ربط الله تعالى حب الأوطان بحب النفس في القرآن الكريم، حيث قال عز وجل (ولو أنا كتبنا عليهم أن اقتلوا أنفسكم أو اخرجوا من دياركم ما فعلوه إلا قليل).
ليس من الخلق ولا من العدل أن يعبث المواطن بخيانة الوطن الذي عاش في كنفه منذ الولادة معززا مكرما حتى آخر رمق في حياة. المواطن الكويتي دللته ديرته كما دللت جميع جنسيات العالم، ولا توجد دولة معطاءة منذ أن أنعم الله عليها حتى اليوم مثل الكويت.
ليس هناك حب يساوي حب الوطن ولا يوجد على الكرة الأرضية من يحب هذا الوطن مثل عيال بطنه. نعم دموعي فرحة بما أقرأ، فلقد آن الأوان كي نبتسم ونقول «بس يا قهر»، «بس للمرتشي» الذي رخص بالوطن لمصالح شخصية، والكل يعرف انه مرتشٍ وشعب الكويت يستر والله من أسمائه الستير، لكن من يدري ومن لا يدري يقول «كمشة عدس»، وهو مثل قديم لتاجر مواد غذائية وجد غريبا في منزله في عز الظهر فلحق به وعند خروج الغريب أخذ قبضة عدس، فأخذ صاحب المنزل يصيح «حرامي»، وعندها تجمع الناس حول الحرامي، فقال: كنت ميتا من الجوع فأخذت كمشة عدس، سكت التاجر وهو يعلم سر وجود هذا الشخص في هذا الوقت وهو خارج من منزله، صمت الرجل ليداري فضيحته، وقال «ايه اللي يدري يدري واللي ما يدري يقول كمشة عدس» كي لا يفتضح أمره بين الناس، نعم الآن هناك محاسبة، والله عز وجل يقول (مال هذا الكتب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها).
نعم الإحصاء أدق من الحساب فسيأتي يوم يحاسب فيه من سرق، فلقد سرق بيته الكبير وهو الوطن. أما الغشاش فمن غشنا فليس منا والحرامي بكل أنواع السرقة نقول له: زغنبوط في بطنك. آن الأوان لنصلي لله ونسجد عندما تضرب بيد القوة بالحق على يد الظالم فيما ليس له حق فيه، ونصفق بنفس اليد لمن يخشى الله في عمله ورزقه حلال طيب مبارك فيه.
حب الوطن واجب على كل مواطن، وإن من الواجب على كل فرد أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، ويجدر التنبيه إلى أن حب الوطن يرتبط ارتباطا وثيقا بأفعال الأفراد وتصرفاتهم وليس فقط بالأقوال والشعارات والهتافات، ويجب على المواطن الكويتي أن يظهر حبه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة والحرص على سلامة ممتلكاته، وعلى كل فرد أن يؤدي مهامه ووظائفه بإخلاص وحب، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته، ويعمل على نشر الأخلاق الفاضلة ويتحلى بها، ولا بد من نبذ أسباب الاختلاف والفرقة بين الأفراد والجماعات وإقامة شرع الله - تعالى - في كل الأمور. اليوم نصفق ونقول «بس يا قهر» ادمى قلوب الشرفاء مما سمعوا وشاهدوا من خدش حياء الكويت الغالية بالسرقة والغش وغسيل الأموال، و... و...، نحمد الله أن الكويت اليوم ترتدي حلة بيضاء نظيفة بيد الشرفاء وبيد أصحاب القرار في تنظيف الوطن من شوائب الفاسدين. نحن أهل الوطن نقف ونساند حكومتنا الرشيدة في حفظ الكويت وممتلكاتها، والله يحفظ الوطن ومن يحبه ويخلص له من كل سوء.