بمناسبة معرض الكتاب سأتكلم عن إحدى هواياتي وهي القراءة، فرغم ازدحام الحياة وسرعة وتيرتها، إلا أنني أحرص على أن يكون للقراءة حظ من يومي المزدحم. أنا هنا أقصد القراءة الهادفة والعناوين المنتقاة، وليس ما نتلقاه من وسائل التواصل الاجتماعي. في حال حلي وترحالي القراءة تلازمني.
«البلاء الشديد والميلاد الجديد»، هذا عنوان لكتاب قرأته حديثا في إحدى سفراتي وهو لأخينا فايز الكندري، وهنا أنوه للقارئ الكريم باستغلال أوقاتك في القراءة، واجعلها دائما ضمن جدولك، وليس شيئا عابرا. حيث إنني دائما أنتقي كتابا من مكتبتي قبل السفر للقراءة، ووقع الاختيار على هذا الكتاب الذي كان ينتظر الدور كغيره على أرفف المكتبة وقد أهدتني الكتاب إنسانة عزيزة على قلبي، فهي قبل أن تهديني الكتاب أهدتني ما هو أغلى منه، أسأل الله أن يمدها بالصحة والعافية.
من طبيعتي عندما أقرأ كتابا أدون الفوائد منه، أو عبارات أعجبتني، وبعض الأحيان ألخصه، لأستسقي منه ما يرجع علي بالنفع. بل بعض الكتب أقرأه أكثر من مرة، وذلك إما لما يحتويه من فوائد جمة، أو لغزارة أسلوبه وصدق معانيه، وذلك بلا شك يتطلب من القارئ أن يقرأ الكتاب بتمعن. أترككم مع بعض العبارات التي تبين عمق الكاتب وصدقه بنقل إحساسه، فدعونا نبحر ببعض ما ذكره أخونا فايز الكندري من كتابه الذي يتألف من 500 صفحة وقد ذكرت الصفحة لكل مقولة بين قوسين.
لا يجب علي أن أقول كل ما أعرف، لكن علي أن أعرف كل ما أقول (13). كم هو مؤلم أن تحارب الأعداء نيابة عن الأمة، فتحاربك الأمة نيابة عن الأعداء (70). فالعلم شيء وامتثالي ما تعلم شيء آخر تماما، أدركت أننا نحتاج لسنين طويلة في ترويض أنفسنا بالعلم الذي قضينا أعمارنا في جمعه (175). لقد أقنعوهم أن التخلي عن القوة شهامة والاستسلام سلام وبذلك نجحوا في كسر كل قوة تقف أمامهم حتى لا يبقى من يملكها إلا هم (176). يقولون كن متسامحا كن مهذبا كن مسالما، لكنك حين تتأملها مليا فستجد معناه الحقيقي كن جبانا كن خوارا كن خاضعا (177). المعلومة لم تتغير لكن عين القارئ هي التي تغيرت، القلب هو الذي اختلف (193). الضيق والسعة في قلب الإنسان وليس في سعة المكان (228). لقد اختلفت عندي كل تعاليم الإسلام، أصبح لونها أزهى، وشذاها أزكى، وطعمها أحلى (231). إن كان الظالم ينسى فالمظلوم لا ينسى (251). أكون سيدا في كوخي ولا أكون خادما في عمارتك (316). هناك أمور نحتاج أن نغلق أعيننا لنراها جلية (352). ذكرت ذلك للفائدة، وتشجيعا للقراءة الهادفة، فنحن أمة اقرأ.
نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علما ويجعلنا هداة مهتدين.