- سلسلة جرائم تستهدف أمهات مريضات بالسرطان تهز المجتمع فيهبّ بأسره لملاحقة الجناة
- أجواء الرواية تماشي تياراً يلجأ إلى الثقافات الشرقية القديمة القائمة على التأمل.. بطرح عصري
شافعي سلامة
مع انطلاق معرض الكويت الدولي الحادي والأربعين للكتاب اليوم، تظهر إلى النور رواية «الأرواح تتبادل القبل» للزميل محمد بسام الحسيني بعدما سبق له أن خط اسمه على طريق صناع الثقافة عبر كتابه التوثيقي المميز «على دروب الربيع العربي» في أعقاب ما شهده العالم العربي في العام 2011 من ثورات وحركات احتجاجية.
الرواية التي تمثل إضافة بلا شك في فضاء روائي يتعطش إلى الأعمال المميزة ، تتناول جوانب حياتية إنسانية، حيث المواجهة بين الفكر التقليدي والتفكير الحداثي في تناول مختلف الأمور والنظرة إلى جوانب الحياة المتباينة، وهنا في الرواية من نافذة فتاة مريضة تصارع من أجل الحياة وفي الوقت نفسه تقبل على الموت بروح هادئة ساكنة مطمئنة معلنة بصوت داخلي مجلجل أن الموت لن يقهر رغبتها في إثراء روحها لأن ذلك هو الهدف الذي يجب أن يبحث عنه جميع البشر والذي ينبغي أن يحققوه طالت حياتهم أو قصرت.
إنها كذلك عمل يغوص في حياة الإنسان هذا الكائن الذي يجمع بين القوة والضعف بشكل عجيب، كما يحمل الكثير من الأسئلة الوجودية الكبرى ويقدم مشاريع أجوبة عن هذه التساؤلات.
تدور أحداث رواية «الأرواح تتبادل القبل» حول حياة فتاة مثقفة صاحبة فكر حداثي وعاشقة للقراءة تصاب بمرض ابيضاض الدم (اللوكيميا) وينصحها طبيبها - الذي تشعر نحوه بانجذاب عاطفي - بالكتابة إلى جانب القراءة، كوسيلة للاستشفاء الذاتي.
وبينما تخوض البطلة رحلتها في التأمل الذي تربط بينه وبين القراءة والكتابة والبحث المستمر عن إجابات لأسئلتها والتعرف على مفهوم الروح وحاجاتها، تهزها ثلاث جرائم متتالية تستهدف أمهات مصابات بأنواع مختلفة من السرطان لدى وجودهن بمستشفيات اثنان منها حكوميان والثالث خاص.
تدفع هذه الجرائم المروعة والغامضة والغريبة المجتمع في عصر ثورة الاتصالات ووسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الحديثة، إلى خوض سباق مع الزمن وسلطات التحقيق والصحافة لكشف الجناة فيما يشبه برامج الواقع التلفزيونية.
تتجلى في الرواية خطوط عريضة تتناول ثيمات جميلة مثل الحب والفن والموسيقى ويغلب عليها طابع الإثارة المغلفة بالغموض التي تحيط بعالم الجريمة، كما تحاول تقديم مشاريع أجوبة عن أسئلة وجودية كبرى في مقدمتها الروح وكنهها وكيفية إثرائها وتعزيز قدراتها ومنحها القوة على الاستمرار.
كذلك تتعرض كرواية لمسائل حياتية مصيرية مثل عقوبة الإعدام وقضية القتل الرحيم فضلا عن قضايا المرأة والأمومة وملائكة الرحمة.
كما تماشي الرواية بأجوائها تيارا آخذا في الاتساع بالعالم العربي على غرار العالم الغربي يرتكز على العودة إلى الثقافات الشرقية القديمة القائمة على التامل وإحيائها بطرح عصري كنموذج تلطيفي للحياة بكل صعوباتها.
«الأرواح تتبادل القبل»، رواية نفسية تحمل نظرة إلى حياتنا جميعا على مستوى الفرد الذي يذهب لمواجهة الموت بمفرده، وإن كان هناك كثيرون يحيطون به، بما تتطلبه هذه المواجهة من شحذ للقوى التي كثيرا ما تكون خائرة، خاصة في حالة المرض القاتل.
وتعكس الرواية ايضا نظرة إلى الحياة على مستوى المجتمع ككل، وهو ما تبدى منذ البداية حيث تلقى خطوط رسم الشخصيات فيها ظلالا على المكونات الثقافية للمجتمع والعادات والتقاليد التي تؤثر فيه.
البناء السردي للرواية
يعتمد المؤلف في الرواية بناء سرديا يتميز بإيقاع متناقص يرتبط ارتباطا وثيقا بالوضع الصحي والنفسي للبطلة وهو ما يتجلى في الرواية من البداية حتى الختام.
