لقد أصبحنا على موعد بين الفينة والأخرى مع سماع وقوع جريمة قتل أو جريمتين، وقد تصل إلى أربع جرائم دفعة واحدة، وفي يوم واحد كما وقع بالأمس القريب، حتى إننا ما إن ننسى جريمة حتى نفاجأ بجريمة أشد فتكا وضراوة من سابقتها والمسبحة كما يبدو تتتالى، فإلى أين سيصل بنا المطاف نحن وهذه الجرائم البشعة التي أدمت قلوبنا، وأحرقت أكبادنا؟!
وهل ستستمر جرائم القتل المروعة على هذه الوتيرة وبشكل مستمر، ومتى نقضي على ظاهرة القتل العمد، وهل من حل لهذه المصائب؟!
إن كنت لا تدري فتلك مصيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
وإزاء هذه الجرائم الكثيرة والمتلاحقة هناك سؤال ملح يطرح نفسه: على من يقع اللوم؟ بل من يلوم من؟ أنلوم أنفسنا أم نلوم الدولة أم ماذا؟ لقد تزايدت جرائم القتل عن معدلها عندنا بشكل ينذر بالخطر الداهم على الأمن الاجتماعي، ما يحتاج منا إلى وقفة صارمة وحازمة، فمن الأهمية بمكان أن تبحث الدولة ونبحث نحن كشعب في هذا الأمر بالغ الخطورة، ومن حقنا أن نتساءل وبدهشة عن الأسباب الكامنة وراء هذه الجرائم، وأن نضع اصبعنا على الجرح ونصف الداء والدواء، فلا أمن وأمان ولا طمأنينة في ظل هذه الجرائم المروعة.
قد نقول إن مجتمعنا مقصر وليس بالضرورة أن يكون ذلك صحيحا، وربما نقول إننا نعيش أزمة أخلاق وضعف الوازع الديني وقد يكون الأمر كذلك، أو نقول إن التفكك الأسري وراء هذه الجرائم المتتالية وان الأسرة مسؤولة مسؤولية مباشرة عن هذا الأمر، وربما يكون الجزاء القانوني غير رادع وكاف، أو أن تأخير تنفيذ القصاص على القتلة من الأسباب المهمة، أو أن انتشار المخدرات وسهولة الحصول عليها سبب في ذلك أو أن وسائل الإعلام مقصرة في توعية الناس، ولا تقوم بالدور المطلوب منها!.
والحقيقة أن كل هذه الأسباب مجتمعة وراء هذه الجرائم، ومن حيث الأهمية فتعاطي المخدرات هو السبب الأهم في هذه الظاهرة الخطيرة، فهذه الآفة مكمن الداء وأس الفساد ومربط الفرس، وما دامت هذه الظاهرة منتشرة عندنا والمخدرات في متناول اليد فلن تقف هذه الجرائم عند حد، بل ستزيد وتتضاعف لأن المتعاطي لا يفرق بين جريمة القتل وجريمة سرقة بقالة، فعقله ليس معه وتوازنه مفقود بسبب ما يتعاطاه فهو في عالم آخر غير عالمنا، لذلك فإن الجريمة عنده أمر سهل.
وهنا لابد من تضافر الجهود ووضع خطط ناجحة وبرامج خاصة للتعامل الجدي مع هذه الظاهرة، تساهم فيها كل مؤسسات الدولة ذات الصلة، بما في ذلك تفعيل حملة توعوية كبيرة، تنبه إلى خطر المخدرات يبث من خلالها النصح والإرشاد وبيان الضرر الكبير لها ونبذ العنف، ويكون للأسرة دور فيها ومن الأهمية بمكان التعجيل في تنفيذ القصاص على القتلة، فليس في صالح المجتمع أن يبقى القاتل حيا لفترة طويلة، وتنفيذ أشد العقوبة على من يروج للمخدرات ويحاول إدخالها للكويت بكل الطرق والحيل ووضع مادة أساسية ضمن المواد الدراسية تنبه لخطورة هذه الآفة، والله الموفق. ودمتم سالمين.