هل يعقل ونحن في هذا التطور الهائل والتقدم التكنولوجي المطرد وزيادة التحضر أن يسجل العالم في عام 2020 بين 720 و 811 مليون شخص في العالم واجهوا الجوع حسب احصائية منظمة الأغدية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو» وهذا مؤشر خطير لانعدام الأمن الغذائي الذي يؤدي إلى سوء التغذية وظهور الأمراض والانفلات الأمني.
أما في عالمنا العربي فتشير احصائية المنظمة إلى أن الجوع في العالم العربي مستمر وفي ارتفاع، وان عدد الجياع في المنطقة العربية بلغ 69 مليون شخص منذ عام 2000 وعلى رأس هذه الدول اليمن والصومال بسبب النزاعات والفقر وعدم المساواة وندرة الموارد، وهذا مؤشر خطير يحب على دول العالم ومنظماته تدارك المشكلة وإنهاؤها.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «لم تعد المجاعة والجوع متعلقين بالغذاء، هما الآن من صنع الإنسان إلى حد كبير، وأنا أستخدم المصطلح عن قصد، وهما يتركزان في البلدان المتضررة من نزاع واسع النطاق وطويل الأمد، وهما في ارتفاع».
والدين الإسلامي تطرق إلى الجوع وأسبابه ودعي الإنسان أن يكون أخا للإنسان يكفله ويواسيه ولا يخذله ويساعد الغني الفقير، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني» رواه البخاري.
مما لا شك فيه أن بلادنا الكويت حكومة وشعبا لها أياد بيضاء في مساعدة الفقراء وسد الجوع ونصرة المنكوب واللجان الخيرية الكويتية لها نشاط مميز في هذا المجال يحق لنا أن نفتخر فيه. أبدع أمير الشعراء أحمد شوقي قائلا:
يا سادة واسوا الفقير
طوقتمـونا بالمنــن
لا يذهب الخير سدى
ومن يعـن يوما يعـن
والمــرء لابـد غــدا
يجزي عن الفعل الحسن
وإذا أردنا عالما خاليا من الجوع بحلول عام 2030 فعلى الحكومات والمواطنين ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص التعاون معا للاستمرار والابتكار وإيجاد حلول دائمة للحد من تفشي مشكلة الجوع في العالم وإنقاذ البشرية الجائعة.
[email protected]
bnder22@