ثورة 23 يوليو أم الثورات العربية عام 1952م حدثت لتبقى شمعة وطنية للخارجية العربية للأمة الإسلامية والبيانات الربانية، رغم ما حصل لها وما واجه فرسانها من مطبات كغيرها من الثورات الناجحة خلال القرون الماضية وعالمنا الحاضر لتغير وجه التاريخ والجغرافيا على ساحة كفاحها قولا وعملا لأجيالها السابقة واللاحقة، بدليل تتبعها بعيون أعدائها، ومروج إحباط انطلاقها، ومحاولات طمسها مع بداية تحركاته بوسائل الحقد والعنفوان لكسر انطلاقتها ومنع تميز بصماتها لعالمها الحر ماضيها وحاضر أجيالها.
ونحن جيل تتبع خطواتها الثورية آنذاك ونميز ونفرح بذلك التاريخ مع انطلاقة نداءات فارسها العملاق (جمال عبدالناصر) ارفع راسك يا أخي فقد زال عهد الاستغلال لحريتك، وثروات وطنك، وروح كرامتك! ممن كانوا يريدون دوس تلك الكرامة لمصلحتهم الخاصة، وعلى حساب قهر إرادتك.
المطلوب تأكيد وتميز وجود أمتنا العربية في مواجهة التحديات الخارجية، خاصة بعدما تبين لنا اليوم حقيقة النوايا الخبيثة مع تسرع الأحداث لتشتيت مفاصل أمتنا، وتكسير أجنحتها خطوة تلو الأخرى لمصلحة كيانات خبيثة وظهور نوايا التواجد الحاصل ليختطف قرارها لإزاحتها عن منابع كرامة أمتها بفعل فاعل!
لم تشهد ساحة حريتها أي تأثر بولادة كتلة «عدم الانحياز بقمة مبدعيها للجيل الذهبي»، جمال عبدالناصر، جوزيف بروز تيتو، جواهر لال، نهرو، ثلاثي أرهب العالم المتقدم ولادته، ولم يحسب لها حساب تفكيك أوصاله بعد رحيل أبطاله عن العالم الحالي!
وتبقى اليوم شمعة 23/7/1952 على أرض الكنانة منارة لامعة تقول للعالم الحر لا نزال نحن مشعل لذلك التحرك الوطني والشعبي الجماهيري نردد شعار ثورة يوليو 1952 «ارفع رأسك يا أخي ولا ترتخي»، فعالمك الحر لايزال بخير لردع الطامعين في ثرواتكم البشرية والطبيعية بأساليبهم الرخيصة وفتنتهم المدسوسة ما بين أخوة السلاح وعرق الفلاح، ورغبتهم الخبيثة في تفكيك أوصال الأمة العربية، وإشاعة الفوضى بين أركانها، لكن علينا ردع صنم الفتن ما ظهر منها وما بطن، لاستلامها خطوة خطوة.
بالتماسك لن ينالوا من أمتنا بإذن الله سوى الهزيمة، وكلمة الله هي العليا آمين يا أمة الموحدين، تمسكوا فقد حان وقت الأذان الله أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، ودمتم سالمين للنصر القادم.