دفعتني فعاليات ختام بطولة كأس العالم (قطر 2022) إلى التفكير والتساؤل هل يمكن مستقبلا إقامة نفس البطولة بذات الجودة ودقة التحضيرات على أرض الكويت؟! هل من الممكن أن تتحول أفكاري إلى واقع؟ ولكن حتى يأتي ذلك اليوم علينا أولا أن نعمل على تفعيل الإصلاحات وصنع الاختلاف بين الماضي والحاضر، وأن نتعقب أخطاءنا السابقة، ونعيد تصحيح واقعنا، ونشيد ونبني هذا إذا أردنا فقط أن نبدأ عهدنا الجديد بقوة الفعل والتنفيذ وليس بالشعارات، والتفكير بالمونديال القطري لم يتوقف عند هذا فحسب، فأنا أرى أن تلك البطولة كانت تحديا كبيرا أمام الشقيقة قطر وكان سؤالا لم تخرج إجابته بين «أكون أو لا أكون»، إما أن يتم تنظيم حدث عادي دون المستوى يثبت النظرة الغربية المسيئة للعالم العربي، وإما أن يتم نسف جميع المفاهيم الخاطئة وتصحيح الصورة النمطية التي صنعها الإعلام الغربي عن الإسلام والعرب.
وقد أعطتنا قطر منذ اللحظة الأولى للفعاليات الرياضية الإجابة واضحة، فقد نجحت وببراعة في تنظيم حدث رياضي ذي تجهيزات لم يشهدها العالم من قبل، وهنا سأتوقف بالكويت وحكومتنا الجديدة ومجلس الأمة، وسأطرح نفس السؤال الذي سئل لقطر، وستنحصر الإجابة بين «نكون أو لا نكون»، هل ستكون أجهزة الدولة الجديدة قادرة على أن تقوم بالمهمة على أتم وجه وتصنع فارقا؟ هل ستغير مجرى الحياة في الكويت؟ هل ستجعلنا على لقاء مع نهضة حقيقية فننسى ما مررنا به من مشكلات مجتمعية وأزمات؟
أعتقد أن وتيرة الإصلاح قد بدأت تظهر منذ قرار صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، بتغيير رئيس الحكومة وأعقبها الخطاب التاريخي لسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، بحل مجلس الأمة ثم تشكيل حكومة جديدة وانتخابات لمجلس جديد، وما أن جاءت الحكومة الجديدة حتى بدأت عمليات التغييرات فبدأت بقيام عدد من المسؤولين ذوى المناصب الكبيرة بتقديم استقالاتهم، فعلمية الإصلاح تتطلب ضخ دماء جديدة والاستعانة بالقدرات الشبابية خاصة المؤهلين لشغل المناصب القيادية وهم كثر.
وربما قد يحتاج الأمر إلى اتباع سياسة النفس الطويل والتمهل في إصدار الحكم على الأداء الحكومي والنيابي، فمن خلال متابعتي لآراء المواطنين وجدت أن هناك حالة من عدم الرضا الشعبي على الأداء العام للسلطتين، ومن وجهة نظري أعتبر ذلك تسرعا في إصدار الأحكام، فلابد أن نمهل الحكومة والمجلس وقتا لدراسة ملفات كافة قطاعات الدولة، وأن نمنحهم الفرصة حتى يضعوا القرارات الصائبة من خلال الدراسة القوية وليس من خلال الحلول المؤقتة العاجلة، فلابد من القضاء بشكل نهائي على الأزمات وليس مجرد مسكنات فقط، وجديا أحلم بأن يتحقق حلمي، وأن تصبح لدينا كويت جديدة ذات تطور وتنمية دون أزمات أو قضايا، وان يربح وطننا مونديال الإصلاح والتطوير، ويثبت للشعب أن الحكومة والمجلس تعاهدوا على العهد الجديد وأوفوا بعهدهم.
[email protected]