هل الطفل رجل بالفعل، أو كما يقول خبراء وعلماء التعليم إنه رجل صغير فقط؟!
في الحقيقة ثمة تساؤلات مرت بخاطري وشغلتني وحركت أفكاري وجعلتني أصر على الخروج بها بحل مقنع يرضي السائلة الفاضلة التي اتصلت بمكتبي تستفسر عن إجابة شافية لهذا الموضوع.
لاشك أن الطفل يا سيدتي له قدرات وإمكانات تعيش وتغوص في أعماق ذاته بل يعتبر الطفل الصندوق المغلق الذي يخفي بداخله الكثير من الأسرار التي لا نرى منها إلا الظاهر والبسيط.
الطفل يا سيدتي مبدع بذاته إذا ما توافرت له الظروف المحيطة بأسرته، ولاشك أن هذا الإبداع قد يوصله إلى الابتكار ومن ثم إلى الاختراع.
والإبداع يا سيدتي، ليس مقصورا على سن معينة لأن الطفل يعيش ثقافة تربوية وهو داخل رحم أمه قبل أن يخرج للحياة، فالتربية إذن تطور بيولوجي يرافقه داخل رحم أمه، فالطفل عندما ينمو ويكبر تنمو معه قدراته ومواهبه ولا يمكن لهذه القدرات والمواهب أن تشق طريقها إلا وسط بيئة هادئة ومنظمة وبين ثقافة علمية مصفاة تصقل مواهبه وتهيئ له الطريق السليم، فالوالدان لهما دور أساسي في خلق الإبداع والابتكار لدى الطفل كذلك طرق اكتشاف الثراء النفسي لديه وذلك بتحرير هذه الطفولة من شجون وشؤون الحياة بما فيها من صخب وضغوط نفسية.
ولابد من إبعاد الأطفال عن التيارات والنظريات الفلسفية الجوفاء التي تغتال أفكارهم وتشل من مقدرتهم الابتكارية.
سيدتي، الطفل بحاجة أيضا إلى من يترفق به ويتفهم شفافية نفسيته الرقيقة بحيث لا يجبره على عمل أي شيء فوق طاقته ومقدرته الذاتية حتى ينمو نموا طبيعيا لينتج ثمارا مباركة تطرح العديد من الإبداعات المفيدة التي تضيء أعماق النفس ليصبح الطفل بعدها ليس رجلا فحسب بل أبا الرجال رغم أنف النظريات والفرضيات التي قيلت من بعض العلماء والفلاسفة.