تقديم مشاريع أجوبة عن أسئلة وجودية كبرى في مقدمتها الروح وكنهها وكيفية إثرائها وتعزيز قدراتها ومنحها القوة على الاستمرار.
كذلك تتعرض كرواية لمسائل حياتية مصيرية مثل عقوبة الإعدام وقضية القتل الرحيم فضلا عن قضايا المرأة والأمومة وملائكة الرحمة.
كما تماشي الرواية بأجوائها تيارا آخذا في الاتساع بالعالم العربي على غرار العالم الغربي يرتكز على العودة إلى الثقافات الشرقية القديمة القائمة على التامل وإحيائها بطرح عصري كنموذج تلطيفي للحياة بكل صعوباتها.
«الأرواح تتبادل القبل » رواية نفسية تحمل نظرة إلى حياتنا جميعا على مستوى الفرد الذي يذهب لمواجهة الموت بمفرده، وإن كان هناك كثيرون يحيطون به، بما تتطلبه هذه المواجهة من شحذ للقوى التي كثيرا ما تكون خائرة، خاصة في حالة المرض القاتل.
وتعكس الرواية ايضا نظرة إلى الحياة على مستوى المجتمع ككل، وهو ما تبدى منذ البداية حيث تلقى خطوط رسم الشخصيات فيها ظلالا على المكونات الثقافية للمجتمع والعادات والتقاليد التي تؤثر فيه.
الإهداء والشغف بالمعرفة التراكمية
يتجلى خلال الرواية عبر مشاهدها وسطورها وخطوطها الرئيسية شغف الكاتب بالثقافة والمعرفة التراكمية التي تنير الطريق أمام البشر.
كان هذا جليا أيضا في كلمات الإهداء الموجزة التي عبرت عن امتنان لكل من أسهم في المعرفة الإنسانية بقسط ولو يسيرا يضيء به جانبا من جوانب العقل الجمعي البشري، حيث يقول الحسيني في إهدائه «إلى كل من مروا قبلنا على طريق الحياة، وتركوا حصى خلفهم كي لا نتوه».
مدير «بلاتينيوم بوك» أكد أن الرواية مكتوبة بحرفية عالية
أشكناني لـ «الأنباء»: سنراهن على الرواية في جميع معارض الكتب محلياً وخليجياً وعربياً
عبر مدير عام دار «بلاتينيوم بوك» للنشر والتوزيع الناشر لرواية «الأرواح تتبادل القبل» جاسم أشكناني عن سعادته لانضمام الكاتب الزميل محمد الحسيني إلى قائمة الكتاب الذين تنشر لهم الدار هذا العام، معتبرا أنه إضافة كبيرة تشكل قيمة حقيقية للدار ذات التوجه الشبابي الريادية في مجالها.
وأضاف أشكناني أنه سعى شخصيا مع إدارة الدار إلى التعاقد مع الزميل الحسيني نظرا لما يمتلكه من قلم رشيق وأفكار متفردة دائما.
وأوضح أن الرواية مكتوبة بطريقة مكثفة وحرفية جدا تنم عن مهارة عالية، مضيفا أن هذه الرواية ستكون الحصان الذي تراهن عليه الدار هذا الموسم في جميع معارض الكتب المحلية والخليجية والعربية، موضحا أنه سيتم ترشيحها باسم الدار إلى عدة مسابقات محلية وعربية مستقبلا.
« بلاتينيوم بوك ».. دار نشر كويتية بطموح عالمي
هي شركة كويتية التأسيس خليجية الانتشار، عربية الثقافة عالمية الطموح، تركز في جانبي النشر والتوزيع على شريحة الشباب فتستهدفهم في معظم إصداراتها، وتسعى دائما لتقديم ما يرضي طموحهم ويرقى بفكرهم بعيدا عما هو مبتذل أو تقليدي.
احتلت إصدارات الشركة العديد من المراكز الأولى في معارض الكتاب المحلية والخارجية والمكتبات الشهيرة، من بينها صدارة الترتيب في معرض الكويت الدولي للكتاب خلال السنوات الثماني الأخيرة وفق النشرات الرسمية المحايدة لإدارة المعرض، سواء بمسماها الحالي أو مسماها السابق، لتحتل المركز الأول بين أكثر من 190 ألف عنوان محلي وعربي شارك في المعارض الأخيرة على سبيل المثال.
