تناقلت المواقع الإلكترونية تصريحا يثير الاشمئزاز عن مدير عام منظمة الصحة العالمية يتضمن نصائح للمثليين للوقاية من جدري القرود، ولكن هل هذا التصريح اجتهاد شخصي أو أنه صادر عن أحد الأجهزة الرئاسية لأن منظمة الصحة العالمية بها تحديد واضح لمسؤوليات المدير ولا تدخل ضمنها مثل تلك التصاريح ذات الصيغة الانتهازية، فضلا عن الوصمة والتمييز بسبب المرض في وقت من المبكر أن نعتبره أحد أمراض المثليين دون دراسات مستفيضة كان من الأولى للمدير العام أن يدعمها ويقدم التمويل اللازم لها حتى لا تقع أخطاء شابت العدوى بالإيدز في بداية اكتشافه وروجت، لأن السبب كان الاتصال الجنسي بين البشر والقرود ولم تستمر الحملة بسبب افتقارها للأدلة العلمية.
وعودة إلى تصريح المدير العام الذي خص به المثليين ونسي أن نصف الدول أعضاء المنظمة الذين أعطوا أصواتهم للتجديد كمدير عام لهم تحفظات لدى المنظمات الدولية بخصوص ما يثار من حملات إعلامية للترويج للمثليين وأن نصف أو أكثر قليلا من تمويل المنظمة حسب البيانات الرسمية مصدره هو دول لا تعتبر في موقع المدافعين عن المثليين، وأن مساعدات الطوارئ في المنظمة يمولها دول موقفها واضح ومعلن من قضايا المثليين ضمن سياق يتعلق بثقافة المجتمعات والجذور الدينية.
وقد يفقد صندوق الطوارئ بالمنظمة ملايين الدولارات لو وقفت الجهات التي تقر التمويل بتلك الدول على وقف التمويل أو تجميده انتظارا لاعتذار مستحق من مدير عام المنظمة، ويكون الاعتذار مقرونا بموقف واضح من المنظمة وأجهزتها الرئاسية وبعيدا عن الانتهازية التي إن لم تتخذ المواقف المنطقية حولها فقد تفقد الثقة بالمنظمة.
وتعجبت أن تصريح المدير العام للمنظمة لم يتم التعامل معه من خلال وقفة جادة للدول المساهمة والدول التي تغدق الملايين على برامج المنظمة، وبالطبع فإن تلك الدول لم يدر في خلدها أن ملايين الدولارات التي تدفعها ستذهب إلى دعم ونشر الحملات لتشجيع المثلية الطبية التي دعا إليها مدير عام منظمة الصحة العالمية ضاربا بالحائط البعد الروحي للصحة وأساسيات التوعية القائمة على البراهين وليست التصاريح التي تتفق مع الانتهازية الدولية والتي للأسف قد يعززها المدير العام إن لم يصدر الاعتذار المستحق بجميع اللغات وينشره حتى لا تفقد المنظمة الثقة بها وتتجمد برامج التمويل لخططها وبرامجها إن استمر موقف مديرها العام في الحديث عن نصائحه للمثليين ونشرها بإمكانيات المنظمة.
وأرجو أن نرى قريبا موقفا عربيا موحدا وموقفا خليجيا من جانب وزارات الخارجية والصحة حيال تصريح المدير العام للمنظمة ولا مانع من التلويح بتجميد الدعم إن استمرت مثل تلك الممارسات التي تنقصها الحكمة والرشد على هذا المستوى.