جاء فبراير وجاءت معه ذكرى الفخر والكرامة والحرية، جاء ليذكرنا بما صنع قادتنا العظماء أصحاب الحكمة والبصيرة، وما أنجزه رجال وطننا الأشداء البواسل الذين قدموا الغالي والنفيس من أجل استرداد حرية وعزة كويتنا الغالية، وها نحن نحتفي بهم كلما جاء فبراير، ذلك الشهر الذي شهد استقلال وطننا والذي صار عيدا وطنيا لنا، فنقيم فيه الاحتفالات ونبتهج، ولما لا يحدث ذلك ونحن المنتصرون والمحافظون على وطننا الغالي من كل عدوان؟!
وفي كل عام يقام مهرجان «هلا فبراير» والذي أقيم أول مرة عام 1999، وأعتبر أن ذلك المهرجان بما يحمله من تفاصيل مبهجة واحتفالية أداة مهمة للوصل بين الماضي والحاضر، وتعريف الأجيال الجديدة بما أنجزه أجدادهم، فكلما ذكر اسم المهرجان جاءت معه ذكرى النصر والكرامة، وبذلك يترسخ جزء مهم من تاريخنا المشرف في أذهان أبنائنا، وبعيدا عن المغزى التاريخي البحت للمهرجان إلا أنه تحول إلى أحد العناصر السياحية المهمة، حيث يلتقي من خلاله المشاركون فيه بعدد كبير من أهم نجوم الغناء والطرب في عالمنا العربي، إلى جانب تنظيم المسابقات والأمسيات الشعرية واللقاءات الرياضية الودية، وبالتالي فإن المهرجان ينجح في جذب الجماهير له من مختلف البلدان.
ولا يمكننا التغافل عن الجهود التنظيمية الجبارة التي تبذل كل عام لإنجاح المهرجان، وإخراجه بالمظهر الذي يليق باسم الكويت ومكانتها، ففي كل عام نجد تميزا أكثر من العام الذي سبقه، ولعل ذلك قد أسهم بجذب الكثيرين لحضور أنشطة الاحتفال بالمهرجان في كل عام، لأنهم يدركون أنهم سيكونون على لقاء مع حدث مميز من حيث تنوع البرامج وحسن التحضير والتنظيم.
وفي تلك الذكرى علينا ألا ننسى أن الحروب لا تترك وراءها سوى الدمار، ولأننا رزقنا بقادة حكماء ذوي بصيرة محافظين على العهد والأمانة، أشرقت شمس التطور والنهضة مجددا في وطننا الغالي، وأعادوا الأشياء إلى ما كانت عليه بل وأفضل، وراحوا يسطرون تاريخا حديثا مشرفا نعتز به جميعا، وعلى خطى الذين حافظوا على الأمانة يسير صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظهما الله ورعاهما، ليجعلا اسم الكويت في عنان السماء، وعلمها خفاقا عاليا.
حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه.
[email protected]