وربطا للأحلام بالواقع، فإن طموحات الشركة تنقسم إلى أكثر من مدى، فعلى المدى القصير تسعى الشركة إلى إثبات أحقيتها في موقع الصدارة لمنافساتها المحلية والعربية، في إطار من التكامل والتعاون مع الجميع بما يخدم الحركتين الثقافية والأدبية في المنطقة، مع تقديم كل ما هو مشوق للقارئ والسعي إلى جذب غير القراء من فئة الشباب إلى هذه الهواية المفيدة، أما على المدى البعيد فإن الشركة تطمح لجعل الكتاب في يد المواطن العربي بأهمية الطعام والشراب، فيتحول كنظيره الغربي إلى قارئ نهم يستغل كل لحظة فراغ في حياته بما يعود عليه بالمنفعة من خلال القراءة والاطلاع.
غلاف الرواية.. قصة مصورة ونافذة إبداعية
غلاف الرواية من تصوير وتنفيذ المصور أحمد الحربي الذي استخدم التدرج اللوني من الأشد قتامة في الأسفل إلى الدرجة الأفتح التي تقترب من اللون الأبيض في الأعلى في إشارة إلى الضوء الذي يمثل الأمل في نهاية الطريق.
كما استخدم الحربي كيس المحلول الطبي الذي يرتبط في ذهن القارئ بجرائم القتل.
الرواية متوافرة في جناح «بلاتينيوم بوك»
بدءا من اليوم ومع انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في نسخته الـ 41، تتوافر الرواية في جناح دار «بلاتينيوم بوك» للنشر والتوزيع.
يمكن طلب الرواية عبر هاتف «بلاتينيوم بوك»
٥٥٥٨٣٥٥١/ ٠٠٩٦٥
مقتطفات من الرواية
* الأرواح هي طاقة واعية، والوعي يتغذى بالمعرفة التي تصقله كما تصقل الجوهرة.
* موت الجسد مرحلة انتقالية تريحنا من التعب والألم الإنسانيين، لكنها لا تنقذنا من الخطر الأكبر الذي يناقض وجودنا الواعي ويهدد أرواحنا، وهو الجهل.
* عندما نفارق دنيانا هذه لا نحمل معنا أشياءنا الثمينة، لكن أرواحنا تحمل معها معرفتنا وما تعلمناه من علم وخبرة وحب للخير والعطاء والعمل.
* إن نية القتل هي أسوأ الأفكار البشرية منذ أن راودت قابيل. مؤسف أن تكون كل هذه العصور قد مرت من دون ان يتمكن البشر من قتل فكرة القتل ذاتها وتطهير الإنسانية منها. متى يفهم الناس أن القتل اغتيال لمفهوم الإنسانية جمعاء؟
* الأم عاصمة الحياة، إذا رحلت نقضي ما تبقى من العمر في مدن اللجوء. رحت أتأمل أمي وهي تجلس بجانبي تقرأ أدعية دينية، وأسأل نفسي عما كرسته لي من وقت في حياتها. لا يقاس وقت كهذا بالأيام والأشهر والسنوات والزمن العادي، بل بالحب، كما تقاس المسافات البعيدة بالسنوات الضوئية.
* أحرقتني دموعها. مسحت وجهها ثم وضعت يدي المبللة بدموعها على خدي. الدموع عصارة الروح الموجوعة.. أحسست بروحها تقبل روحي بعطف وحنان. من قال إن الأرواح لا تتبادل القبل كالأجساد؟
* إنني أعتبر تعلم أي لغة جديدة بمنزلة اكتساب حياة جديدة، وأقدر قيمة الكلمات، أعتقد أنها من محركات الروح، لذا يسهل نقلها مع أرواحنا، والأرواح تحقق وعيها بالكلمات.
* إذا كنا نؤمن بالعدالة بصدق فإن المرض بما يحمله من ألم لن يعني لنا الظلم، بل يشكل فرصة للعودة إلى ذاتنا والتفكير في أمور غابت عنا ومنها حاجاتنا الروحية.
* «يمكن تشبيه القراءة بمائدة نكون حولها المدعوين، أما في الكتابة فنحن أصحاب الدعوة».
* الموسيقى تسبق بوجودها الحياة البشرية، وهي لغة الطبيعة الأولى، لذا فإنها تعرف أكثر منا بكثير عن أسرار الكون، وتقول أشياء نشعر بها من دون أن نتمكن بالضرورة من تفسيرها.
* الحديث إلى الأطفال استراحة من هموم الحياة. في أسئلتهم البريئة وتعليقاتهم الممتعة علاج، والأجمل أجوبتهم وافتراضاتهم غير المتوقعة.
* التأمل هو التربة التي تنمو فيها بذور المعلومات التي تزودنا بها القراءة. بإشغال أنفسنا بالقراءة والتأمل نتحرر من العزلة والملل، نسد النقص، ونتغلب على الحزن.
* تحولت الانتخابات إلى مناسبة تشبه الكرنفالات الاستعراضية، تنتهي باستمرار الوجوه ذاتها، أو بتداول شكلي للمناصب والأدوار.