يحل اليوم العالمي للوقاية من الإيدز في الأول من ديسمبر من كل عام، ويعتبر هذا اليوم مدرسة مليئة بالدروس المستفادة لمن تحملوا جزءا كبيرا من هذه المسؤولية طوال السنوات السابقة بجوانبها الإنسانية والطبية والاجتماعية وحقوق الإنسان، إلى جانب المسؤوليات القانونية وتأكيد محور الخصوصية، وقد كان لي الشرف بتحمل ذلك كمؤسس لمكتب الإيدز وأول رئيسة لمكتب الإيدز والإحصاءات والمعلومات بوزارة الصحة في الكويت.
وقد أراد الله أن أعيش تجربة تحدي التوعية والوقاية من الإيدز بمحاورها المختلفة إلى جانب المشاركة الدولية والإقليمية للتصدي لهذا التحدي من خلال اجتماعات الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية، وهي تجربة مليئة بالدروس المستفادة التي يصعب تكرارها فهي زاخرة بإنجازات وطنية نعتز بها.
وما زلت أرى أمامي وتسمع أذني التصفيق الحار في قاعة الأمم المتحدة بنيويورك بعد عرضي لتقرير وإنجازات الكويت ضمن الوقاية والتصدي للإيدز في سياق الأهداف الإنمائية في الاجتماع رفيع المستوى لقادة ورؤساء دول العالم، ولا أنسى حماس ودعم السفير منصور العتيبي رئيس الوفد الدائم وأسرة الوفد للكويت في نيويورك للتقرير الذي تشرفت بتقديمه، خاصة أن الكويت كانت سبّاقة في جميع المحاور اللازمة للتصدي لهذا التحدي، حيث تعامل مع التقرير كأحد الوثائق الرسمية.
وقد أحرز العالم تقدما كبيرا منذ أواخر التسعينيات، ولكن فيروس العوز المناعي البشري (فيروس الإيدز) ما زال مشكلة رئيسية من مشاكل الصحة العامة على الصعيد العالمي، ولابد من الاستمرار في التوعية للتصدي لهذا الفيروس والوقاية منه المبنية على الأدلة والبراهين العلمية.
فقد اضطربت خدمات الوقاية والفحص والعلاج المتعلقة بالفيروس، خاصة في البلدان التي تعاني من هشاشة نظمها الصحية أثناء جائحة كورونا، ما أدى إلى تفاقم خطر الإصابة بعدوى الفيروس أو الوفاة بمرض الإيدز.
وفي هذا اليوم العالمي، فإن منظمة الصحة العالمية تدعو جميع قادة دول العالم إلى تقديم خدمات مكافحة فيروس الإيدز، وتدعو قادة دول العالم والمواطنين إلى التجمع من أجل تشكيل «تضامن عالمي» يصون الخدمات الأساسية لمكافحة فيروس الإيدز والتركيز على الفئات الضعيفة المعرضة للخطر وتوسيع نطاق تغطية الخدمات لتشمل الأطفال والمراهقين وتوفير الدعم والحماية للعاملين في المجال الصحي، ليكون العالم مكانا أوفر صحة للجميع تحت مظلة التغطية الصحية الشاملة.
وأدعو إلى الاستفادة من هذه المناسبة لبناء وتعزيز التضامن والالتزام الإقليمي والعربي للتصدي لهذا التحدي وتداعياته المختلفة.