لبنان بالنسبة للعالم العربي كفرنسا في أوروبا، فهو أيضا بلد النور والثقافة، وعرف عن لبنان أنه بلد الحضارة والحرية والصحافة الحرة، كنا نتابع في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات والثمانينيات صحف لبنان وما يكتبه كبار الكتاب اللبنانيين، فقد عرف عنهم معرفتهم الواسعة في مختلف القضايا السياسية والثقافية، وكان في لبنان سياسيون ذوو إطلاع واسع في مختلف قضايا العالم السياسية، هذا إلى جانب أن لبنان كان بالنسبة للعرب سويسرا الشرق كونه يتميز بطبيعته وبجمال جباله ووديانه وبحره، وحلاوة فاكهته، هكذا كان لبنان ومازال هناك الكثير من الكويتيين يعشقون لبنان ورغم الأحداث والقلاقل التي يعيشها لبنان فإن هناك العديد منهم يترددون عليه ويفضلون قضاء الصيف وعطلهم في لبنان.
كان في لبنان مجموعة من السياسيين البارزين، إلا أن هؤلاء السياسيين لم يعد لهم أي وجود بسبب ما يعيش فيه بلدهم من خلافات طائفية وتدخل خارجي بالأوضاع اللبنانية كان من المفروض أن يكون ضمن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لمنطقة الشرق الأوسط زيارة لبنان لمشاركة آراء كبار السياسة في حل المشاكل التي تعاني منها دول الشرق الأوسط، لكن وللأسف الشديد فقد استبعد لبنان من الخارطة السياسية وذلك بسبب الخلافات بين مختلف الطوائف والأحزاب، إن هذه الخلافات هي التي مزقت وحدة الشعب اللبناني، لبنان اليوم ليس فيه قيادة وطنية بسبب التدخل الإيراني المباشر في الشؤون اللبنانية وهي أيضا تقود لبنان دون أي مسؤولية من القيادات الوطنية اللبنانية.
اللبنانيون يجب أن يعوا مسؤولياتهم الوطنية تجاه بلدهم وأن يتخلوا عن نزاعاتهم وخلافاتهم وأن تكون هناك دعوة للالتفاف حول مصلحة لبنان واللبنانيين، إن التدخل الإيراني ورّط لبنان في اشتعال الحروب مع إسرائيل دون أن يكون للشعب اللبناني أي تدخل أو مسؤولية لما يشهده لبنان من معارك على حدوده، ولابد أن يعود لبنان إلى نسيجه العربي والتخلي عن الخلافات الطائفية والحزبية.
دعونا نفكر بشكل أفضل لصالح الوطن اللبناني وأن نعيد للبنان سمعته الطيبة وأن يعود لبنان سويسرا الشرق ويعود السائحون العرب إليه، إن السياحة للبنان مهمة جدا لاقتصاده، وهناك علاقة حميمة بين شعوب الخليج العربي واللبنانيين لابد من التخلص من التبعية الأجنبية فقد كان لبنان بلد حر اشتهر بصحافته الحرة وثقافته الواسعة وبكتابه المميزين.
حكمة لأديب لبنان جبران خليل جبران: «الصديق المزيف كالظل، يسير معي في الشمس ويهجرني إذا حل الظلام».
والله الموفق.