تحل اليوم الذكرى 32 للغزو العراقي على الكويت الحبيبة، مازالت ذكرى اليوم الأسود راسخه في عقل ووجدان كل كويتي، ولن ينسى ما قام به المقبور وجيشه المرتزق الذي لم يحترم المواثيق والمعاهدات الدولية بين البلدين خائن المواثيق وشعبه آنذاك في غزوهم البربري لم يراعوا الإنسانية، حيث قام بقتل الأبرياء من أبناء الشعب الكويتي، إضافة إلى تدمير البيئة، وحرق آبار النفط واتباع سياسة الأرض المحروقة في جريمة تؤكد على حقد المقبور وزبانيته وشعبه الذين باركوا لطاغيتهم هذا الاحتلال الغاشم اعترافا منهم بنكران الجميل.
المقبور هو وجنوده لم يدخروا شيئا آنذاك دمروا وسرقوا وعذبوا وشردوا أبناء الكويت، ولكن الملحمة الكويتية سواء من كانوا في الداخل أو الخارج من الكويتيين سطروا أجمل المعاني بتصديهم للعدوان ومقاومتهم له، والتفافهم حول شرعيتهم والدفاع عن وطنهم وهذه الأحداث لابد أن تتناقلها الأجيال وتكون راسخة في مناهجنا التربوية للأجيال القادمة.
يستذكر الكويتيون في هذا التاريخ من كل عام الدور الكبير والحكيم لسمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، وسمو ولي العهد الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، ودور الديبلوماسية الكويتية التي كان يقودها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، آنذاك ـ طيب الله ثراهم جمعيا وجعل مسكنهم الفردوس الأعلى.
من الساعات الأولى للغزو بدأت الديبلوماسية الكويتية تحركها لإعادة الحق إلى أهله وحشدت أصوات الحق في العالم، وخرج قرار من مجلس الأمن الدولي رقم 660 الذي قضى بإدانة الغزو العراقي للكويت، وانسحاب العراق فورا دون قيد أو شرط من الأراضي الكويتية وعودة الشرعية إلى الكويت وتبعه قرار الجامعة العربية الذي جاء داعما لهذا القرار باستثناء عدد من الدول العربية التي امتنعت عن التصويت مع هذا القرار، وأيدت الوقوف مع الباطل بجانب المقبور رغم مواقف الكويت التي لا تنسى تجاه تلك الدول.
تشكل التحالف من الأشقاء في الخليج والدول العربية والأصدقاء من مختلف دول العالم الذي تكون من 34 دولة من أجل تحرير الكويت وإعادة الحق لأهله بعد رفض المقبور تنفيذ شروط المجتمع الدولي.
بدأ التحرك العالمي يسابق عقارب الساعة حتى انطلقت عاصفة الصحراء التي عصفت بالجيش العراقي الجبان الذي فر هاربا من أرض المعركة في المواجهة البرية وهو ويجر خلفه ذيول الهزيمة والعار.
لله الحمد تحررت الكويت وتمت إعادة إعمارها بفضل قيادتنا وأبناء الكويت الأوفياء، ولا ننسى موقف الأشقاء المشرف من دول الخليج وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية التي فتحت أراضيها لتحشيد جيوش العالم وتحملها الكثير من أجل إرجاع الحق لأصحابه، وموقف ودعم كذلك الأشقاء في الدول العربية الأخرى الذين شاركوا بجيوشهم، ووقوف الأصدقاء من دول العالم مع الحق الكويتي وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية التي فرضت العقوبات الاقتصادية والعسكرية على العراق من الساعات الأولى للغزو.
الغزو العراقي لا ينسى ولن يكون مرتبطا باسم المقبور أو غيره وأنما مرتبط بدولة وشعب لم يراعوا أحكام الجيرة والأعراف الدولية في ذلك الوقت.
الكويت بتسامحها فتحت صفحة ومدت يد التعاون وشاركت في إعادة إعمار العراق وفتح صفحة جديدة بين البلدين، رغم ذلك مازالت بعض الأصوات الشواذ تظهر لنا بين فترة وأخرى بتصاريح في تعد سافر على السيادة الكويتية سواء من نواب أو سياسيين أو غيرهم، وهذا الأمر يجب ألا يمر مرور الكرام ويجب أن نسمع صوتا للحكومة العراقية لردع هذه الأصوات التي بالأساس تمثل نفسها ومن هم على شاكلتهم.
اللهم ارحم شهداءنا الأبرار وأسكنهم فسيح جناتك.
نسأل الله العلي القدير أن يديم على الكويت وشعبها والمقيمين على أرضها المباركة نعمة الأمن والأمان والازدهار، تحت ظل صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، حفظهم الله وأدام عليهم موفور الصحة والعافية.
[email protected]