لا شك أنه من المعروف أن الحضارة رمز للثقافة والرقي، فهي ترتقي وترفع من قدر الإنسان في عالمنا هذا لتسير عجلة التنمية القومية إلى أقصى درجاتها التطورية وكلنا نطمح الى التطور الحضاري، وكل ذلك يتوقف على ما أعددناه من خطط وبرامج مستقبلية لأجيالنا الحالية والمستقبلية، كما لنا وقفة جدية في الرجوع إلى صفحات تاريخية من تاريخنا بالماضي الذي سار على دربه أسلافنا العلماء رغم الظروف القاسية التي مرت بهم والتطور في مفهومه العلمي الصحيح هو التغيير الجذري والمدروس في كل الأوضاع، السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
كما يجب علينا أيضا تغيير منهج الحياة الذي أصابه الغبار الخانق إلى الأحسن والأمثل، فالتطور الذي يهدم ولا يقام مكانه شيء جديد هو تطور سقيم لا يخدم البناء الحضاري. ويجب علينا لكي نتطور ونلحق بالركب الحضاري للدول التي سبقتنا في هذا المنوال حشد كل العقول الخضراء من أبنائنا المثقفين الذين يؤمنون بالتطور السريع، ويشاركون في صنع القرار، وفي طرح الحلول التي تتماشى مع القيم والمبادئ الإسلامية لديننا الحنيف.
ومما لا شك فيه أن التطور الحديث الذي ننشده هو الذي يضمن لنا تبادل الثقة وسلامة البناء، كما يتيح لنا أن نمد أيدينا لكل المخلصين القادرة عقولهم على الإنتاج المثمر، من أجل بناء وطن حضاري وحديث بمبادئه وآرائه، كما لا بد لنا أن نتيح أيضا للبناء السياسي كامل الحرية، مع ربطها بمتطلبات العصر الديناميكي السريع التطور بصورة واقعية ملموسة.
وآخر المطاف نقول إن البناء الحضاري يتطلب منا احترام كل الحريات العامة والخاصة بحقوق الإنسان، حتى نسقي أجيالنا نظاما مبنيا على أسس وقواعد متينة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ليعم الرخاء والسعادة على المواطنين جميعا وليرتبط المواطن أكثر وأكثر بتراب وطنه وفي إخلاصه لقيادته، لتكون البذرة الصالحة التي غرسناها في رحم الوطن، فطرحت لنا ثمارا مباركة.
حفظ الله الكويت وشعبها من كل سوء، تحت ظل الوالد القائد صاحب الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، حفظهم الله.