مثلما تكونون يسلّط عليكم، تتواصل الأخبار عن تسلط شريحة من الفجار تعتدي على حرمات الخالق ممثلة بكتاب الله الكريم وسط ديار تعترف بسماحة الأديان الكتابية، وترابط هذه الأديان طلبا للسماحة، واحترام وتقدير كل منهم لكتابه، بعيدا عن الفتنة المطلوبة لدفع الجهالة للساحة الإنسانية، وإشعال فتيلها ما بين الآمنين المطمئنين بالذات مع اقتراب الأعياد لمختلف الديانات الكتابية، وتهاني مختلف الأديان لمناسبات أديانها طلبا للسلام المرغوب تواصله للعالم الواسع وتفعيل مقولة وحكمة عربية، مختصرها «الجهالة أعيت من يداويها!».
كما هو مراد معناها خلال عنوان هذا المقال المعروف عن دعوة نبينا الحليم محمد بن عبدالله ببركة الأشهر الكريمة رجب وشعبان وسيد شهورها رمضان، كما تدل معانيها على جهالة حارق المصحف الشريف، ومكابرة صهاينة العصر على الأرض الطاهرة فلسطين وتدنيس القدس الشريف ومواقعه الطاهرة للأديان الكتابية الثلاثة، بالتسلط وقوة السلاح على رموز العبادة وأماكن الطاعة للخالق من عبده المخلوق منذ خلافة الأرض ومن عليها.
هل تدبير ذلك مدروس من قبل مجرمي البشر لبذر عداوة الأديان وتأجيج الفتنة بينها باستغلال جهالة الأنذال لحرق كتبها السماوية في أقطار تقصد مبادرات السلام على الأراضي المسالمة ومهبط الوحي الرباني بكل مواقعه؟!
لا تملك الإنسانية النقية سوى الدعاء الرباني الطاهر «حسبنا الله هو نعم الوكيل، ونعم المولى، ونعم النصير»، ونغمة عابرة تقول: «أخي جاوز الظالمون المدى!».