لا شك أن التقدم الحضاري والتكنولوجي قلل من مجهود الإنسان وأصبح لديه وقت فراغ سلبي أكثر من الإيجابي، لذا لم يستغل في الحقيقة وقت فراغ الشباب الاستغلال الجيد فأصبح الشباب يعاني من فراغ اجتماعي نجمت عنه مشاكل عديدة أحدثت لديه خلله بالفراغ الكبير الذي يعيش فيه.
وهناك بلا شك العديد من المجتمعات تعاني من هذه المشكلة وتعد الدراسات العلمية بهذا الشأن لإيجاد حلول لها من أجل حماية الشباب وتهذيب وتشذيب سلوكياتهم بطريقة إيجابية بناءة عن طريق شغل وقت فراغهم ببرامج وخطط مفيدة.
ونحن بدورنا لابد أن نستثمر وقت الفراغ في إطار النظم والتقاليد الاجتماعية، عن طريق الترويح والأنشطة المنوعة المفيدة حتى يستمتع بها الشباب ويشغل وقت فراغه وإلا أصبح عرضة لتيارات خطرة ومخيفة لها نتائجها الضارة التي ستدفع الدولة الكثير من أجل انتشال شبابها من محيط هذه الأضرار.
نرجع لنتحدث عن أهمية وقت الفراغ في ظل المدنية الحديثة التي قللت من ساعات العمل وزادت من وقت الفراغ نتيجة التطور التكنولوجي وظهور الاختراعات العديدة التي حررت الإنسان من بذل الجهد والحركة وولدت لديه وقت فراغ كبيرا، وقد فكر العلماء في كيفية الاستفادة من طاقات الشباب وإمكانياتهم واستثمارها في وقت الفراغ.
ولقد نصت المادة (24) من الاعلان العالمي لحقوق الانسان في الأمم المتحدة، على أن لكل إنسان الحق في الراحة والفراغ والتمتع بعطلات دورية يأخذ عليها أجرا، وكذلك نصت المادة (27) على أن لكل إنسان الحق في الاشتراك بحرية في النشاط الثقافي بالمجتمع ومزاولة الفنون والمساهمة في التقدم العلمي والإفادة منه.
وقد أبرز الدستور الكويتي ذلك في أكثر من نصفي المادة (9)، حيث يقول «ان الأسرة أساس المجتمع وقوامها الدين والأخلاق وحب الوطن يحفظ القانون كيانها ويقوي أواصرها وتحمي في ظلها الأمومة والطفولة، والتمتع بالفنون والمساهمة في التقدم العلمي وفي الانتفاع بمزاياه».
كذلك المادة (10) تقول على الدولة أن ترعى النشء وتحميه من الاستغلال وتقيه الاهمال الأدبي والجسماني والروحي.
وفي المادة (14) ذكر الدستور أن الدولة ترعى العلوم والفنون والآداب.