في ظل عودة المدارس وبداية العام الدراسي الجديد في البلاد، عادت من جديد قضية الزحام تطفو إلى السطح بعد فترة توقف خلال فترة الكورونا وظروفها التي عطلت الكثير من الأنشطة في البلاد، ودخلت البلاد في الزحام من بابها العريض، فأثر ذلك على حركة المشهد المروري العام، الأمر الذي استلزم معه تحرك الدولة إزاء هذا الوضع وتمثل في الاستعدادات اللازمة والإجراءات التي اتخذتها من خلال منتسبيها الموزعين في جميع مفاصل ومفارق الشارع المروري للوقوف على حركة المرور.
وفي ظل تلك الظروف وذلك الزحام العام برزت فكرة مقترح تقدمت بها وزاره الداخلية تمثلت في الدوام المرن والذي هو قيد الدرس من قبل الجهات المعنية في الدولة، وهو في تقديرنا مقترح طيب وذو جدوى قد تكون فعالة وعلها تخفف من الزحام المنتشر.
وعلى أية حال، فإن هذا المقترح قد لا يكون الحل الحاسم لتلك المشكلة الأزلية، وإنما تستلزم البحث في أساليب أخرى. ومن ناحية أخرى، نقول بأن استعجال دراسة مقترح الدوام المرن، وهو الأمر الذي ينتظره الجميع، يمكن ان يمثل خلاصا لما يشهده الشارع المروري. ومن ناحية أخرى، نقول بأن تكثيف إجراءات الأمن في البلاد وفي الشارع المحلي لمواجهة التسيب الأمني الواضح والذي ازداد في السنوات الأخيرة، ومرده ذلك الكثير من الظروف التي طرأت على البلاد والتغيرات المتعددة في أطباع الناس والمجتمع بشكل عام ولا ننسى وجود جاليات ذات ثقافة مختلفة كليا عن ثقافة وطبيعة المجتمع الكويتي بشكل محدد، كل هذا، والعديد من الظروف الأخرى المعروفة لدى الكثيرين. ما يحدث في الشارع الأمني يتزايد، من هنا ومن هذا المنطلق نضم صوتنا إلى صوت وزارة الداخلية والتي نراها ماثلة أمامنا عند تعاطينا مع الشأن العام والشارع المحلي فتنشرح صدورنا عندما نرى أجهزة المرور ودورياتها تجوب الشوارع ليلا نهارا للسهر والوقوف على أمن وأمان المواطن والمقيم ونطالب هنا بتكثيفها وتكثيف تلك الدوريات في مختلف المناطق، خصوصا المناطق التي يعتقد أنها يستوجب أن تكون فيها، وبالتالي يمكننا القول بأن الأيام التي نعيشها في بلدنا الحبيب هي أيام تفرض على السلطات المحلية أن تفرض الأمن بكل شدة تجاه كل من تسول له نفسه الاستهتار والعبث بأمن هذا الوطن الذي لطالما كان منارة ومضربا للمثل في الأمن والأمان، وهي غاية ليست بمستحيلة في ظل وجود شخصيات فاعلة وحريصة كل الحرص على إرساء الأمن واستتبابه بشكل جاد يمنع فيه الجريمة من الوقوع، ويحاول دائما وأبدا لمنعها من الوقوع ضمن سلسلة من الإجراءات المكثفة الكفيلة بردع كل من تسول له نفسه أن يعبث بأمن البلاد ويعرض حياة الآمنين للخطر، والله الموفق والحافظ.
[email protected]