«القرقيعان» هي مناسبة تقليدية تراثية سنوية، يتم الاحتفال بها في منتصف شهر رمضان، ويلبس الأطفال الأزياء الشعبية ويرددون الأهازيج، وتوزع عليهم الحلوى والمكسرات، وفي الأهازيج يدعون دعوات طيبة للأبناء والبنات وللأسرة بأكملها، ويرجح أن كلمة قرقيعان أتت من كلمة قرع وقرعان وجمعها قرقعة وقرقيعان وتعني ضرب أو دق الباب أو الشيء.
وكلمة قرقيعان أو قرنقعوة، كما يسميها البعض، تعني المخلوط متعدد الأصناف من المكسرات والحلوى أو أنها مشتقة من القرقعة أي الصوت الصادر عن ضرب الأواني والسلال الحاوية للحلويات والمكسرات.
وجرت العادة أن يتجمع الأطفال بعد الإفطار ويسيرون مع بعضهم البعض وهم يرددون الأهازيج والأناشيد الشعبية ويمرون على البيوت القريبة منهم ويجمعون المكسرات والحلوى في أكياسهم الخاصة، وبعد ذلك يذهبون إلى منازلهم، والكل يأكل مما جمعه في كيسه.
ومن الأهازيج التي ترددها البنات هي: قرقيعان وقرقيعان بين اقصير ورميضان، عادت عليكم صيام كل سنة وكل عام يا الله تخلي ولدهم (أو بنتهم) يا الله تخليه لأمه، عسى البقعة ما تخمه ولا توازي على أمه، وأما الأولاد فيرددون: سلم ولدهم يا الله خله لأمه يا الله.
و«القرقيعان» موروث خليجي، يحييه الخليجيون في منتصف رمضان، ولكن بعض الدول العربية تحتفل بهذه المناسبة ولكن بشكل مختلف.
ففي السودان يسمى يوم الحارة ويعتبر صدقة يقدمها أهل المتوفى للأطفال الذين يجوبون الأحياء الشعبية وهم يرددون الأهازيج مستخدمين الدفوف والطبول وليس لهم لباس مميز، ويكون هذا اليوم آخر خميس من شهر رمضان.
إن هذه العادات تعتبر تراثية لأن الأطفال يلبسون الملابس التراثية القديمة ويرددون الأهازيج والأناشيد ويجمعون القرقيعان بأكياسهم القماشية والبعض قد يضع الحناء في أيدي البنات.
ولكن الآن أصبحت الأسر تتنافس على القرقيعان، فالبعض يعمل عبوات تحمل اسم أصحابها باستخدام تصاميم إلكترونية مطبوعة وهذه العبوات تختلف من حيث التصميم، وقد تكون أسعارها باهظة ويقوم البعض بإضافة الألعاب أو العطور أو الأموال النقدية أو المواد الغذائية الفاخرة وغالية الأثمان وعدم الاكتفاء بالحلويات والمكسرات البسيطة فيها.
ولأن البعض يقوم بالإسراف والبذخ في هذه المناسبة، فلذلك يرى بعض أهل العلم أنه بدعة، حيث إنه أصبح كأنه عيد، حيث تم اختيار يوم محدد له ويعود كل سنة ويجتمع الجميع فيه ويتخذون الزينة في اللباس وتوزع الحلوى، علما بأنه لا يوجد غير عيدين في الإسلام.
ولكن البعض لا يرى أنه عيد وممكن الاحتفال به كل عام ولكن دون تكلف وببساطة فقد كان في السابق لا يكلف كثيرا ولكن الآن مع التكلف والبذخ والإسراف فإن ذلك لا يجوز ويشكل عبئا كبيرا على الأسر.
فمن أراد إحياء هذه العادة فليحييها ببساطة ودون تكلف سواء كان في الملابس أو في نوعية القرقيعان الذي يتم توزيعه أو في الزينة.. وعساكم من عواده وربي يطول بأعماركم وكل عام وأنتم بخير.