لميس بلال
طيف عادل محمد كاتبة كويتية، صدرت لها مجموعة قصصية بعنوان «خشوع الفراق»، وصفت هذه المجموعة بكلمات موجزة قائلة: أرتحل بالكلمة إلى ضفاف الأدب لأصنع عالما يأخذ بي إلى المستقبل.
وفي لقاء موجز مع «الأنباء»، كشفت طيفا عن أنها شاركت في العديد من المحافل الأدبية أهمها أمسية تأبين الراحل سليمان الفليح، والأمسية الأدبية التي أقيمت بالتعاون مع منتدى شذرات الأدبي، وكلاهما في رابطة الأدباء الكويتية.
طيف تعمل جاهدة على تعزيز موهبتها بالدراسة والاطلاع والقراءة، وفي هذا الإطار تقول: أعكف على إكمال دراستي الجامعية في كلية التربية، وأحرر بين أوراقي إضاءات القادم من مسيرتي الأدبية، فإلى التفاصيل:
بداياتك الكتابية ومن نمى موهبتك في الصغر؟
٭ بداياتي كانت عبر كتابة مجموعة من الخواطر الأدبية في مذكراتي الشخصية، إلى أن وجدت نفسي انغمس في الكتابة حتى تضاءل اهتمامي بكتابة القصة القصيرة وكنت أتلقى ردودا جيدة حولها.
القراءة المكثفة كان لها دور في تنمية هذه الموهبة ووالداي كان لهما الفضل والدور الأكبر في تشجيعي المستمر والوصول إلى ما أنا عليه.
هل هناك رواية أو قصة شعرت طيف بأنها بين سطورها؟
٭ (ضاحكة) في الحقيقة ليست هناك قصة معينة أو رواية أجدني بين طياتها، ولكن كان أبي يلقبني منذ الصغر بإحدى الشخصيات الخرافية الشهيرة «سندريلا» وهذا اللقب دائما ما يجعلني أشعر بأنني إحدى أميرات ديزني وبطلة هذه القصة، ولكن تبقى هناك كتابات تنشر، عندما نقرأها نشعر بأننا المعنيون فيها وكأنها كتبت لنا ومن أجلنا فبين السطور نلتقي، نضحك، ونبكي.
ما نظرتك لأصحاب الأقلام الذين يعبثون بأحرفهم في ميادين الغزل وغيره، وهل يعد ذلك أدبا؟
٭ بالتأكيد يعد أدبا، عمالقة الشعر كانوا يكتبون عن أدب الغزل وينسجون من الجمال حروفا، وأستعين بيزيد بن معاوية حينما بكت خليلته فقال:
«وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت وردا وعضت على العناب بالبرد»
وهذه السطور كل كلمات الثناء والمديح ضحلة في حقها.
ولكن ما لا يعد أدبا، هو تلك الترهات والسخافات التي أصبحنا نقرؤها مؤخرا لأشباه الكتاب الذين يتخذون الفساد وسيلة تقودهم إلى الانتشار سريعا والنجاح الكاذب، وبلا شك يكون لها أثر كبير على الأفراد خصوصا عند ضعاف الإيمان للأسف.
كيف تصفين كتاب خشوع الفراق؟
٭ خشوع الفراق عبارة عن مجموعة قصصية تتحدث عن تجارب إنسانية وحكايات واقعية، ربما جميلة وربما موجعة، استوحيتها من حياة أشخاص أحمل لهم صورة واضحة في ذهني، أما سطوري في هذا الكتاب فهي عبارة عن لحظات على هيئة كلمات أضفت عليها شيئا مني لأزخرف لكم مجموعة قصص مازال أبطالها يطل عليهم الصباح بسلام حزين.
هل هناك تحديات واجهتك قبل أن يرى كتابك النور؟
٭ نعم، واجهت عدة تحديات، والأمواج الهادئة لا تصنع بحارة جيدين الحياة (تحديات) فكل حلم وكل أمنية يسبقها تحد وصعوبات عدة، ولولا تلك العقبات لما رأينا هناك من «يحلم» وينجز، التحديات، حواجز والمتعة في تجاوزها.
من الكاتب الذي تأثرت به بشدة أو الذي أعجبتك أساليبه في قراءاتك المختلفة لقصصه ورواياته؟
٭ تدهشني الحكمة في شعر المتنبي، وأقدس كل حرف خطته يده، وتطربني موسيقى الحرف لدى شاعر المرأة نزار قباني كلماته التي خطها تخلد في وأعاود التفكير فيها مرارا وتكرارا، وعالقة بذهني أيضا رسائل الورد التي كان يتبادلاها أصحاب الأقلام الذهبية وأوفياء الماضي، ماري زيادة وجبران خليل جبران كانت رسائل تقتحم القلب وتلامس الروح، اني اغبط كل من عاش في زمنهم ولو كنت منهم لجعلت الأبجدية حصارا لهم.
ما الذي يلهمك للكتابة؟
٭ أنا عاشقة لمواسم المطر، وقد استمد إلهامي من قطرة مطر، فحالة الجو لها تأثير كبير على مشاعري وصوت المطر مرتبط بصرير قلمي، إلهامي الأول هو سيدي المطر، كلما حضر هطلت معه زخات حبري وقد استمد إلهامي من رؤيا في المنام أو موقف عابر، وكثيرا ما أعتمد على خيالي فالأثير بأكمله لا يسع خيالي.
هل من أعمال مستقبلية قادمة لقرائك؟
٭ لن أتوقف عن الكتابة بلا شك، الفكرة موجودة لكن الوقت لا يسعفني، دراستي الجامعية تكاد تسلبني مني، وتأليف كتاب جيد يتطلب الكثير من الجهد والوقت أيضا، لذا فكرة عمل كتاب جديد أمر سيحدث ولكن ليس قريبا.
ما سر تعلقك باللون الأزرق؟
٭ تغريني زرقة الأشياء، والأزرق يعطيني شهية هائلة للحياة، ولولا جماله لما اختاره الله لونا للسماء، بالمناسبة سؤال لطيف جعلني أسترجع إحدى الخواطر الزرقاء التي كتبتها:
اسكب لي كأسا من السعادة.. بلون السماء وبنكهة الجوى.. دعني أكتحل ببحور عينيك.. أغرقني بأحاديثك السماوية.. وتمتم لي بقصائدك الماطرة. شاغب فؤادي ولطخني بأصباغ المطر.. أطربني ورتل أغنياتك المائية.. راقص قلبي على أوتار الزهر وعطرني بعطر الملائكة.. أحبني.. احتضن أيامي.. دللني كطفلة.. واعزف لي ألحان الأزرق.. يامن عشقت ظله.. أستأذنك الهوى.. وأحبك حبا لا تفسير له.
هل هناك من وسيلة تواصل مباشرة يستطيع قراؤك التواصل بها معك؟
٭ نعم، يستطيع قرائي التواصل معي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
هل من كلمة أخيرة لجريدة «الأنباء»؟
٭ رسالة شكر وحمامة سلام ووردة بيضاء أبعثها إلى صحيفة «الأنباء» لما فعلته من تسليط الضوء على المواهب الشبابية الفذة ومساهمتها في دعمهم بأي شكل من الأشكال، شكرا حيث لا منتهى.