القضايا المجتمعية والتي تحتاج لمجموعات تنظيمية وجهود تطوعية كثيرة ومتعددة. للجهود الحكومية دور مهم، ولكن كذلك للجهود التطوعية دور بالتوعية بالقضايا المهمة، بل قد يكون تأثير الجهود التطوعية موازيا أو يتعدى الدور الحكومي الرسمي، والدليل تأثر الكثير في مجتمعاتنا ببعض النماذج النشطة في وسائل التواصل الاجتماعي سواء بالإيجاب أو السلب وللأسف هو الغالب.
القضايا كثيرة والتي يمكن تغطيتها بالجهود التطوعية، على سبيل المثال لا الحصر مثل التوعية بالنمط الحالي للاستهلاك غير المبرر سواء بالمواد الغذائية وتأثيره على الأمن الغذائي على المدى الطويل، وكذلك استهلاك الطاقة (من الكهرباء والماء) والتبذير الزائد عن الحاجة. من القضايا كذلك الحفاظ عل نظافة المرافق العامة، احترام الدور والنظام، المحافظة على البيئة، والمواضيع الأخلاقية، وغيرها من قضايا.
لماذا نترك أجيالنا الصاعدة فريسة للإعلام الهدام، هناك طرق كثيرة يمكن للعمل التطوعي إذا ركز عليها أن يوجه من خلالها رسائل توعوية تصل للفئات المستهدفة بشكل أسرع وأكثر فعالية.
هذه الرسائل والجهود التطوعية تعمل على تعديل السلوك الحالي للمجتمع والذي يجهل الكثير من الناس عواقبه المستقبلية، بل بمجرد إشغال الشباب وكذلك الكبار أصحاب الخبرة بالعمل التطوعي، فإن ذلك سيكون حلا لكثير من الظواهر السلبية المنتشرة.
العمل التطوعي بحد ذاته يقوم بتطوير وصقل مجموعة من المهارات الشخصية القيمة، وينمي القدرة على حل المشكلات بطريقة إبداعية بأقل قدر من التوجيه أو الموارد المالية والبشرية.
يساعد العمل التطوعي كذلك على تنمية مهارات إدارة الوقت، مهارات الاتصال والقيادة والتعاون، بالإضافة إلى الصبر والإبداع في إنجاز الأمور عندما تكون الموارد شحيحة أو غير موجودة.
لذلك أقترح على الدولة والمؤسسات والشركات والنشطاء والمقتدرين والمبادرين على إنشاء منصة وطنية تكون حاضنة لجميع الجهود التطوعية والخدمات المجتمعية، وبإذن الله سترون الإبداعات، من الشباب والبنات، على مختلف المستويات، وفي جميع القضايا التي تمس الأفراد والعائلات، وستكون هذه الجهود حلا لكثير من الظواهر والمشكلات.
العمل التطوعي سمة من سمات المجتمعات الفاعلة، لدوره في تنشيط طاقات المجتمع، وإثراء الأمة بإنجازات أبنائها. ومن خلال منصة العمل التطوعي يمكن للأفراد التطوع في المكان والزمان والمجال الذي يناسب خبراتهم ومهاراتهم.
تتيح المنصة أيضا توثيق ساعات العمل وإصدار شهادات التطوع الخاصة بهم.
أختم بفكرة واحدة عملية، وذلك لوضع العمل التطوعي على الخارطة التطبيقية بالأعداد والساعات بشرط توفير البيئة الحاضنة للأعمال التطوعية، وهو إدراج العمل التطوعي كمادة تعليمية، في جميع المراحل الدراسية، بل يكون التقييم في بعض المواد من خلال قضاء ساعات تطوعية، في قائمة معدة وأماكن مختلفة للأنشطة التطوعية والتي تصب في مصلحة الوطن وفي نفس الوقت تغرس في نفوس أبنائنا حب المبادرة والمشاركة المجتمعية. سأتناول هذه الفكرة إن شاء الله بشيء من التفصيل في مقالة منفصلة.