حتى لا ننسى، فما هي إلا أيام معدودة وتطل علينا ذكرى الحدث الجلل فيما حصل يوم الثاني من أغسطس من عام 1990 في القرن الماضي، تلك الذكرى الأليمة التي وقعت على الكويت وشعبها المسالم، وفي تلك الأيام العصيبة من تاريخ الكويت الحبيبة نستذكر تلك الذكرى الأليمة من غزو صدام العراق المقبور للكويت، فهو حدث لا بد من استذكاره في كل عام وخاصة للأجيال الحالية لكي تستقي منه العبرة والاستفادة في مواجهة حياتهم، ويجب أن يتم إلقاء الضوء عليها في مناسبتها ويجب أن يعيها الجيل الحالي الذي لم يعاصر تلك الفترة العصيبة من تاريخ المنطقة والعالم، حيث كانت حديث العالم بأسره نظرا لحساسية الموقع في هذه المنطقة من العالم.
إن دروسا عديدة يجب أخذها من هذا الغزو الذي حصل ويمنحنا منطلقا قويا للانطلاق نحو ترسيخ المواطنة في هذا البلد بين جميع أفراد الشعب بجميع أطيافه، وتقرب الشعب من بعضه وتؤكد على ضرورة تكاتف أيادي الشعب وتصبح يدا واحدة في مواجهة أي ظروف غير عادية، خصوصا أننا نمر في هذا العصر بالكثير من المتغيرات المتسارعة وتزاحم العديد من الأحداث التي تتسارع بين الحين والآخر فجأة وبين ليلة وضحاها، ولعلنا نذكر هنا على سبيل التوترات التي تمر بها المنطقة تفرض علينا أكثر من أي وقت مضى الاحتماء تحت لواء الوطنية وحماية الوطن.
إن أحداث الغزو التي حصلت يجب أن تكون دافعا كما أسلفنا نحو تحصين هذا الوطن، وهذه الأرض التي ارتوت بدماء شهداء الغزو إبانها وسطروا خلالها أروع دروس المقاومة والاستشهاد لأجل تراب الوطن الغالي واستذكار الدروس والعبر من الغزو الصدامي، كما يجب أن تكون نقطة بداية لهذا الشعب الذي قاوم هذا الغزو بكل أشكاله ووقف متعاضدا مع بعضه بعضا صفا وكلمة واحدة وواجه به المحتل الغاشم الذي فاجأ به العالم أجمع بوقوفه في وجه الغزو ورفض التعاون أو حتى التعامل معه.
ونقول إنه على الرغم من الصدمة التي تعرض لها الشعب الكويتي إبان تلك الأزمة والتي كانت طعنة من الجار الذي لطالما وقف معه في وجه حروبه الطائشة، وعلى الرغم من صعوبة التعايش مع الوضع الجديد الذي خلق بين يوم وليلة إلا أنها كانت تجربة أثبت فيها الكويتي قدرة تحمل غير عادية، فنسأل الله أن يديم نعمه على هذا الوطن ويجعله رخاء دائما وأبدا، تحت راية صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، والله الموفق.
[email protected]