كيف سنتأسى به؟ فقد عرفنا كيفية العبادات وصفتها من صلاة وصوم وزكاة وحج وأحكام المعاملات الشرعية من نكاح وبيع وغير ذلك عن طريق السنة النبوية، فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحج «خذوا عني مناسككم»، وقال صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، فالسنة وحي من الله تعالى بنص القرآن الكريم، قال الله تعالى: (ما ضل صاحبكم وما غوى وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ـ النجم 2:4)، فعلى هؤلاء الضالون المنكرون للسنة الشريفة ان يعودوا لرشدهم ويسألوا أهل العلم ويتعلموا الفقه والسنة حتى يعرفوا الحق فيتبعوه.
وأكد د. الجميعة ان من كفر بالسنة الصحيحة فقد كفر بالوحي، ومن كفر بالوحي كفر بالقرآن.
الإعجاز الغيبي
الإخبار عن ظهور طائفة ممن يزعم أنهم من المسلمين ينكرون السنة النبوية. قال النبي صلى الله عليه وسلم عن حجتهم أنهم سوف يقولون (بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل وما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه) فمن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بهذا النبأ المستقبلي؟!
من هم؟
ظهرت بدعة في القرن الثاني الهجري زعم أصحابها أنهم قرآنيون، وأنهم يكتفون بالقرآن كمصدر تشريعي عن الله تعالى، ودعوا إلى ترك سنة النبي، وكان أول من تصدى لهم وواجههم وفند حججهم الباطلة الإمام الشافعي، رحمه الله، حيث خصص فصلا كبيرا في كتابه «الأم» للرد عليهم، وذكر فيه مناظرة بينه وبين من يريدون هدم السنة ويدعون إلى ترك الحديث.