تعاطي أو إدمان المخدرات آفة تعانيها المجتمعات وتنعكس سلبا على الفرد والأسرة والمجتمع حيث تصدر عنها أضرار صحية واجتماعية ونفسية واقتصادية وقد يبدأ الإدمان بتناول بعض الأدوية المتاحة فقط بوصفة طبية أو أنها تؤخذ من أشخاص آخرين يصرف لهم تلك الأدوية. ومن يتعاطى المخدرات قد يتحول إلى مدمن مع الوقت ويحتاج إلى جرعات أكبر من العقار الذي يتعاطاه للحصول على الشعور الجيد الذي يحسه عند التعاطي مما يجعله لا يستطيع مواصلة الحياة بدونه.
ولتعاطي المخدرات العديد من الآثار السلبية، حيث تجعل المدمن يرفض القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية وإلى التحدي للوالدين وللمجتمع وإلى انحرافه السلوكي والميل للانتحار والقتل أو السرقة للحصول على المال لتعاطي المخدرات أو الاغتصاب.
ويصبح المدمن فاقدا للشعور بالذنب تجاه الآخرين وفقدان طاقته للعمل والإنتاج وإلى العديد من المشاكل الأسرية كالطلاق والتفكك الأسري. وكذلك فإن المخدرات تؤدي إلى الأمراض النفسية والاضطرابات العقلية والاكتئاب والقلق والهلوسة ويميل المدمن إلى العزلة والانسحاب الاجتماعي وفقدان الاهتمام بأي نشاط. وكذلك تؤدي المخدرات إلى تغيرات في الشهية للأكل وفقدان الوزن الشديد وضعف الأداء الدراسي أو الوظيفي وإلى الصعوبة في التذكر والتركيز والهلع وزيادة السلوك العدواني وجنون العظمة.
ويعاني المدمن من مشكلات صحية تشمل أمراض القلب أو أمراض الجهاز التنفسي أو السرطان أو زيادة خطر الإصابة بالأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد الفيروسي اللذين ينتقلان عن طريق مشاركة استخدام الإبر مع الآخرين عند التعاطي. إن الوطن بحاجة إلى التنمية الشاملة وتطويره بواسطة سواعد أبنائه الشباب ولكن المخدرات تؤثر على طاقتهم الفكرية وعلى أدائهم وسلوكياتهم الشخصية مما يجعلهم غير منتجين. ولا يخفى على الجميع أضرار المخدرات خلال الحمل والرضاعة حيث إنها تسبب تشوهات في الجنين ويعاني الأطفال حديثي الولادة من مشكلات النمو والتغذية والسلوك والانتباه وقد تستمر هذه المشكلات حتى سن المراهقة.
ويرتبط تعاطي المخدرات بالعديد من المشاكل الأسرية ويشكل المدمن عبئا عاطفيا واقتصاديا على الأسرة لأنه يشعر بالغضب والإحباط والخوف ويعتمد على المساعدات من الأسرة للتعاطي بسبب فقدان وظيفته. وقد تنتج عن ذلك مشاكل لدى أبناء المدمنين ويعانون من الكثير من المشكلات النفسية والشعور بالوحدة وفقدان احترام الذات.
وتؤثر المخدرات على الأداء الاجتماعي للأفراد وعلى المجتمع ككل وتؤدي إلى عدم الاستقرار في السكن والتشرد الأسري وزيادة حوادث السيارات نتيجة القيادة تحت تأثير المخدر مما يعرض السائق والركاب وغيرهم في الطريق للخطر. إن طريق المخدرات هو طريق مظلم ليس له نهاية ويجب الإقلاع عن المخدرات بأسرع وقت ممكن ومساعدة كل من يتعاطى أن يقلع عنها بسبب أخطارها الجسيمة لتحقيق التنمية الشاملة ولاستقرار الأسرة ولزيادة إنتاجية المجتمعات.