لا شك أن الكتابة والتأليف لهما دروبهما وأبوابهما العديدة كما لهما مداخل ومخارج تحتاج الى جهود مضنية وتضحيات ووقت طويل يجب أن يبذل، فالكتابة صناعة فكرية ووجدانية وموهبة ربانية تحتاج الى قدرات واطلاع واسع خصب، إضافة إلى الدراية الكافية بالثقافة والمعلوماتية، لذا ترى المؤلف الناجح في قلق وتوتر نفسي وبدني مستمر.
فبلا شك أن المؤلف الكويتي يكون دائما محملا بهموم وأرتال من الأوجاع والألم بهذه المهنة وانفعالاته وهواجسها التي تشل من تفكيره وتحد من إبداعاته التي يجب أن تكون في أحسن حال بها من حضور الذهن واستعداد الفكر بعيدا عن الاضطرابات النفسية حتى ينقل بأمانة للقارئ مادته الدسمة الشهية الثقافية كانت أو العلمية ليقدمها للباحثين والمثقفين.
المؤلف يحتاج إلى صبر أيوب وهو يغوص في أمهات الكتب والمراجع أياما وأسابيع وشهورا، وتصل أحيانا الى سنين مرهقة يقاوم فيها كل التيارات المميتة بهدف أن يصل الى شاطئ الأمان محملا بجواهر من المعلومات يقدمها هدية قيمة لقراءة الأعزاء.
إن مراحل التأليف التي يمر فيها المؤلف لها شجون ترهق العقل والجيب الذي تصل به أحيانا حد التفليسة.. وحقيقة بعد كل هذه الأهوال والأشواك التي عبر عليها المؤلف المسكين يجد بعدها نفسه وحيدا بين أكوام الكتب التي رصت بالمخزن، وهناك تصبح الكارثة الثقافية والعلمية حين يمر المؤلف بنفق مظلم حين لا يجد من المؤسسات الثقافية والعلمية والقائمين عليها أي سند مادي ومعنوي، لذلك تبدأ الدبابيس المؤلمة تشك آلاما في فكره ومشاعره!.
لذا نهيب من هذا المنبر الصحافي الحر بأن تدعم الدولة المؤلفين والكتاب والباحثين بسخاء حتى تتم عملية البناء والتطوير لكويت العلم والثقافة ولتكون ذلك منارة تضيء حضارتنا ونبراسا لمسيرتنا الديموقراطية.
حفظ الله الكويت وشعبها تحت ظل الوالد القائد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح.