الحرام غالبا بدائله من الحلال كثيرة ومتيسرة، وإذا كان من أهداف الانتخابات الفرعية المجرمة قانونيا، اختيار من يمثل القبيلة ـ وهو مبدأ خاطئ ـ فقد حان الوقت وبمقتضى العهد الجديد أن نرتقي بديموقراطيتنا الكويتية العريقة، وأن نوقف انتهاك مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين من نفس الدائرة الانتخابية.
ولعل البديل الأفضل والأعدل هو الانتقال إلى «المناظرة» بين هؤلاء المرشحين، وفقا لآلية عادلة ومنصفة معروفة في كيفية تنظيم وإدارة المناظرات السياسية والتشريعية، تتيح للجمهور المتواجد أو عبر منصات التواصل الإلكتروني والتلفزيوني، المشاركة والاستماع - في ذات الوقت والمكان - إلى آراء ومواقف المرشحين إزاء مختلف القضايا الوطنية والإقليمية والعالمية، دون تزلف أو بهرجة، وسيعمل المنطق والعقل على الحد من التعصب الأعمى، والتوجه نحو المادة الدستورية التي تقرر أن عضو مجلس الأمة يمثل الأمة بأسرها.
والمناظرة تختلف عن المحاضرات والندوات المعتادة في المقرات الانتخابية، التي ربما يتخفى فيها المرشح من خلف ضيوفه الذين يختارهم بعناية، أو من خلال تحضيرات المساعدين الذين يسعون إلى إرضاء الجمهور من دون إحراجات المنافسين، كون المناظرة تمتاز بعنصر المباغتة سواء باختيار عنوان السؤال، أو بإجابات المنافسين، فهي تعتمد على حضور فكر وسلامة منطق المرشح، ومدى ثقته بنفسه وأسلوب طرحه للقضايا بصورة تقبل الإقناع، وترد الحجة بالحجة وليس بالجدل العقيم المفضي إلى ضياع الوقت وتمييع القضايا الوطنية الملحة.
وأعتقد بهذا نخطو نحو توصيل نواب أكثر جدية، وأقرب لحلول مشاكلنا المزمنة.
[email protected]