عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي شاهدت مقطع فيديو لفضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية سابقا، يجيب فيه عن سؤال أحد المتصلين: «أذهب مع أصدقائي إلى شاطئ البحر، وهناك نساء ورجال يرتدون المايوهات، فنغضُ بصرنا.. ما رأيكم في تصرفنا فضيلة الشيخ؟!»
سؤال المتصل عن غض البصر في الأماكن المختلطة كالأسواق والمجمعات التجارية والشواطئ البحرية وحمامات السباحة في الفنادق ذكرني بسورة النور التي يأمر الله سبحانه وتعالى فيها المؤمنين والمؤمنات بغض البصر لأنه حرام، أما نظرة الفجأة وهي أن تقع عينك على امرأة دون قصد فلا شيء فيها، لكن إياك أن تنظر إليها ثانية فتقع في الحرام.
الإنسان بطبعه يعشق الجمال «القلب يعشق كل جميل»، فعندما يرى امرأة حسناء تراهُ يسترق النظر إليها خلسة (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ـ غافر: 9).
للأسف هناك رجال عيونهم زائغة، لا يغضون أبصارهم عن النساء، هؤلاء الرجال يا ترى كيف سيكون حالهم يوم القيامة، حين يقف الرجال والنساء صفا حفاة عراة غرلا.. هل سينظرون إلى النساء أم يغضون أبصارهم عنهم؟
حول هذا اليوم يقول المولى عز وجل في سورة الكهف: (وعُرضوا على ربك صفاً لقد جئتمونا كما خلقناكم أول مرة بل ظننتم ألن نجعل لكم موعداً ـ الكهف: 48).
يوم القيامة يُعرض الناس على ربهم صفا كما خُلقوا أول مرة حفاة عراة غرلا، أي غير مختونين.
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يُحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا، قلت: يا رسول الله، الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟ قال: يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك، وفي رواية: الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض».
فإلى أبوالعيون الزائغة أقول: اتق الله في نفسك، وغض بصرك عن الحرام، واستجب لنداء ربك: (قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون ـ النور: 30).
٭ اقرأ واتعظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إياكم والجلوس في الطرقات، فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقه، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر».