الإعلام الكويتي إعلام عريق وله تأثير كبير على الناس، والإذاعة الكويتية من الإذاعات العربية المتقدمة والناجحة منذ أول بث لها عندما قال الإذاعي الكبير مبارك الميال رحمه الله «هنا الكويت» في غرفة صغيرة من غرف الأمن العام في قصر نايف عام 1951 حتى يومنا هذا، فقد حصدت النجاح تلو النجاح وقامت بالدور المنوط بها بكل مهنية، وهي حاصدة الجوائز كما يحلو للبعض تسميتها، ويعلم الجميع أنها ثرية ببرامجها وأعمالها الدرامية، ولها صدى كبير في الوطن العربي، كما أن عشاقها ومتابعيها كثر وفي كل مكان، وخاصة في شهر رمضان المبارك.
وقد تم بث دار الإذاعة منذ فترة وجيزة وهي شبيهة إلى حد بعيد بقناة القرين التلفزيونية ولكن الإذاعة كما نعلم تخاطب القلوب فيما يخاطب التلفزيون العيون وكلاهما يصب في مصلحة الإعلام الكويتي وداعم ورافد له، وكل ما نسمعه في دار الإذاعة يعود بنا إلى الزمن الجميل والعصر الذهبي للفن الكويتي بشتى صنوفه، ودار الإذاعة تقوم بإعادة بث الكثير من البرامج والمسلسلات التي سبق عرضها في محطات إذاعة الكويت، ولاقت نجاحا كبيرا، والحقيقة أن المواد الأرشيفية مطلوبة ومرغوبة لدى المستمعين فالقديم نديم والناس تحن وتشتاق للماضي.
ولا أخفيكم سرا أن صاحب فكرة دار الإذاعة هو نفسه صاحب فكرة قناة القرين وهو د. يوسف عبدالوهاب السريع وكيل وزارة الإعلام المساعد لشؤون الإذاعة، وليس الأمر بمستغرب على هذا الرجل فهو كان ولايزال يسعى دائبا لحفظ تراثنا الفني العريق، ويذكرنا بماضينا الجميل، وقد بذل جهدا كبيرا لتجميع المواد الأرشيفية لفترة طويلة، وأعاد ترتيبها وتنقيحها وتصليح كل خلل فيها حتى تكون صالحة للبث، وكان له ما أراد وكان معه في هذا الجهد الكبير أحمد الفضلي مراقب التسجيلات العربية.
وقد تابعت مجموعة من المواد التي بثتها دار الإذاعة وعدت بذاكرتي إلى الوراء وتذكرت مجموعة من الرجال الذين عاصرتهم وكان لهم الدور البارز في نهوض الإذاعة الكويتية ووصولها إلى ما وصلت إليه من مكانة عالية على مستوى الإعلام العربي وأولهم الشيخ جابر العلي السالم الصباح وزير الإعلام الأسبق الذي حفظ لنا كل ما هو قديم من تراثنا الفني العريق، ووثق لأوائل الفنانين، وفنوننا القديمة حتى ان كل ركن من أركان مكتبة الإذاعة يشهد له بذلك، فهو المؤسس الحقيقي للإعلام الكويتي، رحمه الله، وكذلك الأستاذ الأديب الشاعر عبدالعزيز محمد جعفر ود.عبدالعزيز المنصور وعبدالرحمن الهادي ومنصور المنصور وأحمد مساعد وخليل إبراهيم، وغيرهم الكثير ممن لا تسعفني الذاكرة بتذكرهم، فبارك الله في جهودكم وسدد خطاكم في خدمة هذا الوطن العزيز. ودمتم.