قبل نحو عقدين، كانت خبرتي بالعمل الحكومي أنه غير مرهق ويقتصر فيه الإنجاز على الحضور والانصراف، وان العطلات تفوق أيام العمل المقررة «الراحات والإجازات السنوية والدورية والمرضية الخ...».
بعد التحاقي بالعمل كصحافي أمني اكتشفت أن ما ترسخ في ذهني ليس صحيحا، فهناك إدارات تعمل على مدار الأسبوع، ليس هذا فحسب بل على مدار العام دون أي عطل، وهذا ما ينطبق على الإدارة العامة للعلاقات العامة في وزارة الداخلية، والتي تبين لي أنها من أكثر الإدارات عملا في الدولة، وأنها شعلة نشاط، فهي تتابع الأحداث يوميا، كما أن قيادات الإدارة ملزمون بمرافقة الوزير والوكيل في الاجتماعات أو الجولات وما أكثرها.
وزارة الداخلية هي إحدى أهم الوزارات بالدولة نظرا لتشعب إداراتها وتنوع خدماتها ومهامها، وتكون في أحيان كثيرة مطالبة بتوضيح حقائق، كما أنها معنية بمتابعة ما ينتشر على وسائل التواصل، ومن مهامها أيضا إيصال المعلومة أو الخبر بالسرعة المناسبة، خاصة في عصر تويتر وانتشار أي معلومة في ثوان معدودة، وهذا يستلزم أن يكون المتحدثون عنها وباسمها ذوي خبرة كبيرة وإلمام ومعرفة بكل الأحداث الجارية.
أستقبل يوميا من مدير العلاقات العامة في وزارة الداخلية اللواء توحيد الكندري في توقيتات مختلفة بيانات عدة، وحينما أتصل به أو بالعقيد ناصر أبو صليب أجد منهما سرعة الرد، وللأمانة أكون متخوفا من أن يكون الوقت غير مناسب، ومع ذلك أجدهم متيقظين وعلى أتم استعداد للرد، ولديهما كامل المعلومات عن المعلومة التي أريدها، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على جهد وافر وإلمام كبير بمهام العلاقات العامة والتي تستمد أهميتها من أهمية وزارة الداخلية ومهامها المتشعبة.
معظم الإدارات الشبيهة في الدولة يحصل العاملون فيها على عطلاتهم كاملة، ونجد جميع موظفيها بدءا من المدير وانتهاء بأصغر موظف يغلقون أجهزتهم المحمولة المعروفة لوسائل الإعلام، وربما يتذكرون فتح تلك الأجهزة بعد بدء الدوام بأيام، أما في «علاقات الداخلية» فالوضع مختلف تماما، فمن المستحيل أن يغلق ضباط العلاقات العامة أجهزتهم، وشخصيا أشفق عليهم لكثافة الاتصالات التي ترد إليهم سواء من وسائل الإعلام أو مسؤوليهم من كبار القيادات الأمنية.
في الختام أتمنى لكل الإخوة في العلاقات العامة، وأخص بالذكر اللواء توحيد الكندري والعقيد ناصر أبوصليب السداد والتوفيق واستمرار التألق.
[email protected]