عند زيارتك إلى قصر السلام العامر بمساحاته الرحبة وأقسامه يخطفك الوقت بداية من ترحيب أسرة إدارته، وفريق مختصي روايته، وجمال إعداده واستعداده للترحيب بزواره بنبرة أهل الديرة الراقية ووافديها المختصين بجوانب ديكوراته وأدواته وزوايا ماضيه وحاضره وللمستقبل، إذ يسهم في التعريف بتاريخ الديرة وجغرافيتها وثرواتها الطبيعية والبيئية بحرية وبرية، ونسيج أهله وسكانه وتكوينه عبر سنيه العميقة لأكثر من 500 عام بحلاوة معاني روابطها، ومرارة ما تعرضت له من مطبات تحكي كفاح أهلها ورزانة تعاملها مع تلك الأحداث، وكيف تحملها هذا الصرح بكل جوانبه السلمية ليصبح اسما على مسمى يترجم مقاصد عنوانه البارز على لوحات مداخله الجميلة بعد إعادة حياته لمن قصدوا تدميره بجحافل العدوان من الجار إذا جار، وتحدى كل ذلك 22 عاما ولم ينهر، صفق له مرحبا شاطئ الشويخ بنغمة أمواجه وعراقة الدولة العميقة حوله ليزداد ترحيبا بزواره إضافة لزعماء 175 دولة زارت قاعاته للقرن الماضي والقرن الحالي بجماهيره ليتها تعمم لمناهج تعليم الدولة عامة تضاف لمادة «التربية الوطنية» التي تم إلغاؤها من سنوات بعد الغزو الجائر بعثرة معلومات أجيالا لا تعلم من تراثها سوى عنوانه!
فليكن قصر السلام أحد أركانه، ومركز عبدالله السالم ركنا بعنوانه، ومتحفنا الوطني واضح تواصله، ومنجزاتنا الوطنية خنادق أمن وأمان لأجيالنا تحفظ تراثها ونبرة لهجاتها، وكنوز وطنها يلفها ولاء وانتماء، فالجسد الواحد إذا شكا عضو به تداعت وتجمعت كل الأعضاء لمناصرة بعضها بحزمة ونسيج لا يفكها الحديد وللدول العريقة منهاج لا يتعدى طموحنا لنصرة وطننا وملامح وقواعد دولتنا المباركة بحكامها ووفاء المحكومين، قولوا يا أهلها، آمين وكثفوا زيارات قلاع سياحتنا مثال حي لها متحف قصر السلام بالشويخ، وما تمت تغطيته من مراكز قلاعها التاريخية، الله ولي التوفيق.