قد نجد في حياتنا الكثير من الأشخاص الذين يلجأون إلى بعض الأفعال الغريبة والمزعجة في الوقت ذاته والتي تستفز من حولهم عن قصد وتجرح مشاعرهم وتثير غضبهم، وهؤلاء الأشخاص غالبا ما يكون لديهم شعور بالنقص ما يجعلهم يقومون بنفس تلك الأفعال والتصرفات الغريبة المستفزة، كما انهم يتميزون ببعض الصفات مثل «عدم الثقة بالنفس، محاولة التقليل من قيمة واحترام الآخرين، حدة اللسان، استخدام الأسلوب المنرفز والكلام الجارح الذي يمكن أن يغير الحالة النفسية إلى الأسوأ بالنسبة لمن حولهم، التعامل الوقح، الرد غير المهذب مما يدل على معاناتهم من مشاكل نفسية كبيرة، التمسك برأيهم وإصرارهم عليه حتى وإن كان رأيهم على خطأ»، ذلك وبسبب معاناتهم من عيب داخلي وإحساسهم بالتهميش وكما ذكرنا أعلاه بالنقص أيضا، هذا وبخلاف شعورهم بالغيرة والحقد والحسد تجاه بعض الأشخاص في حياتهم، لذلك تجدهم على الدوام يستصغرون أولئك الأشخاص ويحاولون الاستهزاء بهم والتقليل من قدرهم!
وغالبا ما يهدفون إلى إثارة شيء ما في نفس الطرف الآخر من خلال القول أو الفعل أو التصرف، كونهم يعلمون جيدا ما هي الأشياء التي تهيج وتزيد من عصبية وإثارة الشخص الذي أمامهم وبسبب معرفتهم التامة أيضا بتحسسه من بعض المواضيع التي تطرح من قبلهم، فيبدأون بفعل هذه الأشياء لاستفزازه عمدا لإرضاء نقصهم، ويرجع هذا إلى حالة سلوكية سلبية بداخلهم، وإن لاحظوا بعدها ضيقك وحنقك سرعان ما تصنعوا الاستغباء وبدأوا بتبريراتهم غير المقنعة، والتي إن دلت على شيء، فإنما تدل على وقاحة شخصهم وعدم احترامهم لمشاعر غيرهم.
ولأنهم أشخاص يفتقدون الثقة في انفسهم، فكثيرا ما تجدهم يمارسون لمثل تلك الأفعال وتلك التصرفات والتي من خلالها يزدرون غيرهم، باعتقادهم أنهم هكذا يثبتون وجودهم ويفرضون قوة شخصيتهم ويلفتون انتباه من حولهم!
فتلك هي وظيفتهم بالحياة استفزاز الآخرين وإثارة غضبهم، وتصيد ابسط الزلات عليهم، وكأنهم وحدهم على وجه الأرض الكاملين المكملين، المميزين من جميع النواحي وأصحاب القيمة والشأن الكبير والذوق الرفيع، وما هم في الواقع سوى أشخاص مهزوزين، ناقصين، مضطربين، يمتلكون الكثير من السلوكيات والعادات السيئة والمؤذية والجارحة للآخرين، لذلك تجد الكثير ينبذهم ويسعى دائما لتسطيح علاقته معهم.
وبسبب ضحالة فكرهم وسطحيتهم وصغر عقليتهم، يحاولون دائما تحويل المحادثة والحوار عن أنفسهم، ويمارسون عدم استماعهم للآخرين عند تحدثهم، ولا يقومون أبدا بذكر محاسن الآخرين وكأنهم لا يرونها، ولكن سرعان ما يحاولون في المقابل تقليدهم، كما تجدهم يتباهون بأنفسهم أيضا بشكل مبالغ به، ولا يتقبلون آراء الآخرين، ففي نظر انفسهم وحدهم الفاهمون، أصحاب الشخصية الفريدة الفذة، المقبولون لدى الغير الرائعون.
لذلك أشفق عليهم وتجاهلهم وضع حدودا واضحة لتعاملك معهم، كي لا يستهلكوا طاقتك ويعكروا صفوك ومزاجك بمكرهم وكثرة استفزازهم، وإياك أن تترك لهم الفرصة بأن ينتصروا عليك بوقاحتهم وتجعلهم يحاولون إحباطك، هذا وبخلاف بأنك وان واجهتهم ستجدهم يكابرون ويتعجرفون وسرعان ما سينكرون تصرفهم معك!
أشخاص ناقصون، وبالفعل مستفزون ويدّعون عكس ما يبطنون، ويرون أنفسهم دائما على حق وأنه يجب على الآخرين موافقتهم على كل شيء وتصديقهم.
وكهؤلاء لا يستحقون أبدا أن يكونوا في حياتك.