أحمد صابر
برؤية الخبير في العلاقات الخليجية ـ المغاربية، وفي عمل متميز يوثق لمراحل مهمة من تاريخ الشراكة والتعاون بين الدول العربية، أصدر الكاتب والباحث الكويتي نايف صنيهيت بن شرار كتابا جديدا بعنوان «العلاقات الإماراتية ـ المغربية.. شراكة وتنمية» سلط من خلاله الضوء على أطر وبدايات العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية والشؤون الإسلامية والتعاون الأكاديمي والقضائي بين دولة الامارات العربية المتحدة ومملكة المغرب.
واستهل بن شرار كتابه، الذي يقع في 144 صفحة من القطع المتوسط، بمقدمة شاملة تضمنت لمحة عن تاريخ دولة الإمارات قبل تكوين الاتحاد ثم إقرار الدستور الاتحادي عام 1971 فالنظام السياسي للدولة، كما يقدم سيرة ذاتية مختصرة لمؤسس الامارات الشيخ زايد بن سلطان -رحمه الله - وإطلالة على انجازات رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، ثم ينتقل الى سرد عن أوضاع المغرب قبل الاستقلال وخطاب الملك محمد الخامس في طنجة عام 1947، لافتا الى ان نظام الحكم هناك ملكي دستوري ديموقراطي اجتماعي والملك هو أمير المؤمنين والممثل الاسمى للأمة ورمز وحدتها.
ويوضح الكاتب ان العلاقات التاريخية بين الدولتين نموذج للتعاون والتكامل العربي ـ العربي، حيث تشهد نموا متزايدا في مختلف المجالات، موضحا ان الإمارات الاولى عربيا على صعيد الاستثمار في المغرب، لافتا الى مجموعة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم التي تؤطر لتلك العلاقات وتسرع من وتيرة زخمها، كما حرص على تطعيم الكتاب بمجموعة من الصورة النادرة والحديثة لقائدي البلدين في مختلف المناسبات.
وفي الفصل الثاني وتحت عنوان «توءمة المدن الإماراتية ـ المغربية» تحدث بن شرار عن التقسيم الاداري لدولة الامارات والتوزيع الجهوي للمملكة المغربية مع إعطاء لمحة موجزة عن أهم المدن في البلدين مثل أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان والدار البيضاء وفاس ومراكش والعيون.
أما عن العلاقات الثقافية والتي خصص لها المؤلف الفصل الثالث من كتابه فقد عرج فيه على جائزة الشيخ زايد للكتاب ودار الشعر بتطوان ومراكش وموسم طانطان الثقافي، والعديد من الفعاليات التي تهتم بالثقافة والتأليف والنشر.
من الثقافة الى الشؤون الإسلامية، ومراعاة للتشابه الكبير بين الامارات والمغرب حطت طائرة المؤلف في مجلس الشيخ محمد بن زايد الرمضاني ومنه الى الدروس الحسنية المغربية، ثم جائزتي محمد السادس الدولية لحفظ القرآن الكريم، ودبي الدولية للقرآن والكثير من الاماكن التراثية والانشطة الاسلامية في كلا البلدين.
،إنسانيا، غاص بن شرار في الجوانب الخيرية التي تقوم بها مختلف الجهات الرسمية والشعبية في الدولتين، ليقدم صورة بانورامية شاملة عن طبيعة النفس البشرية العربية المحبة لعمل الخير في البلدين، لافتا الى مجموعة من المؤسسات الانسانية التي تنفذ مشروعات عملاقة لمساعدة المحتاجين والمنكوبين في الداخل والخارج.
ويختتم المؤلف الإصدار بعرض مجموعة من القصاصات المنشورة في الصحف حول العلاقات والزيارات الرسمية والتفاعل الشعبي الكبير بين الامارات والمغرب، ويعد الكتاب توثيقا لحقب زمنية مهمة في تاريخ اثنتين من دول العالم العربي، حيث بذل فيه الكاتب جهودا كبيرة لتزيد القارئ بالمعلومات والارقام الدقيقة حول مختلف المجالات في البلدين، ليظل الكتاب مرجعا هاما للباحثين والمؤرخين وإضافة حقيقية للمكتبة العربية.
الكاتب في سطور
٭ نايف صنيهيت بن شرار.
٭ من مواليد الكويت عام 1963.
٭ باحث في الشؤون المغربية وعضو جمعية الصحافيين الكويتية.
٭ رئيس لجنة العلاقات العامة والإعلام بالجمعية الكويتية لمكافحة التدخين والسرطان.
٭ منسق العلاقات الخارجية في الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان.
٭ حظي بتكريم سام من الملك محمد السادس في أغسطس 2017.
٭ شارك في العديد من المؤتمرات والندوات في المغرب والإمارات.