- سعد: الجمهور الكويتي مثقف ونعد بالمزيد من المشاركات التي ترضي جميع الأذواق
ندى أبونصر
كثيرة هي الكتب التي نقرؤها، غير أن قليلا منها فقط ما يضيف لدينا أفكارا ورؤى جديدة كانت غائبة عنا، هذا ما ينطبق على كتاب «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة» للكاتب الصحافي ومقدم برنامج سياسي على شاشة «ام تي في» ومدير عام دار «سائر المشرق» الزميل أنطوان سعد، فهو كتاب قيم يحكي تفاصيل مرحلة مهمة من تاريخنا، لم ينكر فيها الكاتب نجاح الرئيس شهاب على صعيد بناء مؤسسات الدولة الحديثة ولكن نكتشف من خلال قراءته ان الطوباوية والمثالية غير موجودة بين رجال السياسة وهذا ما سبب الجدل حول الإصدار.
وأكد الكاتب أنطوان سعد خلال حفل توقيع كتابه «مسؤولية فؤاد شهاب عن اتفاق القاهرة» أول من أمس في معرض الكتاب بأرض المعارض انه يتناول الرئيس شهاب ومرحلة الاحتقان السابقة لحرب 1975 من زاوية جديدة، واستنادا إلى وثائق وشهادات ويسلط الضوء على عمق أزمة الكيان اللبناني وتشققاته السياسية والطائفية والمذهبية الخطرة، وتحدي السقوط أو الاستمرار، وكشف الظروف التي أدت الى «اتفاق القاهرة» حيث كان التاريخ يعجز عن هضمها رغم مرور 50 عاما على بعضها وغدت كمواد يتعذر تفكهها وتحللها فتطفو فجأة لتعيد طرح السجلات القديمة فيتبدل بعض المواقف منها مشفوعا بشيء من الندم لاسيما لارتباطه بانقسامات هي محور النزاع الدائر اليوم في لبنان.
وأضاف: من نتائج الانتخابات التشريعية عام ١٩٦٨ التي قلبت المشهد السياسي رأسا على عقب مرورا بالاتفاقات السرية بين الشعبة الثانية والتنظيمات الفلسطينية قبل أكثر من سنة على توقيع «اتفاق القاهرة» وصولا الى الابتزاز اليومي والممنهج الذي مارسه الفلسطينيون على أركان الشهابية عشية الانتخابات الرئاسية سنة ١٩٧٠ أسرار ومحطات ملتبسة تكشف الضعف البشري المشروع في الظروف العادية، وكل ذلك يتضح في الكتاب، وأشارك بتوقيع كتابي بمعرض الكتاب عبر دار «سائر المشرق» لتوقيع الكتاب وقد جلبنا 60 عنوانا من المنشورات الأخرى لنكون حاضرين بالوسط الثقافي الكويتي.
وتابع: كتابي عبارة عن رسالة ماجستير أخذت على عاتقها دراسة سنتين محوريتين من تاريخ لبنان متعلقتين باتفاق في اعتقادي هو أساس لكل المشاكل التي أتت لاحقا وهو «اتفاق القاهرة» الذي أعطى للفلسطينيين حرية التصرف وامتلاك السلاح وحرية النشاط السياسي والعسكري في لبنان وإطلاق عمليات عسكرية فدائية من جنوب لبنان، هذا الأمر الذي تحول لاحقا الى ميليشيات كبيرة قوضت السيادة اللبنانية بشكل او بآخر ولاتزال تداعيات هذا الاتفاق حتى اليوم ماضية وخصوصا على مستوى استعمال سلطة السلاح خارج إطار سلطة الدولة، لافتا الى ان أهمية الكتاب ورسالته تتخطى الحدود اللبنانية باعتبار ان هناك مفاهيم لاتزال تحت النقاش حول ما اذا كان يجوز لقوى الأمر الواقع ان تنسلخ داخل الدولة تحت عناوين وذرائع وحجج عديدة وتسوغ لنفسها امتلاك السلاح، مبنيا ان الكتاب يذكر بالظروف التي أدت الى سقوط الكيان اللبناني في الفوضى والذي لايزال يعاني منها حتى الآن ويستطيع القارئ ان يستخلص من الكتاب العبر الكثيرة فيما يجري من حركات مسلحة او شبه مسلحة في العالم العربي.
ولفت الى ان الكتاب موجه لكل من هو حريص على الدولة وقدرتها على ضبط الأمن وحصرية امتلاك السلاح على جميع الأراضي التابعة لها، مبديا إعجابه بالجمهور الكويتي المثقف الذي أبدى تفاعلا كبير، وخلال مشاركتنا المقبلة سنحضر المزيد من الكتب التي تلبي ذوق جميع القراء، ناصحا الأجيال الجديدة بالقراءة والإبداع والتميز خاصة بعدما أصبح العلم والإجازات الجامعية أمرا عاما، فالوظائف تتضاءل وليس هناك مكان للكثير من الوظائف بل للمبدعين والمتميزين.